في سوريا... الآلاف فقدوا أجزاء من أجسادهم .. هل من مهتم ؟؟؟
في سوريا... الآلاف فقدوا أجزاء من أجسادهم .. هل من مهتم ؟؟؟
● أخبار سورية ٢٨ ديسمبر ٢٠١٤

في سوريا... الآلاف فقدوا أجزاء من أجسادهم .. هل من مهتم ؟؟؟

 تبقى الحرب في سوريا شيءٌ خارج الوصف و الإحصاء بعد أن كسّرت كافة الأرقام و بات الحديث عن رقم عن هذه القضية أو تلك هو ضرب من الاستهزاء، فالأرقام تبقى عاجزة عن توصيف لو جزء بسيط من حجم الكارثة التي خلّفها قوات الأسد و من سانده في شعبٍ بات يعيش أسوء ما شهدته البشرية.

و لعل قضية الجرحى و مصابي الحرب لم تأخذ النصيب الكبير من الاهتمام نظراً لشمولها جميع الأمراض و خلّفت آثار موغرة في الجسد السوري ، و فقد مئات الآلاف أجزاء من أجسادهم بفعل الماكينة العسكرية الأكثر دموية على مر البشرية .

إيرس محمد ، معدت برامج في راديو ألوان تطرقت لموضوع فقدان أجزاء من أجساد السوريين جراء الحرب ، قالت : " الجرحى في سوريا هم الحلقة الأضعف في هذه الحرب , تحصي المنظمات الإنسانية القتلى و المعتقلين ، وتتحدث عن اللاجئين والمشردين، ولا تلتفت كثيراً إلى أولئك الذين خسروا أطرافهم. "

و أضافت إيريس : "عشرات الحالات , في كلّ منها قصة إنسان , خسر مع قطعه من جسده فرصته بحياة طبيعية , وأصبح رقما ينتظر دوره ليأخذ , آلاف الليرات السورية , لا تغطي أقل احتياجاته , فكيف بحال أسرته و أطفاله "

وقال  ليث العبد لله , مسعف ميداني : "بعد إيصال المصاب إلى باب الهوى تبدأ المعاناة من هناك , لا توجد أي جهة رسمية تساعد المصاب , وكثيرة هي الحالات التي تدخل إلى المستشفيات دون مرافقة , نحن كمسعفين نصور المصاب ونسلمه , لا توجد مؤسسات لمتابعة حالة المصاب , من تغيير الجروح ونقل المريض للمستشفى , هناك كثير من الأطفال ممن فقدوا ذويهم هناك مأساة كبيرة فعلا"

يضيف ليث من الكوارث الكبيرة عدم وجود أيّ توثيق لعدد المصابين وحالاتهم نحن ندعو المتطوعين للعمل على هذا الملف.

القضية  لم تبقى هكذا فقد قام مجموعة من الأطباء السوريين المغتربين إلى منح هؤلاء فرصة أخرى لبداية جديدة في الحياة ، من خلال إنشاء المركز الوطني الطبي للأطراف الصناعية، على الحدود السورية التركية , في الريحانية وريف إدلب الشمالي .

فكرة المشروع  بدأت منذ عامين ،كما يقول الدكتور محمد ياسر الطباع ، و ذلك  مع تزايد عدد مبتوري الأطراف في سورية و تبلورت بمساهمة مجموعة من الأطباء السوريين المقيمين في الخارج، وبعض العاملين في الاختصاصات الطبية المختلفة .و أشار الطباع إلى " لدينا ورشتين نشتري القطع الأساسية من الشركات التركية , قمنا بتدريب مجموعة من الشبان ليقوموا بتصنيع الأطرف بتركيا وفي ريف إدلب , نحن نعمل على  تغطية  تركيا والشمال السوري , و منذ شهرين أدخلنا ورشة متنقلة ، مجهزة لتصنيع الأطراف وتركيبها في أي مكان بسوريا لكن الأوضاع الحالية الأمنية منعتنا من تفعيلها".

ويتابع الطباع نحن مجموعة من الأطباء المتبرعين نتلقى المساعدة من مجموعة منظمات مجتمعية مدنية , ليست مرتبطة بأي جهة سياسية تكلفت العمل كمجمل تصل إلى خمسين ألف دولار

لافتاً على أن المركز يقدم خدماته للمرضى مجاناً، علماً أن كلفة تركيب الطرف الواحد تتراوح بين450 و650 دولار , وهذه هي تكلفة العضو كجهة داعمة ومصنعة , و أردف : " نحن لا نقدم أطراف ذكية , نستطيع فقط تقديم أطراف عادية وركب ميكانيكية ممتازة وبشكل مجاني , نستضيف داخل الورشة الجريح ونقوم بتأهيل عضلاته لتكون جاهزة لحمل العضو الصناعي الجديد , وبعد التركيب الباب مفتوح للعودة لأي سبب , لكن غالبا ما نقوم بتحويل المريض لمراكز أخرى مختصة بالعلاج الطبيعي "

قوات النظام على تدمير مستشفى الإحسان في سراقب بالبراميل المتفجرة , ولم يبق في المنطقة سوى مستشفى الشفاء بالإضافة لمراكز طبية  حدودية , يعمل المكتب الطبي على مساعدة المصابين , بنقلهم لتلك المراكز المتبقية , أما الحالات الحرجة فتنقل بشكل فوري إلى تركيا على حساب المركز الطبي , يتحدث أسعد باكير أمين سر المكتب الطبي في حديثه مع راديو ألوان عن عدد الحالات : "لدينا مئة حالة بتر مسجلة وإصابات عدّة بالشظايا , نحاول أن نسجل اسم كل مصاب لدينا , كي نقوم بمساعدته في حال توفر المال اللازم ,  الأعداد المسجلة لدينا ليست هي الأعداد الحقيقية , نحن كجهة طبية نقدم الإعانات كالأدوية وبعض المساعدات العينية لأطفال المصابين ".

 في مركز الريحانية وحده ، بلغت نسبة مبتوري الأطراف نتيجة الأحداث حوالي ثمانية وتسعين في المائة من المصابين ،  في مقابل اثنين في المائة  أجبروا على بتر أطرافهم نتيجة إصابتهم بأمراض معينة. معظم المصابين هم من فئة الشباب ، وتتراوح أعمارهم بين ستة عشر وخمس و أربعين عاماً .

لا توجد أيّ دراسة  ميدانية حقيقة لأعداد إصابات البتر , لكن المؤكد لنا أن هناك الآلاف من الحالات , آلاف لا تتلقى أي معونة طبية أو مادية , هذا في المناطق المحررة والحدودية فكيف حال المصابين في الداخل المحاصر.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ