لتعويم "قسد" بدعم "سعودي أمريكي" إعلان تشكيل تكتل "التيار العربي المستقل" شرقي الفرات
لتعويم "قسد" بدعم "سعودي أمريكي" إعلان تشكيل تكتل "التيار العربي المستقل" شرقي الفرات
● أخبار سورية ٢٢ أبريل ٢٠١٩

لتعويم "قسد" بدعم "سعودي أمريكي" إعلان تشكيل تكتل "التيار العربي المستقل" شرقي الفرات

أعلن قبيل أيام ودون سابق إنذار، تشكيل تكتل سياسي جديد لدير الزور، أطلق على نفسه “التيار العربي المستقل”، وكان أول من روج له “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي عرض في الـ17 من الشهر الجاري تقريراً مفصلاً عن التيار وأهدافه وشخصياته السياسية، وفق ماقالت شبكة "فرات بوست".

ولفتت الشبكة إلى أن الكيان الجديد، لم يفاجئ كثير من السوريين حول توقيته ومن يدعمه، بقدر المفاجئة حول الأسماء التي طرحت به، خاصة رئيسه محمد خالد الشاكر، المتحدث السابق باسم قوات “النخبة” التي يترأسها أحمد الجربا المدعوم سعودياً، ناهيك عن أركانه الأخرى التي ضمت شخصيات بعثية وإعلامية مقربة من النظام في فترة ما قبل الثورة.

ومن التساؤلات المطروحة، أسباب ترويج “المرصد السوري” لهذا التكتل؟ مع الإشارة إلى أنه (المرصد) كان من المروجين لأفكار ورؤى رئيس التيار محمد خالد الشاكر حول القضية الدستورية في سوريا، عبر نشره ابحاث للأخير في هذا المجال في وقت سابق.

وقالت "فرات بوست" إن التيار الجديد يؤكد أن الجانب الإنساني هو مدخله للمشاركة في تحديد مستقبل المنطقة حسب ما تشير إليه رؤيته السياسية وتصريحات رئيسه الشاكر، الذي ما زال هو المتحدث الوحيد باسم التيار في جميع التقارير الإعلامية التي سلطت الضوء على هذا الكيان، رغم أن المعلومات التي كشفها المرصد في البداية تشير الى وجود ناطق إعلامي باسم التيار، وهو الدكتور ممتاز الشيخ المدير العام الأسبق للهيئة العامة والإذاعة والتلفزيون في سوريا، لكنه مع ذلك لم يظهر حتى الآن بأي تصريح، ليكون الشاكر هو متصدر الواجهة الإعلامية للتيار، والمتحدث الوحيد باسمه".

معلومات حصلت عليها “فرات بوست” من مصادر متطابقة، ُتفيد بأن هذا الكيان بدأ العمل به قبل أشهر قليلة فقط، لكنه يحمل أجندات وأهداف عدة، بعضها معلن والآخر وهو الأهم، غير معلن.

وبحسب المعلومات، فإن التكتل يقف التحالف خلف دعمه سياسياً، لكن التمويل سعودي، ولذلك جاء الإصرار على أن يكون الشاكر (المقرب من السعودية) هو رئيسه وواجهته، رغم وجود شخصيات أقدر منه داخل التكتل وتحمل كفاءات إدارية وسياسية كبيرة، ومنهم من كانت مناصبه ما قبل الثورة تفوق بكثير ما شغله الشاكر، الذي قضى أغلب حياته ما بعد عام 2011 في مصر، وحاول في أغلب كتاباته في الوسائل الإعلامية العربية خلال السنوات الماضية، دعم الموقف السعودية من الأحداث، ومهاجمة تركيا وقطر.

وبحسب المعلومات فإن هناك اعتراضات حصلت في البداية على شغل الشاكر لمنصب رئيس التيار، لكن جوبهت برفض كبير من ممول هذا الكيان، السعودية.

ورأت المصادر بأن من أهم أهداف التيار، تعويم “قسد” ومنح سيطرته الحالية على المنطقة الشرقية “الشرعية”، عبر الإيهام بأن الأخيرة سمحت بوجود تيارات وكيانات عربية سياسية تشاركها العمل داخل المناطق العربية التي تسيطر عليها، وبالتالي، قطع الطريق على تركيا المعادية للمكون الكردي الذي يقود “قسد”، والتي تطالب بتسليم هذه المناطق لسكانها العرب.

وأكد مصدر لـ”فرات بوست”، وجود علاقة قوية بين الشاكر والقيادة السياسية لـ”قسد”، خاصة رياض درار، مشيراً إلى أن الشاكر كان من المشاركين في مؤتمر الحوار السوري – السوري الذي أقامته “قسد” في عين العرب (كوباني) في نهاية مارس/ آذار الماضي، وقضى عدة أيام داخل مناطق سيطرة “قسد” في سوريا، قبل عودته لمصر بداية الشهر الجاري.

تفيد المعلومات أيضاً بأن اتصالات أجراها التيار الجديد خلال الأيام الماضية مع عدد من الجمعيات الإغاثية السورية العاملة في تركيا، والتي لديها بعض الأنشطة في الجانب السوري، بهدف الطلب من هذه الجمعيات العمل داخل المناطق الشرقية من سوريا على أن يكون بإشراف “قسد”.

وكانت وسائل إعلامية عربية قد تطرقت إلى تشكيل “التيار العربي المستقل”، وعرض موقع “العربي الجديد” أمس السبت، مخاوف مراقبين من خلفيات هذا التشكيل، ومن بينها ما قاله المحلل السياسي، شادي العبدالله.

وقال العبدالله في هذا السياق، إنه “وبغضّ النظر عن النيّات الحسنة للكثير من المنخرطين في هذا المشروع، لكن ربما يخدم في النتيجة جهوداً أمريكية وعربية لإنشاء هياكل سياسية وعسكرية في منطقة شرق الفرات تكون مناوئة لتركيا، ويكون العرب في واجهتها لا الأكراد”.

ولفت العبدالله، إلى أن “قسد” ما كان ليسمح بولادة إطار أو تيار سياسي عربي في المناطق التي يسيطر عليها، من دون أن يكون هدفه توظيف هذا التيار لإضفاء مشروعية على إدارته للمنطقة، عن طريق طرح شراكات مستقبلية بين الطرفين فيها، بحيث تظلّ قسد هي المهيمنة، كونها المسيطرة عسكرياً، وتتمتع بالدعم الأمريكي العسكري والسياسي والمالي، فضلاً عن دعم خفي من بعض الأطراف العربية التي تسعى إلى “مناكفة” تركيا.

وأوضح العبدالله، أنّ منطقة شرق الفرات قد تكون مقبلة على أشكال جديدة من الصراع تتداخل فيها أطراف عدة؛ محلية تتمثّل في العنصرين العربي والكردي، فضلاً عن النظام السوري، وخارجية تقوم بدعم أحد الأطراف المحلية، مثل الولايات المتحدة وإيران وروسيا وبعض الدول العربية، مشيراً إلى أنّ رئيس التيار محمد خالد الشاكر، هو المتحدث الرسمي باسم “قوات النخبة” السورية التابعة لأحمد الجربا، والمدعومة من السعودية والإمارات.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ