لاجئون سوريون يردون بطريقتهم جميل مدينة ألمانية استقبلتهم
لاجئون سوريون يردون بطريقتهم جميل مدينة ألمانية استقبلتهم
● أخبار سورية ٣٠ أبريل ٢٠١٥

لاجئون سوريون يردون بطريقتهم جميل مدينة ألمانية استقبلتهم

قام لاجئون سوريون في مدينة سالفيلد الألمانية بمبادرة اجتماعية عبر مشاركتهم في حملة تنظيف لشوارع المدينة، في محاولة منهم للتعبير لسكانها عن عرفانهم بالجميل، ورغبتهم في الاندماج.

وقال زياد طرفة الذي يشارك بالحملة :"في الحقيقية سعدت كثيرا، وشعرت أنني أنظف بلدي، أعطتني التجربة على بساطتها معناويات كبيرة". زميله عمار قديه يقول"إن هدفنا من المشاركة، كان المحافظة على الوجه الحضاري لهذه المدينة التي نعيش فيها وكذلك كنوع من رد الجميل للناس الذين يدعمون وجودنا ويساندونه".

مشاركة عدد من طالبي اللجوء السوريين في مبادرة تنظيف الشوارع الذي نظم مؤخرا في المدينة تعد محاولة منهم للخروج من رتابة الانتظار في مركز استقبال اللاجئين والتواصل مع سكان المدينة، سعيا إلى الإندماج وإلى لفت الانتباه إلى أنهم موجودون هنا في المدينة.

وقالت تقرير وكالة الأنباء الألمانية : بالنسبة للشبان السوريين فان مبادرتهم لا تتوقف على إبراز حضورهم الإيجابي في المدينة وحسب، بل تتعداه إلى السعي إلى "التعرف على عادات الألمان وثقافتهم، كثقافة العمل التطوعي". بيد أن التجربة فتحت أعينهم على أمور أخرى، فرأفت يقول "بعد أن انتهينا من التنظيف، ُدعينا لتناول الطعام سوية، وعندما علم الشباب الألمان، أننا لا نأكل لحم الخنزير ولا نشرب البيرة، بادروا بسرعة لجلب الدجاج المشوي والكوكا بدلا عنها" . وأضاف "بداية لم نكن نعرف أن التقليد هنا هو أن يأكل الجميع بعد إنتهاء يوم العمل. ثم أن يتصرفوا بسرعة فائقة ويقوموا باحضار مشروبات وصحون طعام بديلة، أشعرنا ذلك بأنهم يحترمون عقيدتنا وليس كما يشاع ونسمع طوال الوقت عنهم". ويتدخل شاب آخر مقاطعا كلام رأفت ليقول "غايتي الأساسية كانت هي أن أقول أعطونا فرصة لأن نكون معكم وسترون كيف سنتصرف، نحن نريد فقط فرصة".

ونقلت الوكالة آراء بعض الشبان والفتيات الألمان الذين كانت آراؤهم وانطباعاتهم متفاوتة إزاء مبادرة مشاركة طالبي اللجوء السوريين في تنظيف شوارع المدينة. منهم من عبر عن اندهاشه بوجود اللاجئين كمشاركين ومنهم من عبر عن ترحيبه بهذه المشاركة واعتبرها"مفاجأة"، ومنهم من وجه إنتقادات خاصة بعدم تمكن اللاجئين حتى الآن من الحديث باللغة الألمانية الأمر الذي يعيق التواصل.

 أرنولد رجل مسن يقول "كنا نسمع طوال الوقت عن وجود لاجئين في المدينة في مبنى خاص، ولكننا لم نقم بزيارتهم أو محاولة التعرف عليهم ولكن عندما وجدناهم بيننا سعدنا وأصبح لدينا أيضا دافع لزيارتهم أو تقديم أي مساعدة ممكنة".

وبجانب أرنولد، تتحدث سيدة مبتسمة، قائلة إنها لم ترهم شخصيا لأنهم كانوا في مكان بعيد نسبيا عن المكان الذي نظفت فيه، ولكنهم أصبحوا حديث الكثيرين حتى طغى حضورهم على حدث التنظيف.

أهمية هذه الخطوة وتأثيرها في عملية الإندماج، تبقى رمزية بحسب الكثيرين، منهم كريستينا ليدا)، وهي أيضا عضو في برلمان ميدنة سالفيلد ورودل شتات، وعضوة سابقة في بوندستاغ ببرلين.

وقالت  كريستينا ليدا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي(المشارك في ائتلاف الحاكم في برلين) أن "يكون اللاجئون السوريون فعَالون ونشطون في المدينة وبشكل طوعي، أمر مهم جداً لكي يرى الألمان أن السوريين بامكانهم تقديم شيء لعملية الإندماج، ولكن يبقى الأمر رمزيا، إذا لم تتغير القوانين الألمانية، بشكل يسرع عملية حصول اللاجئ السوري على العمل".

ومن جهتها تقول كارلا مانيل وهي مديرة الملجأ الذي يعيش فيه هؤلاء اللاجئين السوريين، "رافقتهم في يوم التنظيف وقد فوجئ سكان سالفيد بالاستعداد الكبير الذي أبداه اللاجئون السوريين للمشاركة، فهذا لم يكن متوقعا لدى السكان". وتضيف كارلا، وهي من منسقي المبادرة، أن الشبان السوريين كانوا يعملون بشكل متساوٍ ولا يلاحظ المرء أي فوارق فيما بينهم، فمنهم الطبيب والمهندس والميكانيكي، كلهم كانوا يحملون فراشي التنظيف ويعملون ويساعدون وسط أجواء ايجابية ومرحة. ولاحظت كارلا انه رغم أن أكثر طالبي اللجوء في المركز هم قادمون من مدن كبيرة، مثل حلب أو دمشق "فهم يجدون مدينتنا الصغيرة أيضا جميلة وهذا يعني لنا".

وقالت الوكالة أن السوريون يتصدرون أعداد اللاجئين الذين تستقبلهم مدينة سالفيد خلال الأعوام الأخيرة، اذ تستقبل المدينة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 28 ألف نسمة، سنويا مئات اللاجئين، في الولاية التي يتوقع ان يصل عدد مجموع اللاجئين الوافدين إليها (من مختلف الجنسيات) تسعة آلاف شخص. 

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ