كفرنبل .. "أيقونة الثورة" تتحول لـ "مدينة أشباح" بإرهاب الأسد وروسيا
كفرنبل .. "أيقونة الثورة" تتحول لـ "مدينة أشباح" بإرهاب الأسد وروسيا
● أخبار سورية ٢٦ أغسطس ٢٠١٩

كفرنبل .. "أيقونة الثورة" تتحول لـ "مدينة أشباح" بإرهاب الأسد وروسيا

منذ بدايات الحراك الشعبي السلمي ضد نظام الأسد في سوريا، لجأ النظام إلى قهر المناطق الخارجة عن سيطرته بالحصار والتدمير والقهر لتركيع أهلها الثائرين، مركزاً كل آلة الحرب الفتاكة للنيل من عزيمة هؤلاء وتدمير مدنهم وقتل كل حياة فيها، كسياسية إرضاخ لم تفلح رغم كل ما ارتكبه من فظائع.

مدينة كفرنبل أو كما تعرف بـ "أيقونة الثورة السورية"، نالت نصيبها من غطرسة الأسد وحلفائه، لتغدو اليوم وبعد سنوات من الحراك المدني المميز والعالمية التي حققتها بلوحاتها وجدارياتها، مدينة أشباح بفعل طائرات الأسد وروسيا، بعد أن هجرها أهلها وباتوا بعيدين عنها بسبب ماتتعرض له يومياً من قصف جوي وصاروخي.

لم يكن تحويل مدينة كفرنبل إلى ركام وإفراغها من كافة مقومات الحياة على سبيل الصدفة خلال الحملة التي شنها نظام الأسد وروسيا على المناطق المحررة نهاية إبريل من هذا العام، فلهذه المدينة وقع ثقيل على النظام وروسيا كونها من أهم المدن التي تتميز بحراكها المدني، والتي وصلت لافتاتها لمختلف أنحاء العالم عبر نشطاء فضلوا القلم على السلاح وهذا ما لا يحبذه النظام الذي طالما وصف الحراك بالمسلح وصبغه بالإرهاب لكسب التعاطف الدولي.

هذه الأسباب دفعت النظام وروسيا لصب جام غضبهم على المدينة حيث ارتكبوا فيها عدد من المجازر أبرزها مجزرة السوق الرئيسي التي راح ضحيتها أكثر من 15 شهيداً بقصف مدفعي، لكن هذا لم يكن كافياً فكانت حصة الطائرات الروسية تدمير البنى التحتية من مشافي وأفران ومدارس وغيرها من مقومات الحياة لدفع أكثر من خمسين ألف نسمة للنزوح بما خف وزنه من متاعهم تاركين خلفهم شقاء السنين ومدينة خالية إلا من تلك اللوحات الجدارية بين الركام.

الناشط "جميل الحسن" تحدث لمراسل شبكة "شام" بحرقة قائلاً: "كانت كفرنبل تغص بالحياة فيها آلاف يعيش فيها أكثر من خمسين ألفاً بين مقيم ونازح لكن روسيا والنظام قتلوا كل شيئ فيها دمروا المشافي والأفران لإجبار الناس على الهجرة".
وأضاف: " لكفرنبل رمزية في الثورة السورية من خلال لافتاتها التي وصلت لكل العالم والتي كانت تعبر عن مطالب الشعب في الحرية والكرامة"، أما الناشط "إبراهيم السويد" قال لـ "شام" إن : "كفرنبل كانت دائماً سباقة بلوحاتها وجدارياتها وهذا ما جعل النظام يحقد عليها كل هذا الحقد"، لافتاً إلى أنه "رغم كل هذه الجراح إلا أننا مصممون على الاستمرار في مطالبنا لإسقاط النظام".

وبعد أكثر من مائة يوم من القصف المتواصل بشتى أنواع الاسلحة يؤكد أهالي كفرنبل أن هذا الموت ما زادهم إلا إصراراً وعزيمة للاستمرار في مطالبهم لنيل الحرية والكرامة وإسقاط النظام وأنه مهما علا صوت المدفع فلن يهزم القلم .

تقرير: محمد بلعاس

المصدر: شبكة شام الكاتب: محمد بلعاس
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ