في حلب لا خيار أقل “مرارة”.. يخشى عليها من "الاغتصاب" و تخاف عليه من "الاعتقال"
في حلب لا خيار أقل “مرارة”.. يخشى عليها من "الاغتصاب" و تخاف عليه من "الاعتقال"
● أخبار سورية ٩ ديسمبر ٢٠١٦

في حلب لا خيار أقل “مرارة”.. يخشى عليها من "الاغتصاب" و تخاف عليه من "الاعتقال"

يمارس “الشيطان” الدور بكامل خبثه، فلا هدوء و لا عقل يمكن أن يتواجدا في هذا الوقت، فعليه  أن يتخذ القرار و أن ينفذ بأسرع ما يمكن، و بين هذه الوسوسات القاتلة، تمسك بكتفه و تقول “ مابتركك يا سندي اش ما صار.. عشناها سوا و دي خلينا نموت سوا”.

لايمكن لأحد أن يشعر بتلك اللحظات، أو يصف المشاعر التي تعتري أبا محمد، وهو يجبر على التفكير بأن يرسل زوجته و أولاده إلى الجهة الأخرى من المدينة التي تهدم على رؤوسهم، فقد اتخذ قراره بأن يبقى حتى الرمق الأخير، و لكن لا يملك القرار بأرواح عائلته.

لكن قرار الارسال لا يمتلكه وحده في الحقيقة، فـ”ام محمد”، التي عايش الحياة معها و عايشتها معه، تملك من القرار النصف ، وتصر على أن إما الخروج سوية أو البقاء سوية، فالحياة جمعتهما و الموت بالتالي سيكون قدرهما.

لكل منهما مسببات في اتخاذ القرار الذي يتجه إليه، و لكن مخاوفهما تتفاوت فيما يتعلق بالتبعيات، فـ”أبو محمد” يعاني من ضيق شديد يجعل الشهيق و الزفير كـ”ألم الولادة” في كل مرة يمارس هذه العادة، فلم يعد الخوف من جوعٍ أو قصف، و إنما الخوف من الطامة الأكبر هي “العِرض”، و الظنون تقتله في كل ثانية ألف مرة، و الشيطان يوسوس له بأن يقتل الجميع و يقتل نفسه قبل أن يُقتلوا وهم أحياء، فهنا في الطرف المقابل عبارة عن وحوش، تعتبرهم فرائس مباحة و بكافة أشكال الاستباحة.

أما أم محمد ، قد تكون ندمت على فكرة مرافقة زوجها لها و لبناتها، فهي تعلم علم اليقين أنها لن تعود ترى ذلك الرجل بعد  أن عبرت الأمتار باتجاه الطرف الآخر، حيث يختفي الرجل بلمح البصر في المجهول، و يُرمى النساء و الأطفال في مجمعات أشبه بمستوعبات لجمعهن لأمر مجهول، لايحمل في طياته أي شيء يسّر.

قد تكون الاضاءة على عائلة كعائلة “أبو محمد” تشبه حال أكثر من ٥٠ ألف عائلة، يقبعون في رقعة جغرافية ضيّقة، محاصرون بكافة وحوش الأرض و قاتلي السماء، و في كل لحظة عليهم مواجهة “مَلَك الموت”، الذي يؤثر أن يتركهم أو يؤجلهم لساعة أخرى.

إنها بالمختصر “حلب” التي تضم أكثر من ٢٠٠ ألف مدني ، لا طريق لهم و منجى أمامهم، إلا الموت بصمت، ليفرح العالم بإعادة تنصيب القاتل …

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ