كلمة "الظواهري" لـ هيئة تحرير الشام ... توقيتها .. وأبعادها.. ومآلاتها ... فهل تصل للمواجهة ..!؟
كلمة "الظواهري" لـ هيئة تحرير الشام ... توقيتها .. وأبعادها.. ومآلاتها ... فهل تصل للمواجهة ..!؟
● أخبار سورية ٣٠ نوفمبر ٢٠١٧

كلمة "الظواهري" لـ هيئة تحرير الشام ... توقيتها .. وأبعادها.. ومآلاتها ... فهل تصل للمواجهة ..!؟

جاءت كلمة "أيمن الظواهري" أمير تنظيم القاعدة في وقت حساس في مسيرة هيئة تحرير الشام التي تعمل على تسويق نفسها كفصيل مقبول دولياً، وسط سعي حثيث للتنسيق مع تركيا ودول أخرى بحسب البعض، سبق الكلمة قيام قيادة الهيئة باعتقال كبار المشرعين لفكر القاعدة أبرزهم "أبو جليبيب وسامي العريدي"، القضية التي خلقت موجة ردود فعل كبيرة حيال عملية الاعتقال، فتحت تساؤلات كبيرة عن هدف الظواهري من كلمته المستعجلة في هذا التوقيت، وأهدافها ومآلاتها.

الشيخ "عباس شريفة" الباحث في الفكر الإسلامي وشؤون الجماعات الإسلامية قال في حديث لشبكة "شام" الإخبارية إن توقيت كلمة الظواهري يأتي في وقت انشقاق واضح كان غير معلن بين "أبو محمد الجولاني" و "الظواهري" بعد ادعاء "الجولاني" أنه فك البيعة وأنها كانت بقرار من الظواهري، والأن الظواهري يعلن أنها كانت نكث للبيعة ولم يكن على دراية، وهذا يعمق الفجوة بعد وصول الشقاق للجنود والقواعد بين الطرفين، مؤكداً أن الظواهري لم يتكلم للتنويه إلى أن الجولاني نكث العهد ونقض البيعة، بل هو يريد إعادة بناء فرع القاعدة في سوريا، وأنه يقرأ كلمة الظواهري بأنها بداية التأسيس الثاني لفرع تنظيم القاعدة في سوريا.

وأضاف "شريفة" أن الظواهري وجه رسالة للمؤيدين والمتعاطفين والمؤتمرين بأمره أنه لم يحصل أي اتفاق مع الجولاني في أمر فك البيعة، وأن الكلمة تحمل تهديد للجولاني بأنه يمكن أن يقلب عليه الطاولة ويحرض الجنود ضده، كما أنها رسالة تحالف مع جماعة العريدي وأبو جليبيب أنه يساندهم ولم ينساهم ويتابع أمرهم ويضغط لأجل إخراجهم من معتقلات الجولاني.

وأكد "شريفة" لـ"شام" أن هيئة تحرير الشام أرادت أن تخرج من ثوب القاعدة ولكن ما استطاعت ولن تستطيع، واليوم الجنود أمام مرحلة مفصلية، ومقبلة على انشقاق آخر بعد انشقاق جماعة العريدي وأبو جليبيب وكمية تعاطف جنود هيئة تحرير الشام وحتى جيش النصرة مع العريدي وأبو جليبيب يدل على عمق الفجوة، وأن الهيئة في حالة تشظي و مقبلة على اقتتال بيني أيضاَ.

وبين شريفة أن "أبو محمد الجولاني" يخطو خطوات حثيثة وسريعة للتخلص من ثوب القاعدة ويقوم بمنعطفات حادة للتحول المدني والقبول بالجيش الحر والحكومة والإدارة المدنية، متابعاً "لكن لا أدري إن كان الزمان سيسعف "الجولاني" لإنجاز كل هذه الأمور قبل أن يفوته القطار وإلا سيقطه الوقت".

ورأى الكاتب "أحمد أبازيد" في حديث لشبكة "شام" أن الظواهري قال إن الجولاني نكث البيعة وأنه ليس من حقه الانفصال عن تنظيم القاعدة، كما أنه اعتقل القيادات الأردنية التي كانت بصدد إعلان عودة القاعدة إلى سوريا، وبالتالي هناك حرب حقيقية بين الظواهري والجولاني الذي يريد إنهاء وجود القاعدة في سوريا والذي كان بالأساس آخر وجود قوي للقاعدة في سوريا، ومقصد الظواهري تحريض الجهاديين المرتبطين بالقاعدة على القتال ضد "النصرة" والعودة للارتباط بالقاعدة.

الباحث الإسلامي الشيخ "حسن الدغيم" نوه في تصريح لشبكة "شام" أن توقيت كلمة الظواهري جاءت بعد يوم من اعتقال زوجة أبو جليبيب وأولاده لاستغلال قضية اعتقال النساء والأطفال في التجييش علماً أنهم اعتقلوا قبل الكلمة بيوم واحد، وهذا يدل على أن الموضوع هام وساخن، تتبع هذه التنظيمات مثل هذه الأحداث للتجييش العاطفي عن اعتقال النساء والمهاجرات، وهذا سبب مباشر.

أما السبب العميق في كلمة الظواهري بحسب "الدغيم" هو إيصال رسائل عدة للجولاني وللطرف المقابل ممثلاً بمناصري القاعدة، مبيناً أنه منذ بداية تشكيل جبهة فتح الشام انشقت جماعة العريدي وأبو جليبيب عن جبهة النصرة، وهم يجلسون في مقرات خاصة منعزلين عن الجبهة عسكريا ومالياً بشكل كامل، وسط ترصد وحذر بين الطرفين.

وأكد "الدغيم" لـ"شام" أن الظواهري دقق في كلمته على قضية البيعة ونكث العهد مشبهاً الجولاني بإبراهيم البدري "أبو بكر البغدادي" الذي نكث البيعة أيضاً كالجولاني، وبالتالي لا يقر الجولاني على فك ارتباطه بالقاعدة ودعا لعودة الجولاني لتنظيم القاعدة، كما أنه وجه رسالة تأييد كبيرة لأبو جليبيب والعريدي المعتقلين لدى تحرير الشام وأتباعهم.

وعن توقيت الكلمة وأثرها قال "الدغيم" إن الكلمة مؤثرة جداً في قواعد أبو محمد الجولاني، لاسيما جيش النصرة الذي أصدر بيان رسمي عبر فيها عن رفضه اعتقال الشرعين، متوقعاً انحياز عدد كبير من هيئة تحرير الشام لصف القاعدة.

كما توقع "الدغيم" أن يحصل صدام بين هيئة تحرير الشام وتنظيم القاعدة، غير مستبعد أن يلجأ مناصري تنظيم القاعدة للتواصل مع تنظيم الدولة وبناء تحالفات مشتركة للسيطرة على منطقة واسعة بريف حماة الشمالي والشرقي، وقد تحسم المعركة لتنظيم القاعدة في حال حصل الصدام هناك.

أشار الدغيم في ختام حديثه لـ"شام" أن هيئة تحرير الشام تقاتل اليوم قوات النظام وتنظيم الدولة على جبهات ريف حماة الشرقي، في وقت تسببت الهيئة بإنهاء 15 فصيل وطرد آلاف المقاتلين الذين أجبروا للخروج من المنطقة، وبالتالي ارتكبت جرائم كبيرة بحق الثورة السورية والشعب السوري، لذلك نراها اليوم تستغيث فصائل.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ