عبد الكريم من مدينة "الذهب الأحمر" قتل الأسد أحلامه وجعله مقعداً على كرسي متحرك
عبد الكريم من مدينة "الذهب الأحمر" قتل الأسد أحلامه وجعله مقعداً على كرسي متحرك
● أخبار سورية ١١ سبتمبر ٢٠١٧

عبد الكريم من مدينة "الذهب الأحمر" قتل الأسد أحلامه وجعله مقعداً على كرسي متحرك

تتنوع القصص والحكايا لعذابات المدنيين في سوريا بعد أن أثقلت سنين الثورة والحرب المشتعلة ضد إرادة الشعب السوري كاهلهم، وخلفت ورائها قصصاً وعذابات لايمكن أن تمحوها السنين، انعكست على كافة مناحي الحياة, واعتاد من بقي في مناطقه على أن يتعايش مع ظروف لم يعتدها من قبل.

ففي مدينة مورك مدينة "الذهب الأحمر" بريف حماة الشمالي كما يحب أبناء ريف حماة أن يطلقوا عليها تنوعت السيطرة بين الثوار وقوات الأسد لسنوات عدة، إلى أن انتهت بسيطرة الثوار منذ قرابة العامين, ولكن بسبب كثافة القصف نزح معظم الأهالي عنها وعاشوا لأشهر طويلة بعيداً عن منازلهم وأرضهم وأرزاقهم.

وما إن شهدت المنطقة هدوءً نسبياً بدأ جزء من الأهالي بالعودة إليها ليصل العدد إلى قرابة 500 عائلة, ومنهم عائلة الشاب "عبد الكريم" البالغ من العمر 23 عاماً, هو شاب مفعم بالحركة والحيوية، يحلم كغيره من الشباب بعائلة وأسرة وحياة كريمة، إلا أنه وجد نفسه ملقى على سرير ضمن منزل أحد جيرانه بعد أن دمر الطيران منزل أهله حيث تتجاوز نسبة الدمار في المدينة ال 80%.

يروي عبد الكريم قصته التي بدأت مع حاجز "السيريتل" وهو حاجز لقوات الأسد قبل تحرير المدينة حيث عمل عناصر هذا الحاجز على سرقة وتعفيش منازل المدنيين وأغراضهم بعد أن نزحوا منها بالإضافة إلى كميات كبيرة من الفستق الحلبي, وبعد أن تحررت المدينة توجه عبد الكريم إلى مكان الحاجز ليتفقد محتوياته علّه يجد شيئاً من محتويات منزله, وبعد أن وصل إلى الحاجز سمع صوت قصف عنيف, ليهرع مسرعاً ويختبئ تحت دشمة في الحاجز ولكن شاء القدر أن تسقط عليه إحدى القذائف, ويفقد بعدها عبد الكريم الوعي, حيث قام أبناء المدينة بإسعافه إلى النقطة الطبية في مدينة خان شيخون ليتبين أن لديه كسر في العمود الفقري, ويصار بعدها إلى نقله إلى المشافي التركية حيث أجري له عمليتي تثبيت فقرات وزرع فقرة.

مضى على إصابة عبد الكريم 9 أشهر حيث فقد الإحساس بجزئه السفلي وأصيب بشلل دائم ووجد نفسه ملقى على السرير لا يستطيع الحركة, بعد أن كانت أحلامه تتمثل بالزواج وبناء أسرة أصبح جل ما يتمناه كرسياً متحركاً بطاقة الكهرباء أو الطاقة الشمسية ليستطيع زيارة أصدقائه, وزيارة قبر أخيه الشهيد.

يجسد عبد الكريم صورة مصغرة عن حال الآلاف من المعذبين والذين تاهت أحلامهم وتوقفت الحياة في عيونهم بعد أن فقدوا جزءً من جسدهم بفعل آلة القصف المجرمة لنظام الأسد وحلفائه، إلا أن الأمل لايزال يبرق أمامهم وفي قلوبهم ليوم يحاسب فيه المجرم فيزيل عن كاهلهم ثقل ما عانوه وكابدوه في حياتهم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ