صراع على مناطق “الهدنة” دون إيراد ذكرهم .. “المعتقلين” غابوا عن الملف فهل دخلوا في دهاليز النسيان !!
حفلت الأيام الماضية بصراع قوي و عنيد بين أطراف المتفاوضة، حول إطلاق العملية السياسية في سوريا ، والتي وجدت في الهدنة التي ستبدأ مساء اليوم ، مفتاحاً لأولى الأبواب التي تقف في وجه الحل.
الهدنة، التي حظيت بسجال عنيف بين الطرفين الروسي و الفصائل الثورية ، و كذلك الراعي التركي ، لاستبعاد نقاط الخلاف و الوصول إلى صيغة ترضي الجميع بحيث يتنازل كل طرف عن سيل طموحاته ، مقابل الوصول إلى الطاولة التي يتم الاعداد لها في الإستانة.
اتفاق أنقرة أو “الهدنة” ، نص على بنود واسعة شملت وقفاً شاملاً لاطلاق النار دون استثناء أحد- اللهم إلا تنظيم الدولة -، و إيصال المساعدات للمحاصرين ، و لكن أياً من المتفاوضين لم يتحدث عن الملف الأكثر ايلاماً ألا وهم “المعتقلين".
يملك سكان المناطق المحررة و المحاصرة أيضاً ، أصواتاً تنقل معاناتهم و لهيب النار التي يتعرضون لها ، و هناك من يحاول الدفاع عنهم تارة بالكلام و كثيراً بالسلاح و النار ، و لكن أولئك المغيبين في أقبية السجون و المعتقلات ، الغائبين عن الضوء و الساكنين في المكان الأسود من ذاكرة المفاوضين ، الذين بحثوا عن نجاة أصحاب السلاح و لم يفكروا للحظة بأولئك الذين لا يملكون إلا أجساد تتآكل في غياهب المجهول.
غاب ملف المعتقلين لأعوام طوال ، وغاب معهم صوتهم ، اللهم من بعض الناجين الذين نقلوا لنا جزء لا يذكر من جبال الألم الذي عانى ولازال و سيبقى فيما يبدو ، الآلاف منه ، في ظل غياب أي مدافع فعلي عنهم.
صفقات تمت في الخفاء و امتدت لأشهر من النقاشات لاخراج سين من الناس ، فهو ذو تاريخ يعرفه اصحاب الألباب ، فيما يقبع خلف القضبان آلاف غيره ليس لهم حول ولاقوة ، ولا يملكون شهرة أو نسب يصل حد الأجداد.
من المعتقلين عشرات الآلاف ممن ينتظرون الخروج اليوم قبل الغد ، و الآن ليس بعد حين ، فاليوم هناك عن ألف يوم مما نعد ، والدقيقة في ذلك الظلام لايعرفها إلا من عاشها.