عناصر تنظيم الدولة يعودون إلى حضن الأسد بعد أن صنعهم وأطلق سراح قاداتهم من سجونه
عناصر تنظيم الدولة يعودون إلى حضن الأسد بعد أن صنعهم وأطلق سراح قاداتهم من سجونه
● أخبار سورية ٥ سبتمبر ٢٠١٧

عناصر تنظيم الدولة يعودون إلى حضن الأسد بعد أن صنعهم وأطلق سراح قاداتهم من سجونه

انضم عشرات عناصر تنظيم الدولة إلى صفوف نظام الأسد في محافظة دير الزور، في خطوة تثير تساؤلات حول طبيعة العلاقات التي تربط التنظيم المتطرف بالنظام.

واتُهم نظام الأسد مراراً بأنه الأب الروحي للتنظيمات المتطرفة في المنطقة، إذ عمد مع بداية الأحداث في سوريا إلى إطلاق سراح مئات المتطرفين الذين قضوا سنوات في سجونه ضمن عفو سياسي، والذي ترأسوا فيما بعد قيادة التنظيم المتطرف.

وأفادت مصادر سورية مطلعة لقناة "العربية الحدث"، أن 113 عنصراً من قافلة تنظيم الدولة المتوقفة في البادية السورية بين ريف حمص ودير الزور، انضموا إلى نظام الأسد، وهذا الأمر الذي أكده التحالف الدولي في بيانه منذ يومين.

وأشارت المصادر إلى أن العناصر الذين انضموا للنظام اشترطوا عدم القتال في دير الزور، وأفادت أن النظام أمن عائلات هؤلاء المقاتلين الذين انضموا إليه في تدمر.

وكانت أنباء سابقة أفادت أن العديد من عناصر التنظيم وبعض المدنيين المتواجدين في القافلة التي تضم 17 حافلة والذي يبلغ عددهم 300 مقاتل من التنظيم و300 مدني، وصلوا دير الزور عبر سيارات صغيرة هربتهم، بغطاء من نظام الأسد وحزب الله المتواجدة في تلك المنطقة بريف حمص الشرقي ودير الزور، لاسيما في الحميمة والسخنة.

وكان اتفاق عقد بين تنظيم الدولة وحزب الله اللبناني ونظام الأسد، قضى بنقل عناصر التنظيم مع عائلاتهم من القلمون الغربي على الحدود اللبنانية السورية إلى دير الزور شرق سوريا، وذلك في 26 أغسطس/آب، في اتفاق أثار جدلاً كبيراً حول التفاوض بين الأعداء.

ووفقاً لتقرير نشرته "أي بي سي" نيوز الأمريكية، أزال الطرفان المنافسين الآخرين الأصغر من أمامهما، دون أن يواجها بعضهما تماماً.

وذكر تحليل صادر عن مركز "جي تي آي سي" للدراسات والأبحاث حول التطرف والإرهاب، أن تنظيم الدولة استهدف في 64% من هجماته بين 2013 و2015 الجماعات المعارضة لنظام الأسد، و13% فقط من هذه الهجمات استهدفت نظام الأسد.

وأظهرت الأحداث على الأرض تناقضاً كبيراً بين حرب تنظيم الدولة في سوريا وحربه في العراق، حيث أن أكثر من نصف الهجمات، أي بما يزيد عن 54%، شنها التنظيم على قوات الأمن العراقية.

واستهدف النظام بأكثر من ثلثي عملياته فصائل الثوار دون تنظيم الدولة، وكانت نسبة العمليات ضد تنظيم الدولة أقل من 6%، وفقاً للدراسة.

ويوضح رئيس مركز "جي تي آي سي" ماثيو هينمان: "في العراق كان التنظيم ضد الحكومة العراقية، أما في سوريا فالوضع مختلف تماماً".

واتهم الأسد بتشجيع ظهور الجماعات المتطرفة مثل التنظيم، بهدف الإساءة لسمعة الثوار وإفشال الثورة السورية.

وذكر الصحافي الحائز على جائزة "بوليتزر" للصحافة روي غوتمان في تحقيق نشرته صحيفة "ديلي بيست" أن الأسد ساهم بشكل مباشر في صناعة تنظيم الدولة.

وذكر غوتمان أن "الأسد حاول في بداية الثورة السورية تصوير الانتفاضة الشعبية ضده في 2011 باعتبارها ثورة يقودها الإرهابيون، وعندما فشل، أطلق الأسد سراح بعض المتطرفين الإسلاميين الذين حاربوا القوات الأمريكية في العراق سابقاً من السجون، ثم نظم هجمات وهمية على بعض المؤسسات الحكومية، واتهم الإرهابيين بتنفيذها".

وتجاهل الأسد إقامة التنظيم لدولة داخل دولته في الرقة، وترك مهمة مواجهة المتطرفين الإرهابيين للولايات المتحدة والأطراف الأخرى.

ووفقاً للتحقيق، في عام 2012، "عبرت مئات من عناصر الميليشيات الإسلامية الحدود من العراق إلى شرق سوريا تحت أعين الجهاز الأمني المشدد لنظام الأسد، وعند وصولهم، تلقت أجهزة المخابرات السورية مجموعتين من التعليمات".

ويعود تاريخ العلاقة بين نظام الأسد وتنظيم الدولة إلى سنوات، عندما ساعد الأول آلاف المتطوعين المتشددين على دخول العراق عبر حدودها لمحاربة الاحتلال الأمريكي.

وسجن نظام الأسد أكثر من 1000 متطرف عقب عودتهم من العراق، ليطلق سراحهم مرة أخرى عام 2011 أثناء قيام السوريين بثورة ضد النظام، كثير من هؤلاء أصبحوا اليوم قادة في تنظيم الدولة.

في سياق متصل، قالت المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأمريكية عام 2015، "عموماً، كان النظام السوري يتجاهل تنظيم داعش"، وأضافت: "ستجد صعوبة في إيجاد حوادث لهجوم النظام على التنظيم، والهجمات المتفرقة التي نفذها النظام استهدفت المدنيين أكثر من مقاتلي التنظيم".

وذهب وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري لمدى أبعد عندما قال في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 إن " بشار الأسد"، الذي أطلق سراح 1500 سجين متطرف، هو من أوجد تنظيم الدولة، ومعه رئيس الوزراء العراقي السابق نور المالكي، الذي أطلق سراح 1000 آخرين.

وقال كيري عقب هجمات باريس الإرهابية إن الأسد أراد بهذا أن يقول "إما أنا أو الإرهابيين".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ