عناصر "تحرير الشام" تضرب طبيباً وتعتقله من غرفة العمليات وأمنيتها تُقر بالحادثة وتوضح
عناصر "تحرير الشام" تضرب طبيباً وتعتقله من غرفة العمليات وأمنيتها تُقر بالحادثة وتوضح
● أخبار سورية ٤ سبتمبر ٢٠١٩

عناصر "تحرير الشام" تضرب طبيباً وتعتقله من غرفة العمليات وأمنيتها تُقر بالحادثة وتوضح

قامت عناصر مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام يوم أمس الثلاثاء، بملاحقة طبيب جراحة في ريف إدلب الشمالي بعد خروجه من مشفى معرة مصرين، لتقوم بالاعتداء عليه وضربه، ثم اقتحام غرفة العمليات التي نقل إليها لتلقي العلاج لاعتقاله.

وفي تفاصيل القضية التي وضحتها "الجمعية الطبية السورية الأمريكية - سامز" فإنه خلال عودة الدكتور"عثمان الحسن" من منزله بالدانا قرب الحدود السورية التركية، إلى مشفى معرة مصرين لإجراء عمل جراحي عاجل لأحد المصابين مساء الثلاثاء الثالث من أيلول 2019، تعرضت سيارته لإطلاق نار مما أدى لانزياحها عن الطريق، قام بعد ذلك أفراد المجموعة المسلحة بإطلاق النار وإنزاله من السيارة وإطلاق النار على ساقه وانهالوا ضرباً عليه بالبنادق ثم قاموا بإسعافه إلى مشفى باب الهوى.

والدكتور "عثمان الحسن" مواليد 1981 طبيب جراحة عظمية خريج جامعة حلب، متزوج وأب لثلاثة أطفال يعمل في مشفى الشهيد محمد بظ في معرة مصرين والذي تدعمه سامز، وهو من سكان وأهل منطقة الدانا وكان قد عمل في حلب المحاصرة حتى التهجير في نهاية عام 2016 حيث انتقل إلى مشفى معرة مصرين ليعمل بها.

ووفق المنظمة فإنه حوالي الساعة العاشرة مساء استقبلت مشفى باب الهوى الدكتور عثمان الحسن جريحاً، و قد عرّف أفراد المجموعة المسلحة التي اقتادت الطبيب إلى المشفى أنفسهم بأنهم من القوة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام، و بعد ساعة من العلاج اقتحمت المجموعة الأمنية غرفة العمليات رغم تحذيرات الكادر الطبي أن الطبيب المصاب ما زال تحت العلاج، وقاموا باعتقاله بكل شراسة واقتياده إلى مكان غير معلوم، وإعادته بعد ساعات من هذا الخطف إلى المشفى.

وقالت المنظمة : "في حين تنشغل الكوادر الإنسانية عموماً والطبية خصوصاً بالاستجابة الإنسانية لنتائج التصعيد العسكري على الشمال السوري، فإن تعرضها لانتهاكات أمنية من هذا النوع يشكل عائقاً كبيراً جداً أمام استمرار الاستجابة الإنسانية لاحتياجات أهلنا في شمال غرب سوريا".

وحملت "سامز" السلطات المحلية المسيطرة مسؤولية سلامة الكوادر الإنسانية، من عمليات الخطف والاعتقال والتغييب القسري وغيرها من الانتهاكات، وأكدت سامز على إصرارها على الاستمرار في تقديم الخدمات لأهالي في الشمال السوري طالما أن ذلك لا يعرض سلامة الكوادر الإنسانية للخطر.

وأثار اعتقال الطبيب وطريقة التعاطي معه، حالة استهجان كبيرة في الأوساط الطبية وبين النشطاء، حيث أعلنت عدة صيدليات ومشافي ومؤسسات طبية في ريف إدلب تعليق عملها بسبب استمرار التعديات على الطبيب والتعرض للكوادر العاملة في المجال الإنساني.

وسارعت أمنية هيئة تحرير الشام لإصدار بيان توضيحي لتفاصيل الحادثة، أقرت فيه بمسؤوليتها عن الحادثة، ولكنها بررت ذلك بأنها اشتبهت بسيارة الطبيب مع سيارة خاطفين لأحد الأشخاص قرب مدينة الدانا وأن المواصفات بين سيارة جيب يركبها الخاطفون لاستلام المال (كفدية) للتبادل على أحد المخطوفين تطابقت من ناحية الشكل واللون والمكان مع سيارة الدكتور عثمان.

وقالت القوة الأمنية إنه تم إيقاف السيارة لمعرفة الجهة الخاطفة التي تقف وراء العمل.. ظنا منهم أن من يستقل السيارة هم مجموعة من الخاطفين حسب المعلومات والمواصفات الواردة، وأن الدكتور امتنع عن التوقف وحاول الفرار وقام بالاشتباك مع الدورية فأطلقت الدورية الرصاص على عجلات السيارة وأصيب الدكتور بطلق ناري.

وأضافت أمنية تحرير الشام الطبيب بأن الدكتور وأثناء نقله للمشفى تعرض لبعض الإساءة من قبل أحد أفراد الدورية -الذي كان يظن أنه أحد أفراد خلية الخطف-، وبعدها بساعات تم إخلاء سبيل الدكتور عثمان بعد التعرف عليه من قبل عدة جهات وتأكيد أنه لا علاقة له بالحادثة وأن سبب اشتباكه مع الدورية هو ظنه أنها عملية خطف له لذلك قام بالدفاع عن نفسه.

ولفت بيان الأمنية إلى أنها قامت بإحالة جميع أفراد الدورية إلى التحقيق لمعرفة ملابسات ما حدث ومحاسبة من أخطأ بحق الدكتور عثمان أثناء الحادثة وإنصافه، مقدمة الاعتذار من الدكتور عثمان ولأهله عن الخطأ الذي صدر من عناصر الدورية ونسأل الله له الشفاء العاجل من إصابته ونؤكد أننا مستعدون لتنفيذ كل ما يصدر بحق أفراد الدورية لدى القضاء الشرعي".

هذا وكان تعرض العديد من الأطباء سابقاً لعمليات خطف، كشفت بعض العمليات عن تورط عناصر من هيئة تحرير الشام بها، لاسيما في مدينة إدلب، وسبق أن تعرض عدد من الأطباء للاعتداء الجسدي وإجبارهم على دفع مبالغ مالية بملايين الليرات للإفراج عنهم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ