في ظل الشتاء القارس ... مئات العوائل في مخيمات عرسال تعاني الأمرّين
في ظل الشتاء القارس ... مئات العوائل في مخيمات عرسال تعاني الأمرّين
● أخبار سورية ١٥ يناير ٢٠١٧

في ظل الشتاء القارس ... مئات العوائل في مخيمات عرسال تعاني الأمرّين

تعيش أكثر من 1500 عائلة سورية  في مخيمات عرسال في ظروف سيئة للغاية مع وصول برودة فصل الشتاء لذروتها، في ظل انقطاع المساعدات عنهم بسبب فصلهم من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، ومن دون أي دخل أو عمل تعيش تلك العوائل تحت خط الفقر بدرجات وتعتمد بشكل رئيسي على المساعدات المقدمة من المنظمات الإغاثية السورية أو اللبنانية و التي تعتبر قليلة جداً بالمقارنة مع المساعدات المقدمة عن طريق المفوضية.

عبد الحليم شمس ناشط إعلامي سوري نزح إلى المخيم منذ ثلاثة أعوام قال: "يقدر عدد العوائل المسجلة في مفوضية الأمم المتحدة 12 ألف عائلة، أما العوائل المفصولة و التي لم يقبل تسجيلها فيقدر عددها بأكثر من 2500 عائلة.

وأضاف شمس: "عادةً ما يتم إبلاغ العوائل المتواجدة  في المخيم انهم فصلوا عن طريق موظفي مكاتب الأمم المتحدة و عادةً ما تبرر العملية من جانبهم بأن العوائل التي فصلت تمتلك معيل أو أن ميزانيتهم لا تسمح لهم بتغطية كل هذه العوائل، قد تكون بعض العوائل التي تمتلك معيل فصلت بالفعل لكن أغلب المتواجدين في مخيم عرسال من الرجال تحديداً ممنوعين من مغادرته للعمل في الأراضي اللبنانية ومحاصر من قبل ميليشيات حزب الله".

يرى شمس أن عملية فصل العوائل تتم بشكل عشوائي و ليست تبعاً لضوابط أو شروط موضوعة من قبل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، من بين العوائل المفصولة عائلة مكونة من خمس أفراد أب و أم و ثلاثة أولاد فُصلت بتاريخ 11/11/2016 بحجة توفر معيل، مع العلم أن تلك العائلة كانت مسجلة لمدة عامين، وعائلة أخرى تملك نفس عدد الأفراد مسجلة و لم تفصل مع العلم أن لها معيل ما يؤكد على عملية العشوائية بالفصل".

خالد رعد ناشط تربوي و مدير مدرسة ابتدائية في مخيم عرسال قال: "ليس بتقديم المساعدات أو إعادة تسجيل العوائل المفصولة تحل مشاكل المخيم، إذ يحتاج قاطني المخيم لفتة أخلاقية من المنظمات العالمية و الحكومات الأوربية لتسهيل خروجهم و دخولهم من وإلى المخيم بالإضافة  لتأمين فرص عمل لتمكن العوائل من العيش بكرامة و لتحسن من واقعها قليلاً".

هزان زهوري أم سورية لثلاثة أطفال من مدينة حمص لجأت إلى مخيم عرسال في لبنان  منذ عام و تبع بها زوجها المصاب بعد تمكنه من السير قالت: "من الشهر الأول الذي قمت فيه بالتسجيل في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تم فصلي مع العلم أن زوجي لم يكن متواجد معي حينها، و كان لدي طفلان أعمارهما تحت السنتان، حاولنا مراراً و تكراراً إعادة التسجيل إلا أن الطلب كان يرفض في كل مرة، ورفعت عدة شكاوي الآن أنها وضعت في الأرشيف و تناست مع مرور الزمن".

تضيف زهوري: "أضطر للعمل أكثر من 12 ساعة يومياً في معمل لصنع المخلل بالقرب من مخيم عرسال بأجر شهري متدني لا يكاد يكفي لتامين دواء زوجي المصاب، و نعتمد بشكل كبير على المساعدات المقدمة من المنظمات و الجمعيات السورية التي تمتلك مندوبين لها داخل المخيم".

يقع المخيم أقصى شرق لبنان على محاذاة الحدود السورية اللبنانية لجرود القلمون ويضم أكثر من 14 ألف عائلة سورية نزحت إليه خلال الأربعة أعوام الماضية  من مختلف المناطق السورية التي شهدت تصعيد من قبل قوات الأسد و تهجير قسري كمدينة القصير و ريفها، ويقدر عدد أفراده 80 ألف نسمة موزعين على أكثر من 4500 خيمة مقدمة من المنظمات الإنسانية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: عبد الوهاب أحمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ