مجتمع دولي متخاذل في نصرة الشعب السوري .. منع للسلاح النوعي وتصريحات مسكنة دون حراك
مجتمع دولي متخاذل في نصرة الشعب السوري .. منع للسلاح النوعي وتصريحات مسكنة دون حراك
● أخبار سورية ٤ فبراير ٢٠٢٠

مجتمع دولي متخاذل في نصرة الشعب السوري .. منع للسلاح النوعي وتصريحات مسكنة دون حراك

ساهمت دول العالم المدعية حرية وحقوق الإنسان والديمقراطيات الزائفة خلال سنوات عديدة مضت في إطالة أمد النزيف السوري لشعب خرج عن صمته ونفض عنه الاستبداد وطالب بجزء من الحرية التي تتفاخر بها تلك الدول، التي لم تسانده بل منعت عنه وسائل الوصول لمبتغاه.

ومنذ بدء الحراك الشعبي ضد الأسد في سوريا، أبدت الكثير من دول العالم تضامنها مع الشعب السوري الذي واجه القمع والاعتقال والتضييق والتسلط الأمني، وبدأت تلك الدول بقطع علاقاتها مع النظام، وأطلقت تصريحات ضد الأسد وإجرامه واعتبرت أنه فاقد للشرعية التي تؤهله لحكم بلد ثار ضده.

ومع انتقال الحراك الشعبي لمواجهة النظام وبدء الانشقاقات في صفوف جيش النظام الذي استخدمه لقمع الحراك الشعبي السلمي، وبداية الحرب المسلحة، مع ظهور الجيش الحر وانتقال الثوار للدفاع عن أنفسهم وحراكهم الشعبي، أيدت الكثير من الدول هذا التحرك وأعلنت دعمها للجيش الحر.

ومع تزايد وتيرة الانشقاق وتصاعد المعارك بين الجيش الحر والنظام، وتمكن الحر من السيطرة على مناطق واسعة من سوريا، كانت كفيلة بالتضييق على النظام، كان لابد من تدخل الكثير من الأطراف الدولية بدعوى دعم الجيش الحر، وبدأت تظهر التدخلات الدولية جلياً سواء عربية أو غربية من خلال تنوع الفصائل وتشتيت قوتها وتفريق كلمتها من خلال الدعم المقدم.

وطيلة السنوات الماضية، والنظام يواصل إجرامه وقتله للمدنيين بجرائم حرب لم يسبق لها مثيل تشاركه روسيا وإيران، من عمليات قتل وتدمير وتهجير واستخدام لشتى أنواع الأسلحة والميليشيات، والدول التي تدعي صداقتها للشعب السوري الثائر تمنع عنه وسائل الدفاع إلا من بعض الأسلحة البسيطة.

وفي الوقت الذي تواصل فيه روسيا عدوانها على الشعب السوري، وارتكاب المزيد من الجرائم على مرأى ومسمع الدول المدعية للديمقراطية والتحضر، ومساندة الثوار بسوريا، إلا أنها تمنع حتى اليوم وصول مضادات الطيران والأسلحة التي يمكن أن تغير معادلة المعركة، علاوة عن الصمت الدولي حيال كل الجرائم في المؤتمرات الدولية التي باتت هي وتصريحات الدول مجرد مسكنات لا فائدة منها.

ورغم كل التشتت والتشرذم الذي أوجدته الدول العربية والغربية بصوف الفصائل الثورية، وتوجيه أهدافها في غير موضعها، ومساهمة أطراف عربية عديدة في الصدام بين الفصائل وقتال بعضها البعض، علاوة عن دعم بعض التنظيمات المتشددة والتي أرهقت ثورة السوريين، وكانت حجة لتدخل الدول على الأرض ليس لمساندة الشعب السوري بل للسيطرة على أرضه وثرواته بدعوى محاربة الإرهاب التي كانت ورقة بيد الأسد أيضاَ لمواصلة سفك دم الشعب وتدمير مدنه، ومع ذلك كله استطاعت الفصائل الصمود حتى اليوم في وجه أعتى الجيوش و الترسانات العسكرية بأسلحة تقليدية ومعارك غير متكافئة.

ومع طول أمد الثورة والتغييرات التي طرأت على الخارطة العسكرية للسيطرة، وتمكن روسيا وإيران عبر جيوش كبيرة وترسانة عسكرية هي الأكبر لقتال فصائل متشعبة و مشتتة وغير موحدة، إلا أن تلك الفصائل حتى اليوم لاتزال تواجه بإمكانياتها القوى العالمية، وتدافع بما يمكنها عن المناطق المحررة.

وفي المقابل، تواصل واشنطن الدولة العظمى في مواجهة روسيا عالمياً، إطلاق التصريحات المسكنة للشعب السوري، من تأييد ورفض لاستخدام السلاح الكيماوي، باتت خطوطها الحمراء موضع سخرية للسوريين، والتي منعت تزويد الجيش الحر ولاتزال بالأسلحة النوعية والقادرة على صد روسيا والنظام وردعه، ومع ذلك تواصل الادعاء بوقوفها إلى جانب الشعب السوري الذي لم تتخذ أي خطوات عملية لتخفيف معاناته ووقف حرب الإبادة بحقه.

وساعد الموقف الأمريكي المتذبذب روسيا وإيران في تمكين نفوذهما في منطقة شرقي المتوسط، وأعطت السياسة الأمريكية المتقلبة الوقت الكافي للنظام وحلفائه لمواصلة حرب الإبادة وتدمير سوريا بمدنها وشعبها، في وقت لاتزال تواصل إطلاق التصريحات الواحد تلو الآخر عن خطوط حمراء في حال استخدام الكيماوي وكأن كل الأسلحة الفتاكة الأخرى مباحة لقتل السوريين.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ