مجزرة " وادي بدمايا " أربع سنوات وصور اشلاء الشهداء مازالت في الذاكرة
مجزرة " وادي بدمايا " أربع سنوات وصور اشلاء الشهداء مازالت في الذاكرة
● أخبار سورية ٢٠ ديسمبر ٢٠١٥

مجزرة " وادي بدمايا " أربع سنوات وصور اشلاء الشهداء مازالت في الذاكرة

في العام الأول للثورة وبعد أن اشتعل جبل الزاوية عن بكرة أبيه ناراً وجحيماً بوجه عصابات الأسد ليغدو المنبع والعمود الفقري للثورة أنذاك وبعد حصار لأشهر  وإغلاق جميع المداخل والمخارج للمنطقة جاءت الأوامر لعصابات الأسد بدخول قرى الجبل مدعومة بعشرات الدبابات والأليات المصفحة لتبدأ مرحلة جديدة من المعارك ضمن بلدات الجبل ضمن الإمكانيات المتواضعة للثوار أنذاك من جهة التسليح والعتاد أمام دبابات الأسد ومجنزراته فتراجع الثوار واستشهد منهم العديد من الأبطال في معارك الرامي وابديتا وإبلين لتصل جحافل قوات الأسد حتى بلدة كفروعيد في أقصى الجنوب الغربي من جبل الزاوية وهنا كان الحدث الأكبر في تاريخ ثورة جبل الزاوية أنذاك.


بعد أن هرب عشرات المدنيين وبعض المنشقين عن نظام الأسد الى كفروعيد لاحقتهم قوات الأسد وحاصرتهم من جهة سهل الغاب فما كان أمامهم خيار إلا التوجه الى منطقة جبلية وعرة وبعيدة عن المناطق المدنية غرب بلدة كفروعيد تسمى " بدمايا " ولكن عملاء النظام والمتعاونين معه وشوّ بهم وقادوا قوات الأسد إليهم لتبدأ دبابات الأسد بالتمهيد المدفعي على بقعة صغيرة تسمى " وادي بدمايا " الذي يطل منحدراً من جبل الزاوية الى سهل الغاب حيث اختبأ العشرات من المدنيين والمنشقين بعد أن تقطعت بهم كل السبل وما إن هدأ القصف حتى بدأت بنادق ورشاشات عناصر الأسد تنهال على الوادي من كل الاتجاهات لأكثر من ساعة بقصف متواصل لتغادر جحافلهم وتعود أدراجها لبلدة كفروعيد وتبدأ الأنباء تصل للمدنيين داخل قرى الجبل أن خطباً ما حدث في منطقة وادي بدمايا ليتوجه الأهالي شباباً ونساءً وشيوخاً للمنطقة ليجدو أمامهم عشرات الجثث التي فتتتها طلقات البارود وشظايا المدفعية قد في منظر رهيب لم يسبق أن شاهدو مثله ونحن في العام الأول للثورة وبدأت الأمهات تقلب الجثث كلن تبحث عن ولدها وبدأ الأهالي ينتشلون الجثث واحدة تلو الأخرى ليصل العدد الى سبعين شهيداً جمعوا في مسجد بلدة كفروعيد الكبير وبدأ الأهالي بالتعرف عليهم ونقلهم لقراهم.


مجزرة وادي بدمايا والتي ارتكبتها عناصر قوات الأسد بدم بارد بحق عشرات المدنيين مازال أهالي جبل الزاوية يذكرونها وكأنها اليوم بعد مضي أربع سنوات على نزيف دماء شبابها في ذلك الوادي والتي جعلت من يوم 20  - 12 - 2011 يوماً تاريخياً في مسيرة النضال ضد قوات الأسد وشعلة أضاءت الدرب أمام ثوار جبل الزاوية ليعيدوا الكرة على قوات الأسد ويثأروا لدماء شهدائهم ويحرروا جبل الزاوية من دنس عصابات الاسد التي خرجت مرغمة تجر أذيال الخيبة ورائها.
زين العمر
https://www.youtube.com/watch?v=Iku4_C6rqhQ

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ