صراعات الغوطة المفتوحة إلى اين ستأخذها.. وهل التحالفات ستقلب الخطة
صراعات الغوطة المفتوحة إلى اين ستأخذها.. وهل التحالفات ستقلب الخطة
● أخبار سورية ٨ أغسطس ٢٠١٧

صراعات الغوطة المفتوحة إلى اين ستأخذها.. وهل التحالفات ستقلب الخطة

اتفق الجميع في الغوطة الشرقية على هدف نصرة الشعب و تخفيف الالم عنه، لكنهم اختلفوا في التطبيق ووجهة السلاح الذي حمل دفاعا عن الشعب.


أصوات الرصاص والقذائف تتطاير في كل مكان في الغوطة بين الفصائل، حيث فعليا لا صديق ولا تحالفات فالجميع عدو الجميع.

في حين تغص المعرفات الرسمية للفصائل بالبيانات و الإيضاحات، وفي ذات الوقت متابعة المعركة الميدانية في الفضاء الإلكتروني.


بدأت الأحداث مع اطلاق جيش الاسلام حملته الشهيرة في الشهر الرابع من السنة الحالية، بهدف إنهاء هيئة تحرير الشام في الغوطة الشرقي، وجرت على إثرها معارك عنيف جدا تمكن فيها جيش الإسلام من السيطرة على العديد من النقاط وأسر عناصر الهيئة، ولكن حملة الجيش أتت على مقرات فيلق الرحمن أيضا وسقط فيها عدد من القتلى والجرحى في صفوف الفيلق، ما أجبر الفيلق على الدخول في المعركة وتحالف على مضض مع هيئة تحرير الشام ضد جيش الاسلام.


واستمرت المعارك قرابة ال6 أيام أعلن بعدها جيش الاسلام عن وقف حملته بعد أن حققت أهدافها حسبما قال في بيانه، حيث أكد أنه أنهى قوة الهيئة في الغوطة الشرقية مع وجود بعض الفلول لها تحت حماية فيلق الرحمن.


خلال هذه الفترة كان جيش الاسلام ينتظر أي فرصة مواتية له لتجديد الهجوم على هيئة تحرير الشام، وحاول مرارا استمالة قيادة فيلق الرحمن لصفه ولكن دون جدوى، فكانت اشتباكات بشكل مستمر بين هذه الفصائل الثلاثة أدت لسقوط قتلى وجرحى.


نقطة التحول وفرط عقد التحالفات في الغوطة الشرقية كانت عندما أعلنت روسيا عن ضم الغوطة الشرقية إلى مناطق خفض التصعيد، بإستثناء المناطق التي يتواجد فيها عناصر هيئة تحرير الشام، وهذا الشرط الواسع الذي سمح للنظام وروسيا بالاستمرار بقصف الغوطة الشرقية حتى مدينة دوما التي لا يوجد بداخلها أي عنصر للهيئة فقد تعرضت للقصف، فهل كان هذا الشرط الذي وضعته روسيا السبب الرئيسي لإنهيار التحالفات وأصبح صديق الأمس عدو اليوم.


بدأت بعدها تراشق البيانات بين جميع فصائل الغوطة، حيث جاء بيان الهيئة بإتهام فيلق الرحمن بالتضييق على عناصره وقتل أحدهم وسرقة سلاحهم، وتلاه بيان أخر صادر عن حركة أحرار الشام بنفس الإتهام، ورد الفيلق عليهم بيانين منفصلين بصيغة عدوانية وقوية أنذرت بتصعيد عسكري.


اقتنص جيش الإسلام فرصته المواتية والتي دائما ما كان يبحث عنها، حيث أعلن يوم أمس عن استكمال حملته للقضاء على هيئة تحرير الشام، وشن هجوما عنيفا على منطقة الأشعري تمكن فيها من السيطرة على المنطقة وطرد عناصر الهيئة منها، كما سيطر أيضا على مقرات تابعة لفيلق الرحمن.


فيلق الرحمن أيضا بدء هجومه على مقرات هيئة تحرير الشام في مدينة عربين وكفربطنا ومديرا، وتمكنت من السيطرة على جميع مقرات الهيئة وهروب عناصر الهيئة منها إلى مدينة حرستا حيث تحالف مع عدوها في الشمال السوري حركة أحرار الشام الإسلامية.


أحرار الشام نفت تحالفها مع هيئة تحرير الشام وقالت إنها مزايدات من فيلق الرحمن الذي كان حليف الهيئة بالأمس في قتال جيش الاسلام، ولكن نفي الأحرار هذا مغاير للواقع فالهيئة والأحرار تحالفوا صباح اليوم وشنوا هجوما بالدبابات والعربات على بلدة مديرا وتمكنوا من السيطرة عليها، هذا التحالف بالتأكيد ليس تحالف صداقة بل هو تحالف مصالح مؤقتة سرعان ما سينهار.


كما صدرت بيانات وتصريحات متناقضة عن جميع الأطراف، حيث أعلن جيش الإسلام أن حملته تمت بالاتفاق والتنسيق مع فيلق الرحمن الذي بدوره نفى هذا الأمر عبر ناطقه الرسمي وائل علوان وقال أن جيش الإسلام هاجم مقراته ونفى التنسيق، ومن ثم صدر بيان أخر عن جيش الاسلام قال فيه أن الفيلق متذبذب فكلام قيادته في الاجتماعات مغاير لما ينشر على الإعلام، وكان بيان الجيش عدواني أيضا ومن ضمنه إتهامات كثيرة.


مصادر متعددة قالت أن هناك محاولات للتهدئة بين الأطراف ووقف القتال، وهو على ما يبدو مستحيل التنفيذ مع كم البيانات والتراشق والعدوانية التي تتسم فيها جميع الأطراف، فالغوطة الشرقية بمساحتها الصغيرة ربما لن تتسع لهذه القوى المتصارعة، حيث ستنتهي إلى منطقتين متحالفتين يكون فيها جيش الإسلام وفيلق الرحمن هما الحاكمان، فهل سيكسر تحالف الهيئة والأحرار هذا التوجه.

 

وفي الأفق العدو الأسدي يحاول بكل السبل الاستفادة من حالة الإقتتال والتقدم على جبهات بلدة عين ترما وحي جوبر الدمشقي والتي تقع تحت سيطرة فيلق الرحمن، وهو الذي يدافع وحيدا عنها بكل بقوة وكبد قوات الأسد خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد دون تمكن العدو الأسدي من إحراز أي تقدم يذكر على الرغم من الكم الهائل من الغارات والصواريخ المدمرة.

 

ومع حالة الإقتتال في الغوطة وهجوم الجميع تقريبا على فيلق الرحمن ومناطقه وعناصره فهل ستصمد عين ترما وجوبر ، أم سيتحقق حلم الاسد بإستعادة السيطرة على حي جوبر الصامد.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ