غليان شعبي في الحسكة بسبب قرارات الإدارة الذاتية الكردية وتجاوزات ميليشيا "ب ك ك"
غليان شعبي في الحسكة بسبب قرارات الإدارة الذاتية الكردية وتجاوزات ميليشيا "ب ك ك"
● أخبار سورية ٢٤ سبتمبر ٢٠٢١

غليان شعبي في الحسكة بسبب قرارات الإدارة الذاتية الكردية وتجاوزات ميليشيا "ب ك ك"

شهدت مدينتي الحسكة والقامشلي اليوم الجمعة حالة غليان شعبية على خلفية مهاجمة عناصر الشبيبة الثورية "جوانين شورشكر" التابعين لحزب العمال الكردستاني للمحتجين الذين خرجوا رفضا لقرارات رفع أسعار المحروقات والخبز وفرض الأتاوات في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية.

وقال المجلس الوطني الكردي إن عناصر "جوانن شورشكر" هاجموا المعتصمين من أنصاره أمام مبنى الأمم المتحدة في مدينة القامشلي، بالعصي والحجارة وسط سماع دوي اطلاق نار، في ظل بقاء القوات التابعة للإدارة الذاتية بتوفير الغطاء للمهاجمين.

وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورا وأشرطة مصورة تظهر قيام عناصر "جوانن شورشكر" بالاعتداء على المعتصمين في مدينة القامشلي.

وكان المجلس الوطني الكردي دعا في وقت سابق كافة القاطنين في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية للمشاركة اليوم في وقفة احتجاجية للتنديد ورفض قرارات رفع اسعار المحروقات وفرض الاتاوات على المواطنين والإفراج عن المعتقلين السياسيين.

ونشر "الوطني الكردي" صورا تظهر جانب من الوقفات الاحتجاجية في كل من مدن وبلدات وقرى القامشلي والحسكة وعامودا والقحطانية وتل تمر ومعبدي والجوادية والدرباسية وغيرها.

من جهته قال الأكاديمي الكردي الدكتور "فريد سعدون" على صفحته في موقع "فيسبوك" إنه رغم أن المظاهرة كانت بدعوة من الأنكسي "المجلس الوطني الكردي" إلا أن مشاركة الناس كانت ملحوظة وخاصة المكون العربي والسرياني بما فيه قيادات من جبهة السلام والمنظمة الآثورية، وهذا مؤشر جديد على الاستياء الشعبي من الأوضاع الراهنة.

وأكد "سعدون" أن الدعاية المضادة من قبل إعلام وصفحات حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" التي كان هدفها ردع الناس عن التظاهر وإشاعة التهديدات بقمعها كانت نتيجتها أن دفعت الناس أكثر للخروج في نوع من التحدي.

وشدد "سعدون" على أن هجوم الملثمين على المتظاهرين بالعصي والحجارة ومن ثم إطلاق النار لفض الاشتباك من قبل عناصر الأسايش، والمفرقعات التي تم زرعها على امتداد الرصيف، وما احدثته من هرج ومرج  كانت عليها عدة ملاحظات جوهرية، وهي:
1- الملثمون كانوا يرفعون علم ب ك ك إلى جانب علمهم الخاص بتنظيمهم، وهذا "سواء عن قصد او لا" يورط "ب ك ك" في أحداث عنف ضد مدنيين عزل، ويؤكد تبعية هؤلاء لحزب العمال وسيتم استغلال هذا المشهد دوليا وإقليميا ضدهم.

2- استعراضهم بسيارات في الشارع قبل تجمع الناس وهم يحملون العصي والأسلحة ينفي أي دور لقوى الأمن الداخلي وقدرتهم على حفظ النظام.

3- هجومهم على المتظاهرين وبعد اعتدائهم بالعصي والحجارة على الصحفيين والناس وإسالة الدماء، خلق ردة فعل لدى المتظاهرين حيث بدؤوا باستلام زمام المبادرة والهجوم، واستدعى هذا الاشتباك تدخل قوات الأسايش (هواري) وإطلاق الرصاص الحي لتفريق الاشتباك، وهنا عندما سمع الناس بالأحياء الأخرى أصوات الرصاص والمفرقعات التي بدأت تنفجر على امتداد الرصيف، هرع الأهالي إلى مكان المظاهرة خوفا على أقربائهم المتظاهرين، ولو استمر اطلاق الرصاص دقائق أخرى كانت ستجتمع القامشلي كلها في المكان.

4- بعد تدخل قيادات من الطرفين تم محاصرة الحدث والإحاطة به ومنعه من الامتداد والتطور.

وأكد الأكاديمي أنه رغم الهجوم ووقوع جرحى إلا أن قيادات الأحزاب من الصف الأول التزمت بالمظاهرة وبقيت في المقدمة، وأنه لو لم يتم التهدئة كان من الممكن أن تتطور الأحداث لتتحول إلى غضب شعبي يتم استثماره ضد مصلحة المنطقة، على حد وصفه.

ولفت "سعدون" إلى أنه لأول مرة يتحول الناس إلى الهجوم بعد أن كانوا في المظاهرات السابقة يتعرضون للاعتداء والاعتقال دون اي رد فعل، وهذا يعني كسر حاجز الخوف، وهو ما يمهد لمرحلة جديدة من التظاهر يشبه إلى حد ما أحداث منبج.

وأوضح أن عدم مشاركة أحزاب الوحدة الوطنية الكردية "PYNK" يعني أمرين، الأول: رفضهم للمشاركة في أي نشاط يقوم به "الأنكسي"، والثاني: هم جزء من تحالف مع "PYD" ولذلك لن يقدموا على اي نشاط يغضب "PYD" أو يثير استياءه.

وطالب الأكاديمي حزب الاتحاد الديمقراطي بأن يعي أن الاستياء الشعبي  قد بدأ يشرئب بأعناقه بسبب سوء الإدارة والفساد وضنك العيش، وعلى الإدارة أن تبدأ بالإصلاحات وتفعيل المحاسبة وتحقيق مطالب الشعب.

وشدد على أنه لفرض القانون والنظام على "ب ي د" أن يلجأ للمؤسسات "قوى الأمن الداخلي" وليس لغيرهم.

وعلى إثر هذه التطورات، أصدرت جبهة السلام والحرية بيانا أكدت من خلاله عدم الارتياح إلى قرار الإدارة الذاتية برفع أسعار المحروقات والخبز في ظل تردي الأوضاع المعيشية لعموم أبناء الشعب السوري في مناطق سيطرة الإدارة.

وأكدت الجبهة في بيانها أن هكذا قرار له تداعياته السلبية وخلق موجة من النزوح، بالإضافة إلى ظهور حالة من الاستياء والاستنكار لدى الراي العام في مناطق الإدارة الذاتية.

ودعت الجبهة الإدارة الذاتية أن تتراجع عن قرارها فوراً، وبالمقابل تعمل على توفير هذه المواد الرئيسية في الأسواق وبأسعار مدعومة.

وأضافت: عموم أبناء شعبنا السوري بات اليوم يعيش في ظروف اقتصادية ومعيشية قاسية وصعبة، بالإضافة إلى الآثار النفسية والاقتصادية نتيجة الدمار والخراب التي خلفته الحرب في بلادنا، وجاء قرار رفع سعر المازوت والخبر – القشة التي قصمت ظهر البعير- حيث ان هذه الزيادة ستؤدي بالضرورة إلى ارتفاع اسعار بقية السلع والخدمات الأساسية للمواطنين لعدم وجود ضوابط قانونية تضبط السوق، وفي وقت يعاني شعبنا من تداعيات جائحة كورونا والجفاف الذي عم مناطقنا.

واستنكرت وأدانت الجبهة قرار رفع الأسعار -غير المبرر- من جانب الإدارة الذاتية، ودعتها للتراجع عن قرارها المجحف، والكف عن فرض الضرائب والاتاوات على المواطنين، والاستماع إلى صوت الشارع الرافض لهذه الممارسات، والتفكير بجدية بمعيشة المواطنين ودعم السلع والمواد الاساسية.

وأعربت الجبهة عن "دعمها وتضامنها مع مطالب جماهير شعبنا الصامد، وضرورة تلبيتها فوراً، كما تدين بشدة التصرف الهمجي لما تسمى ب ”الشبيبة الثورية” من خلال الهجوم بالعصي واطلاق الشعارات التخوينية بحق المتظاهرين والقيادات السياسية، والاعتداء عليهم بالضرب أمام أعين قوات حفظ الأمن والنظام (الأسايش).

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ