طلال سلو: أمريكا وقسد سهلتا الخروج الآمن لتنظيم الدولة 3 مرات .. ومعركة الرقة لتدميرها لا لتحريرها
طلال سلو: أمريكا وقسد سهلتا الخروج الآمن لتنظيم الدولة 3 مرات .. ومعركة الرقة لتدميرها لا لتحريرها
● أخبار سورية ٤ ديسمبر ٢٠١٧

طلال سلو: أمريكا وقسد سهلتا الخروج الآمن لتنظيم الدولة 3 مرات .. ومعركة الرقة لتدميرها لا لتحريرها

قال "طلال سلو" الناطق المنشق عن "قوات سوريا الديمقراطية"، إن قسد سمحت لتنظيم الدولة بالخروج الآمن ثلاث مرات بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وذلك من مناطق منبج والطبقة والرقة، خلال الجزء الثالث من مقابلة خاصة لـ "سلو" مع وكالة الأناضول التركية.

وقال "سلو" إن أول اتصال مع الأميركيين جاء بعد تعينه ناطقاً باسم قسد وطلب منه الأمريكيون مقابلته خارج سوريا، حيث جاءوا بطائرة شبيهة بالهليكوبتر (طائرة مروحية)، وتم نقله إلى أربيل، حيث بقي هناك لمدة يومين في القاعدة الأميركية الموجودة في مطار أربيل، تطرق الحديث عن تنسيق العمل والعمل الصحفي، وتم تحديد قائمة بوسائل الإعلام الداعمة لقوات قسد والتي يمكنهم التحدث إليها.

وبين سلو أنه شارك في اللقاءات التي جرت مع (المبعوث الخاص إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب) بريت ماكغورك، و(قائد قوة المهام المشتركة التي تقودها الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة) الجنرال ستيفن تاونسند، و(قائد قيادة القوات المركزية الأميركية) جوزيف فوتيل. وكان شاهين جيلو (قائد ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية) يحدد أسماء المشاركين بتلك اللقاءات من جانب قسد، كما شارك في جميع اللقاءات التي جرت في قاعدة جلبية (قاعدة أميركية شمالي سوريا مجهَّزة بأسلحة متقدمة)، وعقد فيها اجتماعًا مع لجنة من الخارجية الأميركية، و كان هناك تنسيق كامل بين جيلو والإدارة الأميركية.

ولدى سؤال عما حدث في الرقة قال سلو إن "التفاوض مع تنظيم الدولة حصل في قاعدة لقوات سوريا الديمقراطية في عين عيسى، من قبل جيلو ومساعدة قهرمان، الشخص الذي تواصل مع التنظيم، يدعى أبو محمد دير الزور كانت الوجهة الوحيدة للتنظيم حينها، أمريكا كانت راضية عن ذلك".

وأضاف سلو " قوات سوريا الديمقراطية شنّت عمليتين عسكريتين على دير الزور والرقة، وعلى جبهة دير الزور كان الجنود يعانون كثيرا، أمريكا أرادت لقوات سوريا الديمقراطية التوجه إلى دير الزور والسيطرة على الحدود العراقية (السورية) قبل وصول قوات النظام إلى هناك. بالنسبة للأمريكيين، قدروا أن قوات النظام كانت قادرة على الوصول إلى دير الزور في غضون 6 أسابيع. إلا أنه على الأرض، قوات النظام كانت تتقدم أسرع، لذلك أرادت أمريكا من قوات سوريا الديمقراطية التفاوض مع التنظيم، لإرسالهم إلى دير الزور والبو كمال لإعاقة تقدم قوات النظام. بدأت بالتالي المفاوضات للسماح بخروج ثلاثة آلاف و 500 من عناصر التنظيم، بالإضافة إلى 500 امرأة وطفل أيضا".

وأوضح أن هدف أمريكا كان هدفها وصول عناصر التنظيم إلى دير الزور قبل قوات النظام، من أجل ذلك الخارجون من الرقة لم يتم استهدافهم، وفي نفس اليوم طلب جيلو الخروج على وسائل الإعلام وتقديم تمثلية، الطاقم الإعلامي أعد "المسرحية" وبحسبها: أُعلن عن تسليم 275 إرهابيا أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية مقابل إخراج 3 آلاف و500 مدني من مدينة الرقة وأنه (في الحقيقة لم يسلم أحد نفسه).

أما المسرحية الثانية كانت منع الصحفيين دخول مدينة الرقة، بحجة وجود إرهابيين أجانب يتم الاشتباك معهم، رفضوا الخروج من المدينة، وفي الحقيقة لم تطلق طلقة واحدة، وفي تلك الفترة وبعد وصول مقاتلي التنظيم إلى دير الزور أعلن عن تحرير المدينة، وتابع " وعلمنا فيما بعد أنّ قسما من مقاتلي داعش، توجهوا إلى مناطق خارج دير الزور بعد تقديم رشاوى لهم. علمنا فيما بعد أنّ الكثير منهم دخلوا مناطق درع الفرات".

وأكد سلو ان عملية الرقة لم تكن عملية لتحرير الرقة بل كانت عملية تدميرها، عندما وأنه أصيب بالدهشة لدى ذهابة للمدينة لحجم الدمار قائلاً: " مع الأسف أكثر من 95 بالمئة من المدينة سويت بالأرض، الهدف من تأسيس قوات سوريا الديمقراطية كان تحرير الأرض والشعب من إرهابيي داعش وظلمهم. وإذا كان التحرير كما رأيته شخصيا، فلا حاجة لمثل هذا التحرير، لأنه كان تدميرا، وهذا التدمير كان من الطرفين، قوات سوريا الديمقراطية دمرت وأمريكا كانت أيضا سببا في تدمير المدينة بالكامل، ولا أعرف ما السبب وراء ذلك. (وبعد كل هذا الدمار) يقوم مجلس المدينة بطلب دعم مالي من المجتمع الدولي لإعادة إعمارها من جديد، وعلى ما يبدو فإنّ هذا الدعم سيذهب لمنافعهم الشخصية".

ونوه سلو إلى أن الرقة لم تكن أول منطقة يتم إخلاء تنظيم الدولة منها بالتفاوض، بل كانت الثالثة، حيث أن أمريكا و القائد العام جيلو فعلوها بالتفاهم فيما بينهم. قبل الإعلان عن السيطرة على نبج بفترة وجيزة، أصدر المجلس العسكري لمدينة منبج بيانا أعلن فيه السماح، لألفي عنصر للتنظيم بالخروج من منبج بدروع بشرية، مبيناً أن قوات سوريا الديمقراطية وأمريكا والمجلس العسكري لمدينة منبج حافظوا على أرواح مسلحي التنظيم وسمحوا لهم التوجه إلى مدينة منبج. هذا كان أول اتفاق مع التنظيم.
أما الاتفاق الثاني بحسب سلو كان الجواب في مدينة الطبقة، وهي تقسم بين سد الطبقة ومنطقة الثورة التي يقطنها المدنيون، تمت السيطرة على سد الطبقة وأعلن عن ذلك، إلا أنّ منطقة الثورة لم تتم السيطرة عليها رغم شنّ عدة هجمات عليها إلا أنّ جميعها باءت بالفشل لوجود مقاومة عنيفة من التنظيم، و هنا تدخل أبو محمد للوساطة، (زوج أخته كان "أميرا" للتنظيم في الطبقة)، و طلبوا منه التواصل مع التنظيم من أجل ضمان خروج 500 عنصر بحماية من جيلو وأمريكا، أما طلب التنظيم فكان الخروج من الطبقة إلى الرقة بأسلحتهم وعتادهم، وأنه بعد لقاء جيلو بالأمريكيين وتحدثه باسم قسد سُمح لعناصر التنظيم الخروج بأمان.

ورد سلون عن سؤال حول اقتراح تركيا على الولايات المتحدة الأمريكية شن عملية مشتركة من أجل تحرير الرقة، و هل طرحت أمريكا هذا الموضوع على قسد قال " الأمريكيون قدموا هذا المقترح، في اجتماع بقاعدة الجلبية، وكنت مشاركا في ذلك الاجتماع، الذي حضره أيضا بريت ماكغورك، بالإضافة إلى السيناتور جون ماكين الذي قال إن تركيا اقترحت فتح ممر من تل أبيض بطول 25 كيلو مترا، للسماح بنقل المقاتلين العرب ووحداتها العسكرية إلى مدينة الرقة"، وبين أن مقترح ماكين لم يكن ملزما وعندما أحس جيلو بهذا التوجه، قال إنه لن يسمح بفتح ممر ولو بعرض 25 سنتيمترا للأتراك ومن معهم، وأن ماكين اكتفى بهذه الإفادة.

وعن رفع صورة لزعيم تنظيم بي كا كا الإرهابي أوجلان، وما صدر بعدها من بيان من واشنطن منددا بذلك بين سلو أن الأمريكيان حذروا كثيرا من موضوع الصور والشعارات، لعدم إظهارهم بموقف محرج أمام الرأي العام، ولكن الطرف الكردي لم يقبل بهذه التحذيرات، وأن المناطق التي كان يجتمع الأمريكيون مع قسد كانت مليئة بصور عبد الله أوجلان، وكانت موجودة أيضا في أول مؤتمر لقوات سوريا الديمقراطية، وأن الأعلام في تلك المنطقة كانت لـ "ب ي د" و "ي ب ك" وماشابهها ولم يكن ممكنا رؤية أعلام قوات سوريا الديمقراطية، وأن الأمريكيان كانوا يعلمون جيدا مع من يتعاونون.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ