غياب التعليم في مناطق تنظيم الدولة ولجوء الأطفال إلى ديوان الدعوة والمساجد
غياب التعليم في مناطق تنظيم الدولة ولجوء الأطفال إلى ديوان الدعوة والمساجد
● أخبار سورية ١٥ أكتوبر ٢٠١٧

غياب التعليم في مناطق تنظيم الدولة ولجوء الأطفال إلى ديوان الدعوة والمساجد

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، تقريراً يظهر أن تنظيم الدولة استقطب في السنوات الأخيرة اهتماماً كبيراً بنظامه التعليمي، نظراً لما يتعلمه الأطفال داخل مدارسه حيث يتم تلقين "أشبال داعش"، وتدريبهم على الأعمال العسكرية العنيفة وقطع رؤوس السجناء.

ويستند التقرير، الذي أعدته كنانة قدور، إلى عدد من المقابلات التي أجرتها قدور مع مجموعة كبيرة من المعلمين والآباء الذين فروا إلى جنوب تركيا من أراضي تنظيم الدولة في سوريا، وتحديداً دير الزور والرقة وريف حلب.

ويكشف تقرير "فورين أفيرز" الصورة الزائفة للنظام التعليمي للتنظيم التي تروج لها الآلة الدعائية للتنظيم، إذ تدعي قنوات تنظيم الدولة على وسائل التواصل الاجتماعي بأن الكتب الدراسية في "النظام التعليمي للخلافة" تشمل مجموعة واسعة من المواضيع مثل الجغرافيا والتاريخ وبرمجة الحاسوب والكيمياء والرياضيات واللغة الإنجليزية.

ولكن بحسب المقابلات الواردة في التقرير ثمة فجوة كبيرة بين العالم الافتراضي للتنظيم والحقيقة على أرض الواقع، إذ فشل ديوان التنظيم للتربية والتعليم في توفير أساسيات العملية التعليمية مثل الكتب المدرسية، وعندما استولت قوات تنظيم الدولة على دير الزور في يوليو(تموز) 2014 أغلقت المدارس لمدة شهرين لحين الانتهاء من إعطاء جميع المعلمين الذين رفضوا التعهد بالولاء للتنظيم "دورة متخصصة في الشريعة".

كذلك، حظر تنظيم الدولة الكتب المدرسية المطبوعة لنظام الأسد والحكومة السورية المؤقتة التي كانت تديرها المعارضة، ولم يحصل المعلمون على أي مناهج شاملة أو كتب مطبوعة باستثناء مناهج إلكترونية لعلوم الشريعة الإسلامية، ولا يتوافر لدى المعلمين أو حتى المدارس إمكانية الدخول على الإنترنت.

ويوضح التقرير أن الكثير من الإشكاليات داخل مدارس التنظيم كانت نابعة من عدم استعداد التنظيم لتحمل كلفة إعادة تأهيل البنية التحتية التعليمية وخاصة في مناطق مثل دير الزور حيث تضررت المدارس على نطاق واسع، وتسببت عدم رغبة التنظيم في الإنفاق على التعليم إلى خلق مشكلات كثيرة مثل غياب المعلمين المؤهلين وعدم إنشاء نظام للسجلات لتتبع التسجيل والالتحاق بالمدارس ورصد المتسربين، وكانت الامتحانات ضئيلة للغاية، وبات محو الأمية فقط هو الهدف الأساسي للمرحلة الابتدائية، كما كان لكل مدرسة منهج مختلف.

وواجه التنظيم تحديات نتيجة رفض معظم المعلمين السوريين التعهد بالولاء له، بحسب الإفادات الواردة في تقرير "فورين أفيرز"، ومع اعتراف التنظيم بعدم قدرته على مراقبة وتنظيم المدارس والقلق المتزايد من عصيان المعلمين.

وأغلقت كافة مدارس التنظيم بحلول عام 2017، وهي نتيجة متوقعة بسبب انخفاض معدلات الحضور وقلة أعداد هيئة التدريس وتدني رواتب المعلمين فضلاً عن تعرض مدن مثل الرقة للقصف.

ويلفت التقرير إلى أن آلة التجنيد الحقيقية للتنظيم تمثلت في ديوان الدعوة والمساجد الذي يدير مراكز الشريعة والمساجد وخطب الجمعة وما يُطلق عليه "مراكز الإعلام والدعاية" التي شملت شاشات كبيرة لعرض لقطات من المعارك ومشاهد قطع الرؤوس وخطب أبو بكر البغدادي والهتافات والأغاني الإسلامية.

ويشير التقرير إلى أن تلك المراكز الإعلامية كانت تنافس المدارس، وأن الأطفال كانوا يفضلون قضاء أوقاتهم فيها بدلاً من المدارس التي لا تقدم سوى علوم الشريعة، أما ديوان الدعوة والمساجد والمراكز التابعة له فكانت تقدم للأطفال الوجبات الخفيفة والموسيقى لتشجيعهم على الانضمام إلى التنظيم وتشكيل جيل من الأطفال لا يعرف سوى القتال.

ويخلص التقرير إلى أن مهمة تلقين الأطفال وتجنيدهم كانت هي الأولوية بالنسبة إلى تنظيم الدولة من خلال ديوان الدعوة والمساجد، ومن ثم فإن التعليم الرسمي بات غير معروف تقريباً في المناطق الخاضعة لسيطرته.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ