صفقات "المعتقلين".. مكاسب فصائلية أم عجز عن إخراج أبناء الثورة .. وأين "جثث الطيارين"!؟
صفقات "المعتقلين".. مكاسب فصائلية أم عجز عن إخراج أبناء الثورة .. وأين "جثث الطيارين"!؟
● أخبار سورية ١٦ أغسطس ٢٠١٧

صفقات "المعتقلين".. مكاسب فصائلية أم عجز عن إخراج أبناء الثورة .. وأين "جثث الطيارين"!؟

تتعدد صفقات التبادل بين فصائل الثوار بمختلف أنواعها مع قوات الأسد وإيران وحزب الله، بعمليات تبادل تكررت مراراً، تقوم الفصائل في كل مرة بتسليم عناصر أو جثث أو معتقلين لقوات الأسد وحلفائها، مقابل الإفراج عن معتقلين مدنيين أو عسكريين بحسب الاتفاق المبرم بين الطرفين، أو ضمن صفقات التهجير التي تتضمن في إحدى بنودها إخراج معتقلين من سجون الأسد.

 

اللافت في كل عملية تبادل وإفراج تجري هو تعنت قوات الأسد وحلفائها في الاصغاء لمطالب الفصائل، ورفضه التقيد في قوائم وأسماء محددة، إلا بعض الأسماء التي لربما تدور صفقة التفاوض حولها لأشهر، تخص الجهة المفاوضة من طرف الفصائل، تفضي عملية التبادل لإخراجها، مع أعداد أخرى من المفرج عنهم من المدنيين.

 

والملاحظ في كل عملية تبادل أو صفقة تجري بين الفصائل ونظام الأسد، هو إخراج نظام الأسد لعشرات المعتقلين، غالبيتهم حديثي العهد في المعتقلات، ممن اعتقلتهم قوات الأسد على الحواجز أثناء توجههم لمناطق سيطرتها، إما لقبض رواتبهم، أو لزيارة أقرباء لهم، أو في أي عمل آخر، تزج بهم قوات الأسد في المعتقلات، وتقوم بالإفراج عنهم ضمن هذه الصفقات، منهم قد مضى على اعتقاله عام ويتدرج حتى أشهر وأيام.

 

ولعل أكبر شاهد على هذه الصفقات ما تم الإفراج عنهم ضمن اتفاقيات المدن الأربعة وإجلاء حلب بداية العام الحالي والصفقة الأخيرة بما يتعلق باتفاق القلمون وقبلها اتفاقيات معلولا وخفض التصعيد وغيرها، وإفراج قوات الأسد عن أكثر من ألف معتقل غالبيتهم من المعتقلين حديثاً، كما أن غالبيتهم عادوا لمناطق سيطرة الأسد، وقلة منهم فضلوا البقاء في لمناطق المحررة، خلت هذه القوائم والدفعات من أبناء الحراك الثوري المغيبين في السجون منذ أكثر من سبع سنوات من عمر الثورة، وقبلها الكثير من الشخصيات السياسية والمدينة المغيبة في السجون.

 

أسئلة كثيرة تتردد على ألسنة أهالي المعتقلين الثوريين من أبناء الحراك الثوري، عن مصير أبنائهم ولماذا لم تطالب فيهم الفصائل بشكل اسمي في كل عملية تبادل، مع أن الكثير من المرات طلب جمع قوائم للمعتقلين في سجون الأسد قبل كل عملية تفاوض، إلا أنها لم تفضي لخروج أي منهم، ومازال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.

 

هذه الأسئلة التي لم تحظ بأي إجابات حتى اليوم، مازالت تتردد مع كل صفقة تبادل، وسط تفاخر من قبل الفصائل في أنها أخرجت مغيبين من السجون، ولربما لا تعرف من خرج في صفقتها، وهل هو ضعف في التفاوض أم تعنت من قبل الأسد في الاحتفاظ بمعتقلي الرأي والحراك الثوري في غياهب سجونه، أم عدم اكتراث من الفصائل بالقضية الأكبر للمعتقلين السوريين، واقتصار صفقاتهم على الإفراج عن أشخاص مقربين من الفصائل مع جملة من المدنيين لربما أفرج عنهم الأسد فقط ليظهر بمظهر جيد أمام الرأي العام والعالمي.

 

وذكرت مصادر عسكرية أن الفصائل تمتلك مصادر قوة كبيرة يمكنها أن تفاوض عليها وتطلب الأسماء التي تريد لإخراجها، إلا أنه أكد أن لا يوجد نية صادقة للتعامل مع الملف بشكل دقيق، وأن عشرات عمليات التفاوض أجريت بشكل سري لم تفصح عنها الفصائل، أفضت لخروج شخصيات قيادية منها كانت في سجون الأسد، أو صفقات مالية كبيرة لم تكشف للعلن مطلقاً.

 

ومن مصادر القوة بحسب المصدر " جثث الطيارين الروس الذين سقطت مروحيتهم في منطقة تل الطوقان القريبة من أبو الظهور بإدلب، والطيارين من طاقم المروحية التي سقطت في جبل الزاوية، وعشرات الضباط والعناصر من معسكرات وادي الضيف والحامدية، وضباط وطيارين من مطار أبو الظهور العسكري، وضباط كبار اعتقلوا في الغوطة الشرقية، وعناصر قيادية للميليشيات الشيعية اعتقلوا خلال معارك ريف حلب الجنوبي، وطيارين أسقطت طائراتهم وانقطعت أخبارهم منذ ذلك الحين" تبقى ملفاتهم غامضة ومغيبة ولربما تم التفاوض وتسليمهم بمكاسب للفصائل بينما بقي أبناء الشعب مغيبين في السجون.

 

ولطالما ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مراراً أنها تمتلك قوائم تتجاوز الـ 117 ألف شخصاً، بينهم نساء وأطفال، إلا أن تقديراتها تشير إلى أن أعداد المعتقلين تفوق حاجز الـ 215 ألف معتقل، 99% منهم لدى قوات الأسد بشكل رئيس، لا تشمل الحصيلة المعتقلين على خلفيات جنائية، وتشمل حالات الاعتقال على خلفية النزاع المسلح الداخلي، وبشكل رئيس بسبب النشاط المعارض لسلطة الحكم، كما تُنكر قوات الأسد قيامها بعمليات الخطف أو الاعتقال عند سؤال ذوي المعتقلين عنهم، فإلى متى يستمر اعتقال الثائرين، وما هو الخافي في صفقات التبادل والعجز عن إخراج أبناء الثورة المغيبين.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ