"صناعة شخصيات عامة" .. سياسة ينتهجها النظام.. والمعتقلين في المسالخ البشرية أبرز ضحاياها
"صناعة شخصيات عامة" .. سياسة ينتهجها النظام.. والمعتقلين في المسالخ البشرية أبرز ضحاياها
● أخبار سورية ٧ مايو ٢٠٢١

"صناعة شخصيات عامة" .. سياسة ينتهجها النظام.. والمعتقلين في المسالخ البشرية أبرز ضحاياها

بفيديو غنائي حافل ينسف الصورة النمطية المعروفة لدى السوريين عن مشهد خروج معتقل من سجون قوات الأسد ظهرت القاضية المفرج عنها حديثاً "فريال جحجاح"، بموجب عفو رئاسي يبدو أنه يأتي ضمن سياسة ممنهجة لخلق شخصيات عامة موالية بمظهر محاربي الفساد الذين يستفيدون من دعم رأس النظام الذي لا يرضى بالواقع فيما يحاول بذلك تشويه ما يعرفه السوريين عن حقيقة حال من تحالفه الحياة وتكتب له مجدداً وينجو من المسالخ البشرية.

ونشرت المفتشة لدى نظام الأسد "أثلة الخطيب"، تسجيلاً مصوراً عبر صفحتها الشخصية تظهر فيه وإلى جانبها نظيرتها "جحجاح"، بداخل مقهى بمشهد قد يفسر على أنه لإيصال رسالة تحاول تلميع صورة سجون الأسد في الدرجة الأولى.

ويضاف إلى ذلك المرحلة الثانية وهي تدعيم النظيرة المخابراتية التي تنص على مزاعم بأن بعض المسؤولين فاسدين ورأس النظام يحاربهم ويغيث وينقذ من يصارعهم وينتقدهم، ليتحولوا بعدها إلى شخصيات عامة يمرر نظام الأسد عبرهم خطابه وروايته للموالين له.

وشرعت المفتشة بعد الإفراج عنها بكتابة ما يشير إلى منحها سقف معين تقف عنده لاستقطاب المتابعين وتقليل الاحتقان المتزايد حيث ترى تلك الفئات المتأثرة بقرارات وممارسات النظام بأن هناك من يتكلم بلسانهم، لتوجيه الأنظار نحو بعض الفساد بما يشكل تحالف مضاد بين شخصيات يلعب رأس النظام دور المنقذ لها، لنفي عنه زعامة العصابة.

ووفقاً لمنشور رصدته شبكة شام الإخبارية انتقدت "فريال"، حادثة اعتقالها وطالبت بتحديد كيفية تصنيف الصفحات المشبوهة، وأشارت إلى اتهامات طالتها بوهن نفسية الأمة والنيل من الشعور القومي مازلت تسأل ماهي الأنباء الكاذبة التي نشرتها، وسجنت من أجلها نحو 4 أشهر.

وقالت إنها ستجيب عن تساؤلات المتابعين من لحظة مراجعتها لفرع الأمن الجنائي في طرطوس بتاريخ 13-1-2021 وترحيلها في نفس اليوم إلى الإدارة العامة بدمشق ثم إلى القضاء وسجن عدرا للنساء بتاريخ 16-1-2021 لغاية خروجها بموجب العفو الأخير قبل أيام.

وهنئت جميع الموقوفين الذين شملهم العفو وخاصة الذين وجهت لهم نفس التهم و تم جمعهم في ملف واحد رغم عدم سبق معرفة ببعض بأي وسيلة من وسائل التواصل باستثناء "هالة الجرف"، التي قالت إنها معروفة من قبل الكثيرين بحكم عملها.

وفي منشور للصحفي المفرج عنه "كنان وقاف"، ذهب بعيداً في الترويج لسجون الأسد التي أظهر القائمين عليها كحمائم السلام، إذ تحدث عن حوادث لا تنطبق على واقع سجون الأسد التي توصف بأنها مسالخ بشرية.

وزعم "وقاف"، قيام عنصر برغم انتهاء دوامه الرسمي بانتظاره على باب سجن عدرا في دمشق وقال إنه فعل ذلك ليشربه "متة" وأمن لع بعض الاحتياجات، وآخر في سجن طرطوس كان يفك قيده قائلاً: "لا تجعل هذه الأغلال تكسرك وأبقى صوتنا نحن الفقراء" حسب كلامه.

ولخص في ختام منشوره ما يسعى إليه نظام الأسد وفق سياسة ممنهجة من خلال تلميع صورته وتضليل واقع السجون بقوله "سأبقى منكم معكم صوتكم الذي يؤمن بأن الحقيقة أسمى العقائد أيها الفساد هل تظن أخفتني مثلا أنت لم تخف حذائي حتى"، وفق وصفه.

وسبق أن اعتقلته مخابرات الأسد بسبب كتابته عن فضائح خطف وابتزاز للواء "غسان خليل"، محافظة النظام بالحسكة، ليخرج متحدثاً عن كرم السجان بعد مرسوم مستهلك استغله رأس النظام لتلميع صورة إجرامه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المزعومة.

ويعرف بأن النظام وعبر أفرعه الأمنية لم يمارس أكثر أساليب التعذيب والتنكيل الوحشي فحسب، بل يقوم على ابتزاز ذوي الضحايا، وصولاً إلى محاولات طمس جرائمه، وإظهار من يخرج من معتقلاته بممارسة حياة الطبيعية والرفاهية، علما أن من خرجوا على قلتهم لا يزالون يواجهون أمراضاً مزمنة لا تبرح أن تشفى لا سيّما وأن بعضها يتعلق بإعاقات دائمة وأعراض وصدمات نفسية كبيرة وفقدان الذاكرة إثر أساليب التعذيب التي لا يوصف بشاعتها الكلام.

وقبل أيام أصدر رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، مرسوماً يتضمن عفو مشروط بـ"تسوية وغرامات" وشدد لعدم شموليته التهم التي يغيب بسببها معتقلي الثورة السورية، ليصار إلى الإفراج عن عدد من الصحفيين و الموالين عرف منهم "هالة الجرف ومحي الدين وضاح وكنان وقاف وفريال جحجاح وفرح خازم"، وعدة شخصيات إثر توقيفهم بتهم تتعلق بمنشورات على فيسبوك.

يشار إلى أن نظام الأسد قام بصناعة عدة شخصيات إعلامية وفنية موالية تقوم بين الحين والآخر بنشر انتقادات لتكريس البروبوغندا الدعائية لصالح رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، ومثالاً على ذلك الصفحات التي تحولت إلى منبع للتشبيح بعد أن نفذت مراحل سياسة تحويلها إلى شخصيات عامة ومنا صفحات باتت تنشط في الترويج للنظام وقد تنشر الانتقادات بالتنسيق مع مخابرات الأسد ومنها (يونس سليمان - رضا الباشا - معن عيسى) وغيرها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ