على جثامين شهدائها وتشريد أهلها .. الأسد يبحث عن “سيادة” نظامه في السيطرة على ركام حلب
على جثامين شهدائها وتشريد أهلها .. الأسد يبحث عن “سيادة” نظامه في السيطرة على ركام حلب
● أخبار سورية ٢٢ ديسمبر ٢٠١٦

على جثامين شهدائها وتشريد أهلها .. الأسد يبحث عن “سيادة” نظامه في السيطرة على ركام حلب

أعلنت ما يسمى بـ "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" في نظام الأسد اليوم، عن سيطرتها الكاملة على أحياء مدينة حلب، بعد انتهاء عمليات إجلاء المدنيين والثوار من الأحياء الشرقية المحاصرة، ضمن الاتفاق المبرم بين روسيا وإيران من طرف والثوار برعاية تركية من الطرف المقابل.

اللافت في البيان تمجيد القيادة العامة بجيش الأسد، ونسب الانتصار المزعوم على "الإرهاب" له، مع الإشارة لمساندة القوات الرديفة والحلفاء، مؤكدة حسب بيانها على قدرة "جيش الأسد" على حسم المعركة ضد ما أسماها "التنظيمات الإرهابية".

نعم انتصر الأسد، انتصر حسب زعمه على الإرهاب بعد أن قتل الألاف من المدنيين العزل في الأحياء الشرقية المحاصرة بمدينة حلب، بقصف جوي ومدفعي عنيف تواصل عبر حملات ممنهجة لأكثر من عام، دمر خلالها الأحياء السكنية والمرافق العامة والخاصة، وحول الأحياء الخارجة عن سيطرته لركام ودمار، أعلن انتصاره على ركامها، وعلى حساب أشلاء أطفالها ونسائها.

انتصر الأسد حسب بيانه، في حين غاب أي صوت له في المفاوضات الأخيرة، وبرزت روسيا كقوة احتلال دولية تفاوض الطرف الآخر المتمثل في الثوار، مع العرقلة الإيرانية التي تمثل عشرات الميليشيات العاملة على الأرض، فأين انتصار الأسد إن كان خارج اللعبة، وأين جيش الأسد إن كانت الميليشيات الشيعية والقوات الروسية هي من تدير العمليات وتسيطر فعلياً على الأرض، بينما ينشر الأسد بقايا جيشه المنهار والمرتزقة من ميليشيات الدفاع الوطني والفيلق الخامس وصقور الصحراء وقوات النمر التي يسميها بالرديفة كعبيد عملهم يقتصر على خدمة عناصر الميليشيات الشيعية، وعمليات السرقة والتعفيش.

أين جيش الأسد الباسل من تدمر التي هربت فيها فلول جيشه ومرتزقته أمام تقدم عناصر تنظيم الدولة، دون تمكنه من الصمود لأكثر من ثلاثة أيام، بينما صمد الثوار في مدينة حلب لأكثر من عام، وسط الهجمات الجوية العنيفة من الطيران الحربي الروسي والصواريخ البالستية وأحدث القذائف والقنابل التي استخدمت في قتل المدنيين.

عن أي انتصار يتحدث جيش الأسد، والميليشيات الشيعية تنتشر في الأحياء المحتلة حديثاً يقودها جنرالات الشيعة والروس، وتستبيحها المرتزقة الأفغانية والإيرانية واللبنانية، وسط صراعات كبيرة فيما بينهما، بينما يهرول جنود الأسد وشبيحته لسرقة ما تبقى من ممتلكات لم يدمرها القصف وراء من خرج من أهالي حلب.

حلب اليوم باتت أمام احتلال روسي إيراني، احتلال لم يستطع كسر إرادة ثوارها الأشداء لأكثر من عام، فأجبر على مفاوضتهم، وأجبروا على القبول للحفاظ على أرواح آلاف المدنيين الذين باتوا أمام محرقة كبيرة، وسط صمت العالم أجمع، نعم حلب محتلة اليوم برايات روسية إيرانية، وإعلانات خلبية من جيش الأسد، يحاول جمع ما بقي له من سيادة على حساب دماء وأشلاء أطفال حلب.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ