عقد دامٍ من الانتهاكات بحق الأطفال يُهدد مستقبل سوريا .. 29520 طفل قتلوا منذ آذار 2011
عقد دامٍ من الانتهاكات بحق الأطفال يُهدد مستقبل سوريا .. 29520 طفل قتلوا منذ آذار 2011
● أخبار سورية ٤ يونيو ٢٠٢١

عقد دامٍ من الانتهاكات بحق الأطفال يُهدد مستقبل سوريا .. 29520 طفل قتلوا منذ آذار 2011

يُصادف يوم 4/ حزيران "اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"، وقد تعرَّض الأطفال في سوريا منذ بداية الحرب لأفظع أشكال العدوان، وكان أشدها قسوة ومنهجية ما قامت به قوات النظام السوري التي يفترض بها حماية الأطفال السوريين، وفق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

ولفتت الشبكة إلى أن النظام السوري فشل في مهمته لـ "حماية الأطفال السوريين" بل كان هو المرتكب الرئيس لمختلف أنماط الانتهاكات، ولا يكاد يمرُّ انتهاك يتعرَّض له المجتمع السوري دون أن يسجل ضمنه أطفالاً، من عمليات القتل بسبب القصف العشوائي، وعمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز والتجنيد القسري، والتشريد القسري وقصف المدارس ورياض الأطفال.


وتحدث تقرير الشبكة عن تراكم حجم هائل من العدوان على الأطفال على مدى السنوات العشر الماضية، مما ولَّد جيلاً يُعاني في مختلف أشكال الرعاية التعليمية والصحية والنفسية، إضافة إلى خطر انتشار الأمية بشكل غير مسبوق في تاريخ سوريا.

وأوضحت الشبكة أن قرابة مليون وربع مليون طفل، يعيشون ضمن المخيمات المنتشرة في سوريا، يعانون أسوأ الظروف الحياتية وانعدام أقل مقومات النظافة والخصوصية والمسكن والرعاية الطبية والصحية وغياب تدابير السلامة.

وقد أدى التشريد القسري لقرابة 6 مليون مواطن سوري بسبب الهجمات والانتهاكات التي مارستها أطراف النزاع وفي مقدمتهم النظام السوري وحلفاؤه، إلى تفشي الفقر، لأن النازحين هم أكثر فئات المجتمع هشاشة، كما أنَّ كثيراً من الأطفال قد فقدوا معيلهم بسبب انتشار القتل خارج نطاق القانون، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وتحوَّل كثير من الأطفال إلى معيلين لأسرهم.

ووفق الشبكة، فقد انتقل الطفل إلى ساحة العمل بدلاً من الدراسة، وأصبح هناك مئات الآلاف من الأطفال الأميِّين، كما حرم معظم الأطفال المولدون خارج مناطق سيطرة قوات النظام السوري من الحصول على وثائق رسمية تثبت هوياتهم، وعانى الأطفال المولودون في مخيمات اللجوء أيضاً الأمر ذاته.

استعرض تقرير الشبكة حصيلة أبرز الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها الأطفال في سوريا منذ اندلاع الحراك الشعبي في آذار/ 2011 حتى حزيران/ 2021 وفق الآتي:

أولاً: القتل خارج نطاق القانون:

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ آذار/ 2011 حتى حزيران/ 2021 مقتل 29520 طفلاً على يد جميع الأطراف، يتوزعون على يد قوات النظام السوري (الجيش، الأمن، الميليشيات المحلية، الميليشيات الشيعية الأجنبية) : 22887 بينهم 12857 طفلاً ذكراً، و10030 طفلة أنثى.

وقتلت القوات الروسية: 2005 بينهم 1395 طفلاً ذكراً، و610 طفلة أنثى، وقتل تنظيم داعش 958 بينهم 564 طفلاً ذكراً، و394 طفلة أنثى، في حين قتلت هيئة تحرير الشام 70 بينهم 65 طفلاً ذكراً، و5 طفلة أنثى، كما قوات سوريا الديمقراطية ذات 232 بينهم 136 طفلاً ذكراً، و96 طفلة أنثى.

وقتلت فصائل المعارضة المسلحة 993 بينهم 557 طفلاً ذكراً، و436 طفلة أنثى، كما قتلت قوات التحالف الدولي: 925 بينهم 622 طفلاً ذكراً، و303 طفلة أنثى، على يد جهات أخرى قتل 1450 بينهم 953 طفلاً ذكراً، و497 طفلة أنثى.

ثانياً: الاعتقال/ الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري:

بحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية، فإنَّ ما لا يقل عن 4924 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى حزيران/ 2021.

يتوزعون على يد قوات النظام السوري: 3613 بينهم 3162 طفلاً ذكراً، و451 طفلة أنثى، وتنظيم داعش: 319 بينهم 298 طفلاً ذكراً، و21 طفلة أنثى، وهيئة تحرير الشام: 37 بينهم 34 طفلاً ذكراً، و3 طفلة أنثى، أما قوات سوريا الديمقراطية: 659 بينهم 312 طفلاً ذكراً، و347 طفلة أنثى، والمعارضة المسلحة/ الجيش الوطني: 296 بينهم 205 طفلاً ذكراً، و91 طفلة أنثى.

ثالثاً: الضحايا بسبب التعذيب:

سجلت الشبكة السورية، منذ آذار/ 2011 حتى حزيران/ 2021 مقتل ما لا يقل عن 180 طفلاً -جميعهم من الذكور- قضوا بسبب التعذيب، على يد قوات النظام السوري: 173، وتنظيم داعش: 1، وهيئة تحرير الشام: 2 ، وقوات سوريا الديمقراطية: 1، والمعارضة المسلحة/ الجيش الوطني: 1، وجهات أخرى: 2

رابعاً: حوادث الاعتداء على المدارس:

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تعرض ما لا يقل عن 1586 مدرسة في سوريا لاعتداءات من قبل أطراف النزاع والقوى المسيطرة، منذ آذار/ 2011 حتى حزيران/ 2021، توزعت على يد قوات النظام السوري: 1192، والقوات الروسية: 220، وتنظيم داعش: 25، وهيئة تحرير الشام: 3، والمعارضة المسلحة/ الجيش الوطني: 35، وقوات سوريا الديمقراطية: 10، وقوات التحالف الدولي: 25، وجهات أخرى: 76

وأوضحت الشبكة أنه بالرغم من أن جميع أطراف النزاع انتهكت حقوق الطفل إلا أنَّ النظام السوري تفوَّق على جميع الأطراف، من حيث كمِّ الجرائم التي مارسها على نحوٍ نمطي ومنهجي، -وخاصة الحقوق الواردة في المواد 6 و37 و38 من اتفاقية حقوق الطفل التي صادق عليها.

ومن هذه الحقوق "الحق الأصيل في الحياة والبقاء وحظر التعرض للتعذيب والحرمان من الحرية وضمان احترام قواعد القانوني الدولي الإنساني ذات الصلة بالطفل"، وقد بلغت مستوى الجرائم ضد الإنسانية، وتتحمَّل اللجنة المعنية بحقوق الطفل والمنبثقة عن اتفاقية حقوق الطفل المسؤوليات القانونية والأخلاقية في متابعة أوضاع حقوق الطفل في سوريا ووضع حدٍّ للانتهاكات التي مارسها النظام السوري.

وأكدت الشبكة أن هذه الانتهاكات هي فرع عن استمرار النزاع المسلح الذي امتدَّ لعشر سنوات وفشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في تحقيق انتقال سياسي في سوريا، ولن تتمكَّن سوريا من النهوض والاستقرار، وعودة المجتمع نحو التَّماسك وتوقِّف عملية الانحدار نحو دولة فاشلة ما لم تنهض الدول الإقليمية والدول الصديقة بمسؤولياتها أمام أطفال سوريا، فهي قضية عالمية، يجب على كل الدول أن تبذلَ جهدها في التخفيف من تداعياتها، عبر دعم المدارس والعملية التعليمية والطبية داخل سوريا، وللأطفال اللاجئين.

وشددت أنه على كافة دول العالم المصادقة على اتفاقية حقوق الطفل، الوفاء بالالتزامات المرتبة عليها لمحاسبة النظام السوري وفضح ممارساته الإجرامية بحق أطفال سوريا، وبذل كل جهد ممكن للتخفيف منها وإيقافها.

وأشارت إلى أن الفشل المستمر في إيقاف ما يتعرض له هؤلاء الأطفال من انتهاكات أولاً، وفي الاستجابة لإعادة تأهيلهم ثانياً؛ سوف يتسبَّب في عواقب يصعب التنبؤ بها، وبناءً على ذلك فإن على المجتمع الدولي أن يستثمر على نحوٍ عاجل في كل من الصَّعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ضمن استراتيجية طويلة الأمد.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ