عام على بدء العدوان الروسي ... عشرات آلاف الغارات الجوية خلفت آلاف الشهداء ودمار كبير في البنى التحتية
عام على بدء العدوان الروسي ... عشرات آلاف الغارات الجوية خلفت آلاف الشهداء ودمار كبير في البنى التحتية
● أخبار سورية ٣٠ سبتمبر ٢٠١٦

عام على بدء العدوان الروسي ... عشرات آلاف الغارات الجوية خلفت آلاف الشهداء ودمار كبير في البنى التحتية

تغيب شمس آخر يوم من العام الأول لبدء العدوان الروسي على سوريا، بشلالات مستمرة من الدماء واستمرار عمليات التدمير الممنهج للبنى التحتية في المناطق المحررة، والذي خدم بشكل كبير نظام الأسد وأعطاه فرصة للبقاء أكثر في السلطة، بعد أن تهالك وكاد الثوار أن يحسموا المعركة العسكرية في عدة محافظات.

وفي شهر أيلول من عام 2015 بدأ العدوان الروسي على الأراضي السورية لتدخل روسيا بشكل علني لمساندة نظام الأسد، فكانت أول قاعدة عسكرية لها في حميميم بريف اللاذقية، والتي اتخذتها مقراً لقيادة العلميات الجوية والبرية، بعد استقدام اسراب من الطائرات الروسية الحديثة إلى القاعدة، والبدء بالطلعات الجوية في جميع الأجواء السورية، مستهدفة المناطق المحررة بحجة محاربة الإرهاب.

ودأب الطيران الروسي خلال العام على استهداف المناطق المدنية في محافظات الشمال خصوصاً، حيث قدمت الطائرات الروسية دعم كبير لقوات الأسد، مكنتها من تحقيق مكاسب عديدة على الأرض على حساب الثوار في الريف الجنوبي لحلب وثم الريف الشمالي وثم المدينة، وريف اللاذقية، لتغير الخارطة العسكرية بشكل كبير لصالح النظام، قبل البدء بجولات المفاوضات التي كانت روسيا هي الجهة المدافعة عن نظام الأسد بل صاحبة الكلمة والقرار.

ومع بدء التدخل الروسي تراجع بشكل كبير الدور الإيراني في سوريا، والتي كبحت فيها سلطوية الميليشيات الإيرانية وحزب الله، وبات القرار بيد القوات الروسية، وباتت هذه الميليشيات كرديف في المعركة، تتلقى أوامر التحرك والهجوم، وتتلقى الدعم الجوي بشكل مباشر من القوات الروسية، ومع ذلك حافظت إيران على تواجدها ودعمت قواتها بميليشيات إيرانية جديدة تمركزت في غالبيتها بالريف الجنوبي لحلب.

وأدت الغارات الجوية التي طالت المناطق المحررة من مدن وبلدات ومناطق سكنية لاستشهاد 3264 مدني، بينهم 911 طفل و 616 سيدة حسب توثيق صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، حيث تعمد الطيران الروسي استهداف التجمعات السكنية والأسواق العامة، مخلفاً العشرات من المجازر غالبيتها في حلب وإدلب، مع استمرار هذا القصف حتى اليوم.

كما عمل الطيران الروسي وفي سياسة ممنهجة ومدروسة على استهداف كل حياة في المناطق المحررة، فعمل على تدمير المشافي والمدارس ومراكز الدفاع المدني والمعامل والأفران بشكل متواصل، أخرج أكثر من 417 مركز حيوي مدني عن الخدمة بشكل كامل حسب الشبكة السورية، عدا عن المراكز التي تضررت بشكل كبير، وأدى القصف لتراجع عملها بشكل كبير في المناطق المحررة، وبالتالي زيادة الضغط على المدنيين، وازدياد مصاعب الحياة بشكل كبير.

أما على صعيد استخدام الأسلحة المحرمة دولياً والتي تصاعدت بشكل كبير مع بدء العدوان الروسي، واستخدمها الطيران الروسي بقصف المناطق المدنية والأحياء السكنية كالقنابل العنقودية والتي نشط استخدامها بشكل كبير، والأسلحة الحارقة كالفوسفور والنابالم والتي قصفت بها المناطق المدنية منتهكة كل الأعراف والمواثيق الدولية، حيث سجلت الشبكة السورية 147 هجمة بالقنابل العنقودية، و 48 هجمة بأسلحة حارقة موثقة بكل تفاصيلها، إضافة لعشرات الهجمات التي تعرضت لها مواقع عدة على جبهات القتال وفي مناطق التماس بين الثوار وقوات الأسد.

ومع انتهاء العام الأول للتدخل الروسي، تستمر شلالات الدماء بالنزيف في المناطق المحررة، لاسيما مدينة حلب والتي باتت محاصرة بشكل كامل من قبل قوات الأسد والقوات الروسية التي ساندت بشكل كبير في إطباق الحصار عليها، وسط صمت دولي وتجاذبات في أروقة الاجتماعات الدولية بين القوى الكبرى كلاً حسب مصلحته والجهات التي يدعمها في سوريا، دون وجود أي حل في الأفق يبشر بخلاص السوريين من ألة القتل الأسدية وكل القوى التي تدعمه.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ