تناقلت وسائل إعلامية تابعة لنظام الأسد عن وضعه ميزانية تقدر بمليارات الليرات للعمل على إعادة تأهيل مدينة داريا، بعد مرور أكثر من عام على تهجير أهلها بفعل القصف الهمجي والحصار الذي مارسه لعدة أعوام بحق المدينة وأبنائها

وتناقل أهالي المدينة الموجودين في مناطق سيطرة النظام، أنباء عن قرب عودتهم إلى مدينتهم، خاصة في الجزء الواقع بالقرب من مدينة صحنايا، علق على الموضوع الناشط الإعلامي من مدينة داريا والذي يستقر حاليا في إدلب ياسر أبو عمار بالقول: "انها ليست المرة الأولى التي يصرح بها النظام، عن إعادة إعمار، وميزانيات ضخمة خصصت لذلك، قدرت بمليارات الليرة السورية، ولكن لا اعتقد أن الأمر واقعي أو ممكن على أرض الواقع". 

وأردف أبو عمار "يكرر النظام المجرم على مسامع أهالي داريا بشكل مستمر نيته بالعمل على إعادة الأهالي إلى مدينتهم، بالرغم من كونه هو من قام بتهجيرهم". 

وأضاف أبو عمار "لكن ليس هناك جدية في إعادة الأهالي، لا سيما أن النظام هو من قام بالتهجير  وافراغ المدينة بشكل كامل من أبنائها سعيا منه لتغيير ديموغرافي لمدينة داريا والمناطق القريبة من العاصمة، والمقابل هناك قسم من العائلات موجود في بلدة الحرجلة القريبة من مدينة الكسوة بريف دمشق، وضعهم النظام بمراكز |إيواء، مقدما وعود لهم بالعودة الى المدينة". 

وبالرغم من مرور أكثر من عام على عملية التهجير لم يستجد شيء، في الوقت الذي يتعرضون فيه لمضايقات من أجهزته الأمنية بحسب أبو عمار. 

ونوه الناشط المهجر من مدينة داريا "النظام وعد بإخراج النساء والأطفال من المعتقل بعد أن يخرج الأهالي من داريا، لكنه لم يف بوعده الى الان، ومازالت الاعتقالات مستمرة بحق الأهالي ومصيرهم مجهول حتى الان، فيما وصلتنا أنباء عن السماح لعدد من الأهالي بالدخول إلى المدينة وتفقد منازلهم فقط، بعد دفعهم مبالغ مالية كبير للنظام، أو أن يكون أحد أفراد العائلة ضمن صفوف قواته وأجهزته الأمنية لنظام الأسد". 

وعلى المستوى الفني قال أبو عمار "المدينة تحتاج سنوات من إعادة الأعمار بسبب ما تعرضت له من قصف عنيف على مدى سنوات، خاصة مع استهدافها من قبل الطيران المروحي بأكثر من 9500 برميل  متفجر". 

يذكر أن وسائل إعلامية تابعة للنظام تحدثت على لسان رئيس بلدية مدينة داريا التابع للنظام عن تخصيص مبلغ قدره 35 مليار ليرة سوريا لإعادة تأهيل المدينة، مما أثار استغراب ناشطين حول هدف النظام من هذا الإعلان.