قراءة تحليلية في نتائج التفاهمات حول "نبع السلام" بين الربح والخسارة
قراءة تحليلية في نتائج التفاهمات حول "نبع السلام" بين الربح والخسارة
● أخبار سورية ٢٢ أكتوبر ٢٠١٩

قراءة تحليلية في نتائج التفاهمات حول "نبع السلام" بين الربح والخسارة

يبدو أن عملية "نبع السلام" التي نفذتها القوات التركية والجيش الوطني السوري، قد دقت آخر أسفين في نعش المشروع الانفصالي شمال وشرق سوريا، بعد أن فككت هذا المشروع سابقاً في عمليتي "درع الفرات" و "غصن الزيتون" لتكون بداية النهاية لهذا المشروع الذي تقوده الوحدات الشعبية، في العملية الجارية "نبع السلام".

وبات من الواضح تماماً تخلي أبرز الحلفاء الدوليين الذين اعتمدت عليهم قوات سوريا الديمقراطية في تمكين وجودها وقوتها في المنطقة، بتفاهمات مع تركيا كلاً على حدة "روسيا وأمريكا" ولم يبق أمام تلك الميليشيا - التي فقدت ثقتها بالحلفاء وأدركت أنها كانت ورقة تفاوضية ليس إلا - إلا الانضواء ضمن الفيلق الخامس والذي سيكون الطرح الروسي لها مقابل بقائها في المناطق التي ستحافظ على تواجدها فيه والتي سيدخلها النظام لاحقاً عدا منطقة الثروة النفطية شرق دير الزور والتي ستبقى تحت السيطرة الأمريكية وستبقى "قسد" تطيع الأوامر هناك دون أن يكون لها أي قرار.

ولكن الشيء الغير واضح اليوم، هو مصير المناطق التي شملها الاتفاق الروسي التركي والتي ستنسحب منها "قسد" حتماً ولكن بقاء النظام فيها، لن يغير بالأمر شيء وسيزيد المشكلة، لاسيما "منبج وعين العرب وتل رفعت"، كون جل المدنيين في تلك المناطق لايرغبون بالنظام ولايقبلون وجوده وعودته للسيطرة على المنطقة، وبالتالي لن يستطيع أهالي تلك المناطق المهجرين العودة إليها.

بل على العكس قد تشهد المنطقة نزوح جديد لجميع الرافضين لسيطرة النظام باتجاه المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الجيش الحر سواء شرق أو غرب الفرات، كما أن بقاء النظام في عين العرب، سيفصل بين المناطق المحررة بين شمال وشرق حلب وشرق الفرات، وبالتالي عدم قدرة المدنيين على الانتقال بين المنطقتين إلا عبر الأراضي التركية لتفادي العبور بمناطق وجود النظام وهذا مشكلة كبيرة أيضاَ.

وبالنظر إلى نتائج المعركة، فإن الجيش الحر كسب مناطق جديدة رفع فيها العلم الأخضر من رأس العين إلى تل أبيض، وهذا مكسب ثوري كبير، ويضمن عودة ألاف المدنيين للمنطقة، ولكن بالمقابل فإن عودة النظام للحدود السورية التركية في عين العرب، لن يكون مبشراً وسيكون إخراجه من المنطقة أمراً صعباً إلا وفق تفاهمات لاحقة قد تجبرنا على خسارة جزء آخر من إدلب وريفها لاقدر الله.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ