قيادي منشق: هيئة تحرير الشام في الطريق لانحلال "لين" فشل لمشروع الإمارة وخسارة الحاضنة وكثرة الأعداء
قيادي منشق: هيئة تحرير الشام في الطريق لانحلال "لين" فشل لمشروع الإمارة وخسارة الحاضنة وكثرة الأعداء
● أخبار سورية ١١ مايو ٢٠١٨

قيادي منشق: هيئة تحرير الشام في الطريق لانحلال "لين" فشل لمشروع الإمارة وخسارة الحاضنة وكثرة الأعداء

في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني لعام 2017، أعلنت عدة مكونات من كبرى الفصائل في الشمال السوري، عن اندماجها في مكون عسكري جديد باسم "هيئة تحرير الشام"، يضم كلاً من جبهة فتح الشام "النصرة سابقاً"، وحركة نور الدين الزنكي، ولواء الحق، وجبهة أنصار الدين، وجيش السنة، بقيادة المهندس أبو جابر هاشم الشيخ، كانت التحول الثالث لمكون "جبهة النصرة" الذي يقودها "أبو محمد الجولاني".

مضى على الإعلان عن هذا المكون قرابة عام وثلاثة أشهر والذي جمع أقطاب وتيارات عدة منها تدين بالولاء للقاعدة ومنها للجيش الحر ومنها تعادي التيارين في فصيل واحد في محاولة للهروب من التصنيف الدولي بالإرهاب، إلا أنه وخلال مسيرته التي لم تتغير عن مسيرة "جبهة فتح الشام" ومن قبلها "جبهة النصرة" كون الجولاني هو القائد الفعلي له، واجه مطبات كبيرة دفعت جل الفصائل والمكونات للانشقاق عنها وكذلك شخصيات شرعية وعسكرية معروفة أعادت التشكيل للصف الأول "جبهة النصرة" وعاد الجولاني ليتصدر على قيادتها بعد عزل "أبو جابر الشيخ".

ومع الاستمرار في سياسية الإنهاء والابتلاع التي اتبعها الجولاني منذ خمسة أعوام وإنهاء المزيد من الفصائل وصل لمرحلة المواجهة الأخيرة مع "جبهة تحرير سوريا وصقور الشام" والتي كانت بمثابة النهاية للمشروع بوجود فصيل تمكن من الصمود في وجه حركة "البغي"، هذا بالإضافة لفضح عمليات التسليم التي نفذها شرقي سكة الحديد وجبل الحص والقلمون الغربي، وحالة التفكك في البنية الداخلة إثر الخلاف مع تيار القاعدة بعد اعتقال قياداته كـ "العريدي وأبو جليبيب" وماواجهه الجولاني من ضغوطات لإخراجهم، إضافة لملفات كبيرة محلية وإقليمية كانت كفيلة بوضع حد لمشروعه والوصول لمرحلة الإنهاء اللين بحسب خبراء مطلعين.

قيادي منشق عن هيئة تحرير الشام أكد في حديث لشبكة "شام" أن هيئة تحرير الشام وصلت فعلياً للحد الأخير من وجودها، وباتت أمام مرحلة أخيرة ستؤول بها للزوال بشكل "لين" أي دون أي مواجهة تكفل فيها انحلال كياناتها ضمن الفصائل الموجودة في الساحة، وخروج المعارضين بشكل كامل من الواجهة العسكرية في الشمال السوري، الأمر الذي من شأنه أبعادها عن أي مواجهة عسكرية.

وأضاف المصدر لـ شام أن سياسة الهيئة تجاه الفصائل الأخرى في الشمال وتحكمها بالقطاع المدني بقوة العسكر زاد في خصومها وأفقدها الكثير من قوتها العسكرية والشعبية، وباتت أمام تحدي كبير للبقاء قلت فرصه مؤخراً بعد الانسحاب الذي نفذته من شرقي سكة الحديد والتعدي على أحرار الشام وفصائل كانت حليفة معها سابقاً والتي وضعت حداً لبغييها وحجمتها وقضت على فكرة الفصيل القوي الذي لايمكن لأحد أن يقف في وجه.

وأكد المصدر أن فكرة حل الهيئة كانت مطروحة للنقاش قبل أشهر طويلة تزامناً مع محادثات أستانة بين الدول الضامنة للحل في سوريا، كونها فصيل منظم على قائمة "الإرهاب" ولايمكن تطبيق مخرجات أستانة في المنطقة الرابعة لخفض التصعيد والتي تشكل "إدلب وماحلوها" بوجود فصيل مصنف بالإرهاب، ألقي على عاتق تركيا التي تعتبر ضامن لهذه المنطقة أن تقوم بإنهاء وجود الهيئة لضمان عدم إدخال المنطقة بأي حرب تقودها روسيا وحلفائها.

وبين المصدر القيادي لـ شام أن محادثات طويلة أجريت بين دول عربية وإقليمية عبر وسطاء مع هيئة تحرير الشام تطورت لاحقاً للقاءات مباشرة، أفضت للاتفاق على حل الهيئة بشكل سلمي يجنبها المواجهة مع تركيا وفصائل الجيش الحر وكذلك الفصائل الأخرى التي عادتها في إدلب، وتم على إثر ذلك دخول فرق الاستطلاع التركية برفقة هيئة تحرير الشام وتثبيت عدة نقاط مراقبة قبل عملية "غصن الزيتون".

ولفت المصدر إلى أن الضغوطات ومخاطر المواجهة زادت لدى قيادة الهيئة بعد نجاح عملية "غصن الزيتون" ووصل مناطق إدلب وحلب المحررة بمناطق درع الفرات التي تعادي الهيئة فصائلها، كذلك خسارتها في مواجهة جبهة تحرير سوريا وصقور الشام وخروج تيار القاعدة منها وتفكك بنيتها الداخلية لاسيما بريف حلب، جعل فكرة القبول بخيار الحل أمراً واقعياً لايمكن الفرار منه.

وبين المصدر إلى أن هناك عوامل أخرى داخلية وخارجية أوصلت الهيئة لهذه المرحلة "تحفظ على ذكرها" لافتاً إلى أن هناك فجوة كبيرة باتت ظاهرة بين الهيئة والحاضنة الشعبية وكذلك مع الفصائل الأخرى التي لم تعد تهاب قوتها، وسلسلة الممارسات التي أسقطتها مدنياً عبر حكومتها "الإنقاذ.

وأشار المصدر القيادي إلى أن عناصر الهيئة لن تتأثر في الانحلال كون هناك طروحات لدمج هذه المجموعات بشكل فرادي ضمن فصائل ومكونات أخرى في المنطقة لم يسمها، فيما توقع أن يتجه الرافضون لخيار الطرح المقدم للانضواء ضمن تشكيلات القاعدة، غير مستبعد أن تندلع مواجهة عسكرية معهم في حال رفضهم للقبول بتطبيق الاتفاقيات الدولية في المنطقة، في وقت لم يحدد المصدر مصير "الجولاني" وبعض الشخصيات الموضوعة على قائمة الإرهاب والشخصيات التي باتت مطلوبة إقليميا ومحلياً كـ "أبو اليقظان" وعدد من المشرعين والقادة العسكريين المتورطين في دماء السوريين، في وقت لم يحدد فترة زمنية لتنفيذ الأمر لافتاً إلى أنه بات قريباً بناء على تصريحاته التي تنقلها "شام" على مسؤوليته.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ