عبد الله : التفاهم بعد فيينا هو أن علينا هزيمة داعش والتوجه نحو عملية سياسية في سوريا
عبد الله : التفاهم بعد فيينا هو أن علينا هزيمة داعش والتوجه نحو عملية سياسية في سوريا
● أخبار سورية ١٢ نوفمبر ٢٠١٥

عبد الله : التفاهم بعد فيينا هو أن علينا هزيمة داعش والتوجه نحو عملية سياسية في سوريا

أكد الملك الأردني عبدالله الثاني إن "التفاهم الآخذ بالتبلور بعد اجتماعات فيينا هو أن علينا هزيمة داعش، والتوجه في نفس الوقت نحو عملية سياسية تفتح صفحة جديدة في سورية.

وأضاف :"أن لروسيا دورا محوريا في إيجاد حل سياسي في سورية، فهي القادرة على توفير ضمانات للنظام"، مضيفاً إن وجود الروس على الأرض في سورية اليوم "هو أمر واقع وعلينا جميعا التعامل معه".

وقال، في مقابلة مع محطة يورنيوز بثت مساء أمس، "هناك انعدام كبير للثقة بين الشرق والغرب، فما نزال نشهد عقلية الحرب الباردة"، مشدداً على ضرورة "أن نتجاوز هذا الواقع حتى نتمكن من التصدي للتحدي الجديد المتمثل في الحرب العالمية الثالثة ضد الإرهاب".

وأكد على "إن استطعنا العمل معا لحل مشكلة سورية، فإننا سنستطيع التعامل مع تهديد كبير آخر، وهو الوضع في ليبيا"، مضيفاً "لكن للأسف فإن الأوروبيين، وأحيانا الأميركيين، لا يدركون خطورة الوضع".

وفيما أعرب عن "القلق من إمكانية تزايد أعداد اللاجئين الذين سيهربون نحو الجنوب، في ظل وجود الروس بسورية"، أوضح عبد الله أن قضية اللاجئين باتت تشكل تحديا يوميا بالنسبة لنا، خاصة وأن 10 % فقط منهم يعيشون بمخيمات اللاجئين، فيما البقية يتواجدون بمختلف القرى والمدن في بلدنا".

وذكر أنه للتعامل مع تحدي قضية اللاجئين بشكل مناسب، فإن الأردن يحتاج فعليا نحو 3 مليارات دولار سنويا، مضيفاً "حصلنا العام الماضي على حوالي 28 % فقط من هذا المبلغ، و35 % العام الحالي، أما البقية فتتحملها الحكومة الأردنية".

وبين الملك الأردني أن معظم التقارير الدولية تشير إلى أن اللاجئين يمكثون على الأغلب ما معدله 17 عاما، لذلك علينا أن نخطط على المدى الطويل، متسائلاً "كيف نستوعب العديد من هؤلاء اللاجئين في مجتمعنا؟، وكيف نضمن استدامة اقتصادنا بظل هذا الواقع؟".

ورغم تأكيده أن الأردن بلد مستقر للغاية ضمن محيطه الإقليمي، لديه جيش قوي جدا، إلا أن الاقتصاد هو ما يشكل نقطة الضعف، فالبطالة بين المواطنين الأردنيين "آخذة في الارتفاع".

 

 

عبد الله : التفاهم بعد فيينا هو أن علينا هزيمة داعش والتوجه نحو عملية سياسية في سوريا

 

أكد الملك الأردني عبدالله الثاني إن "التفاهم الآخذ بالتبلور بعد اجتماعات فيينا هو أن علينا هزيمة داعش، والتوجه في نفس الوقت نحو عملية سياسية تفتح صفحة جديدة في سورية.

وأضاف :"أن لروسيا دورا محوريا في إيجاد حل سياسي في سورية، فهي القادرة على توفير ضمانات للنظام"، مضيفاً إن وجود الروس على الأرض في سورية اليوم "هو أمر واقع وعلينا جميعا التعامل معه".

وقال، في مقابلة مع محطة يورنيوز بثت مساء أمس، "هناك انعدام كبير للثقة بين الشرق والغرب، فما نزال نشهد عقلية الحرب الباردة"، مشدداً على ضرورة "أن نتجاوز هذا الواقع حتى نتمكن من التصدي للتحدي الجديد المتمثل في الحرب العالمية الثالثة ضد الإرهاب".

وأكد على "إن استطعنا العمل معا لحل مشكلة سورية، فإننا سنستطيع التعامل مع تهديد كبير آخر، وهو الوضع في ليبيا"، مضيفاً "لكن للأسف فإن الأوروبيين، وأحيانا الأميركيين، لا يدركون خطورة الوضع".

وفيما أعرب عن "القلق من إمكانية تزايد أعداد اللاجئين الذين سيهربون نحو الجنوب، في ظل وجود الروس بسورية"، أوضح عبد الله أن قضية اللاجئين باتت تشكل تحديا يوميا بالنسبة لنا، خاصة وأن 10 % فقط منهم يعيشون بمخيمات اللاجئين، فيما البقية يتواجدون بمختلف القرى والمدن في بلدنا".

وذكر أنه للتعامل مع تحدي قضية اللاجئين بشكل مناسب، فإن الأردن يحتاج فعليا نحو 3 مليارات دولار سنويا، مضيفاً "حصلنا العام الماضي على حوالي 28 % فقط من هذا المبلغ، و35 % العام الحالي، أما البقية فتتحملها الحكومة الأردنية".

وبين الملك الأردني أن معظم التقارير الدولية تشير إلى أن اللاجئين يمكثون على الأغلب ما معدله 17 عاما، لذلك علينا أن نخطط على المدى الطويل، متسائلاً "كيف نستوعب العديد من هؤلاء اللاجئين في مجتمعنا؟، وكيف نضمن استدامة اقتصادنا بظل هذا الواقع؟".

ورغم تأكيده أن الأردن بلد مستقر للغاية ضمن محيطه الإقليمي، لديه جيش قوي جدا، إلا أن الاقتصاد هو ما يشكل نقطة الضعف، فالبطالة بين المواطنين الأردنيين "آخذة في الارتفاع".

* بناء على ذلك، هل الأولوية برأيك هي الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد أم هزيمة داعش؟

- وترجمة ذلك هو الأمر الذي تتسابق مختلف الدول نحوه. إلا أن هناك إجماعا بأن داعش مشكلة يجب معالجتها. والسؤال هنا: كيف سيتم التعامل مع التداعيات السياسية لذلك؟ خصوصا مع اختلاف مواقف الدول المعنية.

إن الهدف النهائي هو كيفية هزيمة داعش والتنظيمات التابعة لها في جميع أنحاء العالم،

في حين نستمر في تذكير الأطراف المعنية بضرورة أن ننظر إلى الصورة الأكبر للمشهد.

 

* بالفعل، خاصة وأن داعش لها تأثير كبير، فقد حرضت منفذين لهجمات في مختلف أنحاء العالم. ما هو رأيك بذلك كونك مراقب دقيق لما يجري في المنطقة؟ ما هي الوسيلة لهزيمة هذه الجماعة الإرهابية؟

- هناك جماعات تمثل فروعا عالمية لداعش. ولا يوجد أي فرق بينها، فكلها تتشابه بطريقة التفكير. علينا أن ندرك ذلك وأن نوحد أسلوب تفكيرنا وتصدينا لها.

وهذا هو السبب الذي يدفعني لأن أوضح أننا إن استطعنا العمل معا لحل مشكلة سورية، فإننا سوف نستطيع التعامل مع تهديد كبير آخر، وهو الوضع في ليبيا، ولكن للأسف فإن الأوروبيين، وأحيانا الأميركيين، لا يدركون خطورة الوضع.

لذلك، كما تعلمون، فليست سورية هي التحدي الوحيد الذي يجب علينا التعامل معه. علينا أن نوحد أسلوب تفكيرنا، حتى نستطيع التقدم للتعامل مع الوضع في ليبيا، وتحدي بوكو حرام، وحركة الشباب. وهناك تحديات مشابهة في آسيا أيضاً.

لذلك، أمامنا فرصة سانحة الآن، كما أعتقد، في ظل الدور الروسي في سورية لنتجاوز المشاكل التاريخية السابقة ونبني تحالفات دولية، نكون معها قادرين كحلفاء على خوض ما أعتبره حربا عالمية ثالثة، يجب أن نخوضها معا.

 

* إن بشار الأسد هو جزء أساسي من هذا الواقع. وأنت تتحدث عن حل سياسي، وعن فترة انتقالية، وهي مسائل إشكالية كما هو واضح. فمن يمكنه أن يحل مكان الرئيس بشار الأسد، ومنع داعش من التمدد؟

- علينا أن نكون حذرين لأن مختلف الأطراف، ذات العلاقة بالوضع السوري المعقد، لديها وجهات نظر متباينة؛ وأعتقد أن اتخاذ مواقف متصلبة في هذه المرحلة ليس مفيدا لأحد.

نحن نفهم أننا بحاجة إلى عملية سياسية في سورية. وأعتقد أن المسألة الرئيسية هي كيف يمكننا دفع العملية السياسية إلى الأمام. أعتقد أن الروس يفهمون ذلك؛ والنظام يدرك ذلك؛ والمشاركون في التحالف، على اختلاف وجهات نظرهم، يفهمون ذلك.

لنترك المساومات تتمحور حول الطريقة التي يمكن من خلالها جلب المعارضة المعتدلة لتجلس على الطاولة مع النظام، والاتفاق على تاريخ معين، بما يجعلنا قادرين على المضي قدما. ولن يكون الحل سريعا، لأن الهدف الذي نأمل تحقيقه هو إطلاق عملية سياسية جديدة في سورية، فيما تستمر المعركة ضد عصابة داعش.

كما أن هناك رابط بين قضيتي سورية والعراق لأن داعش عصابة عابرة للحدود، وهي تسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي في شرق سورية ومثلها في غرب العراق.

 

* وماذا عن الأردن؟ فبلدكم محاط بجوار منعدم الاستقرار وتنامي تهديد داعش، وبعض شبابكم من الرجال، وربما النساء، قد انضموا إلى هؤلاء المقاتلين الأجانب أيضا. إلى متى يمكنكم الصمود، ودرء هذا التطرف والحفاظ على مكانة بلدكم كواحد من الدول المستقرة في المنطقة؟

- هناك فهم داخل الإسلام بأن هؤلاء هم من نطلق عليهم الخوارج – أي الخارجين عن الإسلام. وهناك فهم أكبر، على أساس حوارات بين علماء المسلمين، بأنهم يشكلون خطرا على جوهر ديننا. وهذا هو التحدي الذي أعتقد أننا واجهناه مع الغرب، والذي يبرز حين تُسأل: هل أنت مسلم معتدل أو متطرف؟ لا، أنا مسلم، بدون تصنيفات، وهؤلاء هم الخوارج. أعتقد أن هذا الحوار قد احتاج مزيدا من الوقت ليبدأ داخل الإسلام.

أرى أن المشكلة تكمن في التفسيرات التي تأتي من الغرب حول ما يرتكبه هؤلاء الخوارج ضدهم، رغم أنها نفس الجرائم والفظاعات التي يمارسونها تجاه المسلمين، وهو أمر صادم بالنسبة لنا جميعا.

إذا نظرتم في التاريخ الإسلامي، ستجدون أن الخوارج لم يستمروا لفترة طويلة. فبمجرد أن يدرك الناس حقيقتهم البشعة، تكون بداية النهاية لهم.

ما نحتاج إليه هو أن نضع الخلافات العالمية جانبا. نحن بحاجة إلى دول العالم للعمل معنا في مجابهة هذا التحدي. وهذا هو السبب الذي يدفعني للقول إن علينا جميعا، أتباع الديانات المختلفة، الاتحاد لخوض هذه المعركة العالمية معا. صحيح أنها حرب داخل الإسلام، لكننا لا نستطيع خوضها وحدنا.

 

* اسمح لي بتغيير مسار الحديث نحو الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، على حدودكم الغربية. فتحقيق السلام هناك يبدو مستحيلا إلى حد كبير في الوقت الراهن. هل تعتقد أن تغيير القيادات مطلوب لإعادة إطلاق عملية السلام، وما هو الدور الذي يمكن للأردن أن يلعبه؟

- حسنا، لن أخوض في الحديث عن القيادات، فالقادة يمثلون شعوبهم. ولكن ما أقوله هو أنه يجب أن تتواجد الفرصة لحل الصراع  الفلسطيني - الإسرائيلي، خصوصا في ضوء ما تحدثت عنه سابقا.

ليس هناك أي منطق في أن يقوم متطرف بافتعال مشكلة في القدس في ذات الوقت الذي نخوض فيه هذه الحرب العالمية ضد الإرهاب والتطرف. ومن الجنون، في اعتقادي، إطلاق يد بعض المتطرفين الساعين إلى إثارة الصراع الديني في المدينة المقدسة.

وأؤكد هنا أنه في كل مرة نشهد فيها غياب المفاوضات، يندلع العنف.

لا يروق للإسرائيليين أن نقول إن القضية الفلسطينية هي جزء من المشكلة، وأن المتطرفين يستغلون محنة الفلسطينيين والقدس كحجة لإقناع الناس بالانضمام إليهم، وذلك جزء من المشكلة. إن مستقبل الفلسطينيين والقدس هو أمر يتعين علينا جميعا أن نجد حلا له. فكيف لنا أن ننتصر في المعركة العالمية ضد الإرهاب إذا استمر الجانب الإسرائيلي في الإصرار على أن لا علاقة له بمشكلة الإرهاب.

 

* نشهد الكثير من الأزمات على جبهات مختلفة في المنطقة: هناك أزمة اللاجئين، وتهديد داعش، والأزمة الاقتصادية، ونرى حروبا بالوكالة في العديد من الجبهات المختلفة. هل لديك انطباع أن الأمور بدأت تخرج عن نطاق السيطرة؟

- حسنا، قال أحدهم لي ذات مرة: هذه الصعوبات طبيعية في المنطقة، والتعامل معها واقع يومي وأمر عادي. وأعتقد أن هذا أصبح جزءا من طبيعة العالم هذه الأيام.

إنه زمن صعب بلا شك، ولكننا نشهد أخيرا وعيا أكبر بالصورة الكلية للتحديات، بحيث يُنظر إلى هذا الواقع من منظور استراتيجي لا تكتيكي. فقد كنّا بصراحة نميل للتعامل التكتيكي على مدى السنوات القليلة الماضية.

لا مجال للخوض في كثير من الأمور، لكن هناك تفاهمات تجمع مختلف أنحاء العالم على نهج أكثر استراتيجية للتعامل مع مختلف القضايا الراهنة.

لذلك، أكرر، على سبيل المثال، أن وجود الروس في سورية يمنحنا فرصة للتحرك في الاتجاه الصحيح، إن كنا نعي أهمية هذه الفرصة، وإن كنا فعلا نسعى جميعا للتواصل مع بعضنا البعض في محاولة لإيجاد حل للشعب السوري، وإنهاء هذا الصراع الرهيب، وأن نحاول ردم الهوة بين روسيا والغرب، ما يمكننا من بناء تحالفات لمواجهة تحديات في أماكن أخرى.

هناك فرص متاحة أمامنا، والأمر رهن إرادتنا، فإما أن ننتهز الفرص، أو ندفن رؤوسنا في الرمال ونضيع هذه الفرص. الأمر عائد لنا.

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ