ماهو هدف نظام الأسد من إستهداف المدنيين في حمص و ريفها
ماهو هدف نظام الأسد من إستهداف المدنيين في حمص و ريفها
● أخبار سورية ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤

ماهو هدف نظام الأسد من إستهداف المدنيين في حمص و ريفها

صعدت قوات النظام عملياتها العسكرية على حي الوعر المحاصر بحمص، وريفها الشمالي خلال الايام القليلة الفائتة، فقصفت الحي ومدينة تلبيسة بالبراميل المتفجرة والصواريخ، والإسطوانات المتفجرة، ما أوقع عشرات الشهداء نصفهم أطفال، ومئات الجرحى، ويؤكد ناشطون أن التصعيد الاخير يأتي في إطار الضغط على الثوار للقبول بتسويات كما حصل في حمص القديمة.

حيث أن التصعيد هو إستمرار للحملة العسكرية على حمص الثورة، والضغط على المدنيين بالقصف العنيف لإجبار أبنائهم المقاتلين على القبول بشروط النظام والإنسحاب من هذه المناطق دون أن يقدم النظام الكثير من الخسائر.

فالتصعيد الجديد المستمر منذ 3 أسابيع، هو محاولة جديدة من النظام لتفعيل إستراتيجية التسويات بشروطه، ومن المسلم به أن الوضع على الأرض ينعكس على المفاوضات"، مشيرة إلى أن النظام يرى أن تسوية الوعر، ثم تسوية الريف الشمالي كما يخطط لها أمر محتوم لفتح الطريق العام إلى حماة وإدلب، حيث يخوض معارك سيكون لها الدور الحاسم في وجوده في المنطقة الشمالية.

وحسب نشطاء فإن التسوية فشلت في الوعر، ومن ثمَّ فشل النظام في تهيئة الثوار نفسيا في الريف الشمالي للقبول في الخوض في مفاوضات لذات الغرض، كما استغل النظام الإنشغال الإعلام العالمي والعربي بقضايا أخرى من أهمها حصار تنظيم (الدولة) لمدينة عين العرب وما رافقها من تركيز إعلامي كبير أشغل العالم، ما أفسح المجال للنظام على شن غارات مكثفة على الوعر، وعمقه الإستراتيجي في الريف الشمالي، دون الخوف من أي ردود فعل دولية قد تثيرها المجازر التي لا مفر من حدوثها بسبب الاكتظاظ السكاني الكبير هناك، وخاصة أن الطيران الدولي يغير على المناطق السورية منذ شهرين تقريبا.

ويرى نشطاء بأن طبيعة الفصائل الموجودة في حي الوعر خاصة (الجبهة الإسلامية)، و(جبهة النصرة)، التي لن تقبل بتسوية تفسح للنظام تحقيق تقدم، أو مكاسب حقيقية، عدا السلم مقابل السلم، والغذاء مقابل الغذاء، لافتين أن هذه الفصائل تتمتع بتنظيم كبير يتيح لها توحيد موقفها في جميع أنحاء سورية، في وقت يظن النظام أن يتفاوض مع كتائب منفصلة عن قياداتها في حلب، وإدلب، والريف الحمصي.

وكان النظام يأمل أن ينتقل بسياسة المفاوضات إلى مناطق أخرى، مثل الدار الكبيرة وتير معلة المجاورة لها، ثم كل الريف الشمالي، لكنه إصطدم بصلابة موقف الثوار في ريف حمص الشمالي، وخاصة الثوار في مدينتي تلبيسة، والرستن الذين باتوا يستهدفون مواقع النظام في مدينة حمص ردا على أي قص يتعرض له الوعر، بينما كان يعول على خلافات قد تنشب بين الثوار وتنظيم (الدولة) الذي كان على مشارف المنطقة، لكنه فقد الأمل بعد توجه التنظيم إلى ريف حلب والحسكة، ودير الزور للدفاع عن مواقعه هناك.

وحصل أن حاول الثوار في الريف الشمالي اختراق حصار النظام للوعر انطلاقا من الدار الكبيرة، ما جعل النظام يستشعر قوة الثوار في الريف الشمالي، وارتباطهم بثوار الوعر، ما يعني ان تكون معركة الوعر هي معركة تلبيسة والرستن، فثوارها لن يخضعوا لشروط النظام في فتح الطريق، ولن يتركوا أحياء حمص الموالية هادئة في حال استمر القصف على حي الوعر المحاصر.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ