"علم الثورة" يفتح أبواب الصراع بين "أحرار وتحرير الشام" وإصرار شعبي على تزيين إدلب بالأخضر
"علم الثورة" يفتح أبواب الصراع بين "أحرار وتحرير الشام" وإصرار شعبي على تزيين إدلب بالأخضر
● أخبار سورية ١٨ يوليو ٢٠١٧

"علم الثورة" يفتح أبواب الصراع بين "أحرار وتحرير الشام" وإصرار شعبي على تزيين إدلب بالأخضر

يتغير شكل الصراع بين المكونين الأكبر في الشمال السوري "أحرار وتحرير الشام" بحسب الموقف والزمن، فمن صراع عسكري وتسيير أرتال، لصراع مدني وسعي للهيمنة على المؤسسات المدنية في المناطق المحررة، لصراع أفكار وإيديولوجيات واتهامات مبطنة، وصل لمرحلة الصراع على من يرفع علم الثورة ومن ينزله، وسط تعذر الحلول طويلة الأمد بين الطرفين، واقتصارها على حلول مخدرة وموضعية.

خلاف هنا واصطدام هناك ينتهي ببيان ورقي يوقع عليه ممثلون عن الطرفين، ريثما يعود الصدام بخلاف جديد وبيان آخر، وسط غياب حل جذري بين الطرفين، وعدم وجود قوة ضاغطة لإيجاد محكمة واحد متفق عليها تحل جميع القضايا الخلافية وتنهيها من الجذور، وتكون هذه المحكمة مرجع لكل خلاف أو اصطدام بين الطرفين، ربما كان ذلك مقصوداً للحفاظ على إبر المسكن التي لن تمنع من الوصول للصدام الأخير، الذي سيكون فيه نهاية طرف لا محال.

ولعل الخلاف في الايدلوجية والأفكار والنهج بين الطرفين، وكونهما أكبر قوتين في الشمال السوري  بعد إنهاء غالبية المكونات الأخرى لاسيما فصائل الجيش الحر من قبل تحرير الشام، جعلها في خط مواجهة وتماس مباشر، أجج الموقع وصاعده مؤخراً هو ميل الحركة للتراجع عن كثير من الإجراءات التي اتخذتها سابقاً والتي لم تجد فيها خدمة للمشروع الثوري، فقررت الاستغناء عن مشروعها والعودة لمشروع الشعب والثورة السورية، حسب قولها.

من ضمن هذه الإجراءات التي بدأت الحركة تميل لها بعد انشقاق غالبية القيادات التي وصفت "بالمتشددة" وانضمامها لتحرير الشام، جعلت الحركة تتخذ العديد من الإجراءات منها اعتماد القانون العربي الموحد في محاكمها، واعتماد علم الثورة السورية كراية رسمية، إلى جانب راية الحركة، وميول الحركة لطرف الاعتدال كما يسمونه، بعدف فشل جميع طروحات الاندماج بين الحركة وفتح الشام قبل تشكيل الهيئة.

ولعل "قضية العلم" أخذت بعداً كبيراً في الصراع، فأحرار الشام حسب البعض كانت أول فصيل يرفع علم مغاير لعلم الثورة الذي اجتمعت حوله كل أطياف الثورة السورية من كل المحافظات، ثم عادت بعد سبع سنوات لتعلن أنها كانت على خطأ وتسعى لتصحيح المسار وتبني العلم من جديد، بمشاركة الفعاليات الشعبية.

هذا الأمر اعتبره مناصري الهيئة استفزازياً حيث أنها ترفض الاعتراف بعلم الثورة ورفعه في المناطق المحررة التي تسيطر عليها، ولعل ما فرضه جيش الفتح لأشهر طويلة من منع رفع علم الثورة في مدينة إدلب كان ورائه هذا التعنت من تحرير الشام في رفض العلم، إضافة لسلسلة طويلة من التعديات على العلم وحرقه ورفض رفعه في مناطق عدة.

واليوم ومع الحملة المستمرة لرفع علم الثورة السورية في مناطق إدلب من قبل الفعاليات المدنية، عاد التوتر قبل أين يهدأ بين الطرفين، حيث تشارك أحرار الشام ومناصريها مع فئات الشعب في رفع أعلام الثورة في مناطق عدة من المحافظة في محاولة لإحياء روح الثورة الأولى ، لقي الأمر تفاعل جماهيري كبير، ورفع العلم في العديد من المناطق والمدن والبلدات، إلا أن الأمر لم يرق للطرف المقابل والتي أرسلت من يزيل العلم ويحرقه تارة ويرفع راية أخرى مكانها تارة أخرى.

وفي خضم هذا الصراع الطويل الذي سئمه الشعب ومل من حالة الاقتتال الداخلي والتنافس بين مكونات الثورة العسكرية، في الوقت الذي باتت سوريا تتقسم بين الدول الكبرى كلاً يسعى لتثبيت نفوذه، يبقى السؤال الأبرز اليوم في الشمال السوري، إلى متى سيستمر هذا الحال من التشرذم الذي يتحمل الجميع عواقبه، وما آلت إليه الأوضاع الميدانية من تراجع للثورة، على حساب الإيدلوجيات والمشاريع الفردية للفصائل، وإلى متى سيعي الجميع في مقدمتهم أحرار وتحرير الشام مغبة توحيد الجهود ورمي كل الخلافات لأجل من يدفع أثماناً باهظة من دمه للوصول لطريق الحرية المنشود والقضاء على من كان سبباً في معاناته، والذي لن يتحقق طالما غلبت الفصائل مشاريعها وتبعياتها على مصلحة الشعب الأعزل.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ