ماذا لو أرادت روسيا تأمين الطريق بين حلب ودمشق !!
ماذا لو أرادت روسيا تأمين الطريق بين حلب ودمشق !!
● أخبار سورية ٢٨ ديسمبر ٢٠١٦

ماذا لو أرادت روسيا تأمين الطريق بين حلب ودمشق !!


شكل تعقيد المرحلة الراهنة من عمر الثورة السورية مع احتلال روسيا والميليشيات الشيعية لمدينة حلب، وسط بدء الحديث عن سعي روسيا لفرض حل سياسي في سوريا والتمهيد لوقف إطلاق للنار في كامل المحافظات السورية، وسط استمرار عمليات التضييق على المناطق الثائرة في ريف دمشق والسعي لإخلاء جميع هذه المناطق، لتتم لروسيا السيطرة الكاملة على أكبر قاعدتين شعبيتين وذات ثقل كبير وهما "دمشق و حلب"، الأمر الذي يتطلب برؤية البعض أن تحافظ روسيا على هاتين المدينتين بأي شكل من الأشكال مع تأمين خطوط الإمداد الكاملة بينهما.

الانتقال للعسكرة بعد فشل السايسة

وحسب التسريبات الروسية عن الخطة المسمات بـ “المدن الحضرية“ أو اختصار “M5” فإن فشل الحل السياسي المطروح حاليا، سيدفع روسيا للتصعيد العسكري في سوريا، والسعي لتـأمين المناطق الرئيسية ابتداء من دمشق مروراً بحمص وحماه و بالطبع الساحل، و أخيراً حلب، وهذا ما يدفع روسيا لخوض معارك عنيفة على الأرض لتوسيع دائرة وضمان خطوط الإمداد.

تأمين خط الامداد

ومن خلال البحث في السيناريوهات المطروحة ضمن الخطة المشار إليها فإن روسيا ستسعى لتأمين خط الإمداد الرئيسي بين حلب ودمشق المتثل بالاتستراد الدولي الذي يمر عبر محافظات حمص وحماة وإدلب وصولاً لحلب، وهذا ما يعني الدخول في معركة طويلة الأمد للسيطرة على كامل هذا الطريق، وإلا فإن قواتها ومناطق نفوذها في حلب ستتعرض لتهديدات مستمرة من الثوار وهذا مالا تريد أن تصل إليه روسيا ضمن خطتها المرسومة، لأنها غير قادرة على الاستمرار في حرب استنزاف طويلة على الأراضي السورية والاستمرار في دفع التكاليف الباهظة.

خيار الهجوم من ريف حماه

وفي استعادة بسيطة لتاريخ المعارك التي شهدها الاتستراد الدولي، والخطوات التي يترتب على روسيا أن تتبعها للسيطرة عليها، فإن ريف حماة سيكون منطلقاً لهذه العمليات بالتوازي مع انطلاقة للميليشيات الشيعية من ريف حلب الجنوبي، حيث يترتب على روسيا السيطرة على مدينة مورك والتقدم شمالاً باتجاه مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، ثم الخوض في مغامرة كبيرة للتقدم عبر "طريق الموت" على طول خط الاتستراد من خان شيخون حتى مدينة معرة النعمان، ومن ثم التقدم باتجاه مدينة سراقب، وبالتالي تلتقي القوات المهاجمة مع ريف حلب الجنوبي في منطقة إيكاردا جنوب حلب.

هذه العملية وإن فكرت روسيا في خوض غمارها فانها ستتطلب أعداد كبيرة من القوات البرية، ولربما عمليات قصف وتمهيد طويلة على طول خط سير الاتستراد، وفي حال تمكنت من التقدم فرضياً فإنها تحتاج للتوسع على أطراف الاتستراد من الجهتين لمسافة تضمن أمن هذا الاتستراد، وتضمن عدة تعرضه لهجمات قد تعيد قطعه وبالتالي تهديد خطة روسيا المطروحة ضمن السيناريوهات العسكرية المتعددة.

تاريخ “مؤرق” .. "طريق الموت"

وشهد الاتستراد الدولي من مورك بريف حماة الشمالي، حتى طريق الموت بين خان شيخون ومعرة النعمان، وطريق معرة النعمان سراقب معارك طاحنة في 2012 و 2013 خسرت فيها قوات الأسد المئات من الدبابات والألاف من العناصر، في معارك طويلة خاضها الثوار على عدة جبهات، حتى لقبت مورك بمرتكبة مجازر الدبابات، وعرف طريق خان شيخون - معرة النعمان بطريق الموت، لكثرة ما لاقت فيه قوات الأسد والميليشيات التي ساندتها من مقتلة كبيرة، أيضا طريق خان السبل بين معرة النعمان وسراقب أيضا مازالت قطع الدبابات المتناثرة على أطراف الاتستراد تشهد  للمعارك التي خاضها الثوار في تلك الفترة على الرغم من قلة إمكانياتهم العسكرية آنذاك.

مفاتيح القوة

ويرى مراقبون أن روسيا التي تحدثت ضمن الخطة الروسية  للسيطرة على طريق الأتستراد الدولي الرابط بين دمشق وحلب، تعي جيداً مغبة الدخول في حرب طويلة مع عشرات الفصائل على أرض سبق أن شهدت مثيلاً لهذه المعارك واكتسب فيها الثوار تكتيكات كبيرة لطرق التعامل مع الدبابات عبر خطوط الاتستراد المكشوفة، حيث يملك الثوار مجالاً واسعاً للتحرك في المنطقة وعلى طرفي الأتستراد من مورك جنوباً حتى إيكارداً شمالاً.

أيضاَ إن خوض غمار معركة الاتستراد وسط وجود مدن رئيسية يمر بها الأتستراد كمورك وخان شيخون ومعرة النعمان وسراقب، سيكلف روسيا الكثير للسيطرة على هذه المدن لتأمين طريق عبورها، وبالتالي فإن المعركة لن تحسم بأشهر وربما تحتاج لأكثر من عام، وهذا مالاتريده روسيا في الغرق أكثر في الملف السوري وتحمل التكاليف الباهظة، ولإدراكها التام بعدم ضمان نتائج هذه المعركة.

خيار “خناصر”

أما عن البديل المطروح عن الخطة الروسية وهي باكتفاء روسيا بتأمين خط امداد من دمشق إلى حلب، بتكاليف وخسائر أقل، يتمثل في التوسع في طريق خناصر - إثريا، وضمان أمن هذا الطريق من خلال السيطرة على كيلوا مترات إضافة على أطراف هذه الأتستراد وبناء قواعد مركز رئيسية للقوات الروسية تضمن حماية هذا الطريق، وبالتالي العدول عن الخطة " أم 5" التي لاتعرف عواقبها  ولاتضمن نتائجها.


هذه السيناريوهات المحتملة في حال فشل الاتفاق الروسي التركي مع فصائل الثوار في إيجاد أرضية صلبة للتمهيد للحل السياسي والانتقال السلمي في سوريا، لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى مكونات الثورة العسكرية، وعدم التساهل في أخذ الحيطة والحذر لأي سيناريوا محتل التنفيذ ربما تكون جميعها في خط وتوقيت واحد، قد يشتت قوة الثوار في حال لم يحضروا لهذه السيناريوهات على طول خطوط الجبهات من ريف حماة حتى ريف حلب وريف اللاذقية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ