كفريا و الفوعة بين اتفاقي المدن الأربعة و حلب .. من مصلحة من إخلاؤهما الجزئي أو الكلي !؟
كفريا و الفوعة بين اتفاقي المدن الأربعة و حلب .. من مصلحة من إخلاؤهما الجزئي أو الكلي !؟
● أخبار سورية ١٧ ديسمبر ٢٠١٦

كفريا و الفوعة بين اتفاقي المدن الأربعة و حلب .. من مصلحة من إخلاؤهما الجزئي أو الكلي !؟

عاد اسم " الفوعة وكفريا" ليقتحم المشهد في سوريا، ليطغى على كل الملفات، بعد أن تسبب هذا الاسم بعرقلة خروج أكثر من ٥٠ ألف مدني من محاصري مدينة حلب، في مسعى من الميليشيات الارهابية التابعة للاحتلال الايراني ، ليكون ملفها هو القفل الذي أغلق باب اتمام الخروج.


وبقيت القريتين، اللتين يقطنها شيعة غالبيتهم من المقاتيلن ، في قلب محافظة إدلب التي تحررت من قوات الأسد والميليشيات الموالية لها في بداية 2015، ويقدر عدد  قاطني البلدتين بقرابة 20 ألف، و شاركت بشكل فاعل في عمليات القتل والتشبيح في المحافظة، إضافة لما تحويه من ميليشيات إيرانية ومن حزب الله  الارهابي باتت جميعاً محاصرة داخل بقعة جغرافية واسعة في الشمال الشرقي لمدينة إدلب.

وبعد تحرير الثوار لكامل محافظة إدلب شهد محيط بلدتي كفريا والفوعة معارك عنيفة تمكن خلالها الثوار من السيطرة على مساحات واسعة من الحقول الزراعية المحيطة بالبلدتين من جهة مدينتي بنش وتفتناز، قابله تصعيد عنيف من القصف والمعارك على مشارف مدينة الزبداني بريف محافظة دمشق الغربي، لتنتهي المعارك ويوقف القتال بما عرف باتفاق المدن الأربعة " كفريا والفوعة - الزبداني ومضايا"، حيث أن اللاعب الأكبر آنذاك في المنطقة كان إيران وميليشيات حزب الله التي أدركت أن نهاية شبيحة كفريا والفوعة باتت على المحك، فما كان منها إلا الضغط من جهة الزبداني لوقف الهجوم.

طوال اكثر من عام ونصف التزم الثوار بما نص عليه اتفاق المدن الأربعة، حرصاً على سلامة ألاف المحاصرين في منطقة الزبداني ومضايا، حيث سُمح بدخول المساعدات الإنسانية لكفريا والفوعة مقابل إدخالها للزبداني ومضايا، وعلى الرغم من نقض روسيا وقوات الأسد الاتفاق واستهداف المدن والبلدات المحيطة بكفريا والفوعة، قابله رد صاروخي من الثوار على البلدتين، إلا أن الثوار حافظوا على الاتفاق بعد المناشدات المتكررة من قبل المعنيين في بلدتي مضايا والزبداني.

بالتأكيد لم يكن هناك تكافؤ في الاتفاق، حيث أن بلدات الزبداني ومضايا شهدتها حملة تجويع كبيرة وحصار مازال مستمراً، اقتصر دخول بعض أنواع من الأطعمة عبر قوافل المساعدات، وسط تعنت لقوات الأسد وحزب الله بشكل كبير وإصرارها على مواصلة الحصار، في الوقت الذي كانت فيه بلدتي كفريا والفوعة تتلقيان بشكل يومي المساعدات والذخائر عبر الجو من الطيران المروحي وطائرات اليوشن الكبيرة، حيث شهدت بلدة مضايا وفاة أكثر من 200 حالة بسبب الحصار و 78 منها في الزبداني جراء الاستهداف من قبل قناصة الأسد، بينما بلدتي كفريا والفوعة لم تشهد أي حالة وفاة بسبب الجوع والحصار.

واليوم ولإدراك الطرف الإيراني أن اتفاق المدن الأربعة لن يطول، وأن مصير مواليها في كفريا والفوعة لن يكون كما تريد مع تعالي الصيحات لاقتحام البلدتين والضغط بشكل أكبر على الميليشيات المحاصرة فيها، عملت على تعطيل اتفاق إجلاء المحاصرين من مدينة حلب، واشترطت على روسيا دخولها كطرف، وما تريده هو عملية إجلاء مماثلة من البلدتين، ربما لا تكون إجلاء كاملاً، ولكنها تسعى للتخفيف من العبء المترتب على ميليشياتها في الداخل لاسما إخراج النساء والأطفال والشيوخ، حيث لم يتوضح حتى الساعة ماهو فحوى الطلب الإيراني.

ولعل إدراك الثوار أن كفريا والفوعة باتت الحجة الأساسية التي يتم من خلالها التجييش المذهبي للميليشيات الشيعية لضرب إدلب وإضعافها من خلال هجوم متوقع من جهة ريف حلب الجنوبي، وليقينهم أن المحاصرين من الميليشيات الشيعية المتنوعة في البلدتين سيشاركون بشكل فاعل في الطعن من الخاصرة، حيث ان الإمداد العسكري لم ينقطع عنهم طوال أكثر من عام، وعمليوا خلالها على تجنيد آلاف الشباب وتدريبهم، بات قبول الثوار إجلاء كفريا والفوعة أمراً واجباً وعليهم العمل عليه بشكل أكبر، للخلاص من هذا الخنجر المسموم في خاصرة الثوار، وقد تسببوا بعشرات المجازر بحق المدنيين العزل في المدن المحيطة بهاتين البلدتين.

فالقرار اليوم بات بيد الثوار، وعليهم استغلال الاتفاق لتفريغ كامل لا جزئي للبلدتين، ولو كان بالمقابل تفريغ مضايا والزبداني، لان استمرار الحصار لبلدتي مضايا والزبداني، من شانه ان يلزم الثوار باتفاقيات جديدة قد تثقل كاهل الثوار وتجبرهم على القبول، وبالتالي استمرار أوراق الضغط الرابحة بيد إيران وروسيا ونظام الأسد.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ