في تمهيد الطريق إلى “جرابلس” .. الجيش التركي يعزز قواته بشكل كبير ووعود بدعم “كامل” للفصائل المهاجمة حتى يتم “انتزاع” المدينة من تنظيم الدولة
في تمهيد الطريق إلى “جرابلس” .. الجيش التركي يعزز قواته بشكل كبير ووعود بدعم “كامل” للفصائل المهاجمة حتى يتم “انتزاع” المدينة من تنظيم الدولة
● أخبار سورية ٢٣ أغسطس ٢٠١٦

في تمهيد الطريق إلى “جرابلس” .. الجيش التركي يعزز قواته بشكل كبير ووعود بدعم “كامل” للفصائل المهاجمة حتى يتم “انتزاع” المدينة من تنظيم الدولة

تصاعدات التحضيرات التركية التمهيدية للمعركة المزمع اطلاقها باتجاه مدينة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ عام ٢٠١٤، التي من المقرر أن تدخلها بعض فصائل الجيش الحر بدعم كامل من تركيا ، حيث اتخذت الأخيرة مجموعة من التحضيرات من ارسال مزيداً مزيداً من التعزيزات للمناطق القريبة من الحدود ، والطلب من القرية الملاصقة مغادرة منازلهم ، اباناً بقرب اعلان انطلاق المعركة التي سبق لشبكة “شام” الاخبارية و أن كشفت عنها ظهر اليوم.

فصائل من الجيش الحر تعلن التأهب

وأكد مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم ، أحد تشكيلات الجيش الحر ، أن معركة تحرير جرابلس من قبضة تنظيم الدولة بدأت ، و ذلك بعد التشاور مع “الحلفاء”، معتبراً أن المعركة انطلقت بقرار داخلي من اجل الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا.

و قال سيجري ، في تصريح خاص لشبكة “شام الاخبارية”، أن قرار البدء في معركة تحرير مدينة جرابلس من سيطرت تنظيم الدولة اتخذ بعد التشاور مع الحلفاء ، مستطرداً ، عندما طلبنا توضيح المقصود بـ”الحلفاء”، أن “اما عن الحلفاء تركيا مثلا حليف استراتيجي وقوي في محاربة داعش “، وفق قوله

و أكد المسؤول السياسي في لواء المعتصم ، المتواجد في شمال سوريا، أن غالبية فصائل الجيش الحر مشاركة بالمعركة ،مردفاً بأن تشهد الأيام المقبلة معارك ضارية مع تنظيم الدولة من أجل إعادة مدينة جرابلس الى “حضن الثورة من جديد “ ، وفق تعبيره.

و رفض السيجري تحديد موعد محدد لانطلاق المعركة مكتفياً بالقول " القرار اتخذ، دون توضيح ساعة الصفر، وان هذا الامر يقرره القادة الميدانيين حسب المصلحة"

و أكد السيجري أن قرار تحرير جرابلس قرار داخلي من اجل الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا،و مشدداً على وجود ايمان بالعمل مع الحلفاء والأشقاء من اجل تحقيق مصالح الشعب السوري، وفق وصفه.

هذا و تتعرض مدينة جرابلس و محيطها لقصف مدفعي من الجانب التركي ، الذي أعلن اليوم أول مرة عن وجود اشتباكات تجري في جرابلس بين فصائل سورية و تنظيم الدولة ، بعد مرور أيام على بدأ الهجوم.

تعزيزات كبيرات للجيش التركي

تصريحات سيجري جاءت بالتزامن مع نقل وكالة الأناضول ، لخبر مفاده أن الجيش التركي بتعزيزات عسكرية إضافية إلى الخط الحدودي مع سوريا في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، بفي الوقت الذي ربطت فيه هذه سبب هذا التأهب إلى سقوط عدد من قذائف هاون على قضاء "قارقامش" المحاذي لمدينة جرابلس السورية الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة.

وقالت الأناضول أن أعدادا كبيرة من دبابات، وناقلات جنود مدرعة، وأسلحة ثقيلة أرسلت من قيادة اللواء الخامس المدرع للجيش التركي في غازي عنتاب، الى مواقع حُددت مسبقاً على الخط الحدودي مع سوريا.

وأضاف الوكالة التركية، أن الجيش التركي يتابع التحركات في مدينة جرابلس السورية عن كثب، ويقوم بدوريات مكثفة على الخط الحدودي.

اخلاء قرية حدودية

وقالت وسائل اعلان تركية أن الشرطة التركية تنصح سكان بلدة قرقميش القريبة من الحدود مع جرابلس السورية بمغادرتها، في اشارة قوية لقرب بدأ العمليات العسكرية التي ستلعب فيها تركيا دوراً محوراً من خلال التغطية بالمدفعية الثقيلة و الطيران الحربي ، الذي ينفذ طلعات استطلاعية منذ عدة أيام ، في حين نفذت اليوم المدفعية التركية قصف مكثفاً على عدة نقاط بالقرب من جرابلس وصل إلى ٦٠ قذيفة وفق ما قالته قناة سي ان ان التركية ، اليوم.

المعارضة التركية وافقت على التدخل و لكن ..

و أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال قليجدار أوغلو، موافقته على مشاركة بلاده في عملية عسكرية محتملة ضد تنظيم الدولة في مدينة "جرابلس"، مشترطاً أن يكون التدخل ضمن القوانين الدولية، معتبراً أن إرسال الجيش التركي إلى هناك بمرحلة خارج إطار القوانين الدولية فإن “ثمن ذلك يكون كبيرًا جدًا".

ستقدم “كل” الدعم
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أبدى اليوم استعداداً مفتوحاً للمعركة التي يرى فيها مصيرية بالنسبة لبلاده ، وقال ، في مؤتمر صحفي في أنقرة اليوم ، إن تركيا ستقدم كل الدعم لعملية انتزاع السيطرة على بلدة جرابلس من تنظيم الدولة الإسلامية.

و أوضح تشاووش أن العملية مهمة لأمن تركيا، مردفاً:” ولا تريد تركيا أن تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على البلدة الحدودية الاستراتيجية. وتسيطر هذه القوة بالفعل على مساحات من شمال سوريا”.

تماشياً مع انقلاب المواقف

التطورات المتسارعة التي تشهدها الحدود السورية ، جاءت نتيجة التغير الكبير الذي طرأ على السياسة التركية ، بعد الانقلاب الفاشل الذي استهدف البلاد في ١٥ تموز ، والذي دفع تركيا إلى انتهاج سلوك سياسي مغاير عما سبق ، واتخذ منحى حاداً ، لاسيما بعد تصريحا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم ، يوم أمس ، عندما قال :”موقف تركيا واضح حيال سوريا وهو عدم التقسيم ،والمحافظة على وحدة أراضيها وعدم السماح بتشكيل أي كيان يكون لصالح ( في اشارة لصالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) أي مجموعة إثنية”.

و تقع مدينة جرابلس على الضفة الغربية لنهر الفرات، سيطر التنظيم عليها في ١٨-١-٢٠١٤، وهي المدينة الأخيرة التي تربط تنظيم الدولة بالحدود السورية - التركية، و كانت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تضعها على لائحة الأهداف بعد سيطرتها على “منبج” بداية الشهر الحالي، و لكن سرعان ما غيرت خططتها و أعلنت ايقاف المعارك باتجاه “جرابلس” و الانتقال إلى الجهة الأخرى “الباب” ، التي بدورها أخذت سيناريو مشابه لـ”منبج” باعلان تشكيل المجلس العسكري في منبج و ريفها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ