سلط الفيلم الافتتاحي لمهرجان أنطاليا السينمائي بدورته الـ 54، حكاية ثلاثة أطفال أيتام سوريون، بعد أن هربوا من بلدهم بسبب الحرب ليحاولوا البحث عن معنى لحياتهم في مدينة شانلي اورفا التركية.

ويقص الفيلم بعنوان "لا تتركني أبدًا" للمخرجة البوسنية "عايدة بيغيك"، والتي عرفت بأفلامها المهتمة بقضايا الواقع والمجتمع، كيف حاول الأطفال الثلاثة تناسي الماضي الأليم والذكريات القاسية التي طبعت في قلوبهم، لتعكس واقع الحياة التي يعيشها آلاف الأطفال السوريين الذين فقدوا أبائهم وأمهاتهم.

وقالت مخرجة الفيلم في حديث للأناضول، "سيرغب الناس بمساعدة الأيتام واحتوائهم بعد مشاهدتهم (لا تتركني أبدًا)"، وتتابع "إن أهم ما علينا التحدث عنه اليوم، هو معاناة الأطفال الأبرياء، وخاصةً أولئك الذين هربوا من الحرب الأهلية في سوريا".

ومثل الفيلم ثلاثة أطفالٍ سوريين لا خبرة لهم في التمثيل: عيسى وأحمد ومعاذ، ليرووا الحكاية للمشاهدين مثلما عاشوها، فبنظرها لا أحد بإمكانه إيصال ما يشعر به طفلٌ وحيدٌ هاربٌ من الحرب والدمار، إلا الطفلُ نفسه.

وأكدت عايدة أنه "برغم القصص والحكايات الكثيرة التي سمعناها عن ضحايا الحرب، لا زلنا لا نعرف حقًا ما هي قصصهم، فالآلام العميقة التي خلفتها تلك القصص ليس بإمكان الآخرين الادّعاء بمعرفتها أو الإحاطة بها".