محاولة اغتيال الجاسوس الروسي تفضح ازدواجية الغرب مع السوريين
محاولة اغتيال الجاسوس الروسي تفضح ازدواجية الغرب مع السوريين
● أخبار سورية ٢٧ مارس ٢٠١٨

محاولة اغتيال الجاسوس الروسي تفضح ازدواجية الغرب مع السوريين

هاج الغرب وماج غضباً من محاولة اغتيال الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال في بريطانيا، وأكدوا وجود أدلة قاطعة على ضلوع الحكومة الروسية في هذه المحاولة، مسارعين بمعاقبة "دبلوماسياً" قاسية لموسكو.

فقد نفذت 24 دولة حتى الآن منها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا و14 دولة أوروبية تعهداتها بطرد دبلوماسيين روس، رداً على محاولة تسميم العميل الروسي، وأعلنت واشنطن، اليوم الاثنين، طرد 60 دبلوماسياً روسياً، بينهم 12 يعملون في مركز الأمم المتحدة، كما قررت إغلاق القنصلية الروسية في مدينة سياتل.

من جهتها ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن برلين طردت 4 دبلوماسيين روس، كما حذت حذوها كل من بولندا وفرنسا وهولندا وأوكرانيا وإيطاليا وألبانيا، فيما قال المجلس الأوروبي قال إنه لا يستبعد طرد مزيد من الدبلوماسيين، جاء ذلك بعد أن أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، سابقاً نيتها إقناع الدول الأوروبية بسحب دبلوماسييها من روسيا إلى أوطانهم، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن سترد بالمثل وبقوة.

في المقابل، ورغم الأدلة التي ترفضها موسكو أصلاً، إلا أن أدلة ارتكابها جرائم حرب في سوريا منذ العام 2015 لا تحتاج إلى نقاش خاصة أنها تجري يومياً وعلى الهواء مباشرة، فإن الحديث عن سوريا تؤكده المنظمات الدولية المنضمة لها نفس الدول المعاقبة لروسيا في قضية سكريبال، حيث كشف تقرير مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة للعام 2017، عن أن روسيا والنظام قاما بشن حملة من القصف الجوي لا هوادة فيها على الأجزاء التي كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة في شرقي حلب.

وقالت إنه تم إجبار الأهالي على النزوح من أماكن سكناهم في حلب، وهو ما يعتبر من "جرائم الحرب"، وذلك لأنه تم إخلاؤهم لأسباب استراتيجية وليس من أجل حماية غير المقاتلين أو لضرورة عسكرية.

ووفق تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن موسكو مسؤولة عن مقتل أكثر من 6000 سوري منذ تدخلها إلى جانب النظام السوري عسكرياً لقمع الثورة السورية، كما أكدت منظمة العفو الدولي تدمير القصف الروسي، 27 مدرسة و27 مركزا طبياً، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة، وفي المقابل لم يتخذ الغرب أي إجراء دبلوماسي ضدها أو عقوبات واكتفى بالتنديد الكلامي.

وفي هذا السياق، يقول المعارض السوري حسن الدغيم، إن "الازدواجية الغربية ليست جديدة ونرى ذلك جيداً في العديد من القضايا كالفلسطينية على سبيل المثال".

ويضيف الدغيم في حديث لـ"الخليج أونلاين" أنه "في الحالة السورية الازدواجية أكثر فجاجة نتيجة حجم الجريمة التاريخية بتهجير وقتل شعب كامل، فالمرة الأولى التهجير يتم بمركبات الأمم المتحدة، في حين تفتخر روسيا بتجريب أسلحتها بشعب مظلوم وبريء أمام سمع العالم الصامت، يستخدم النظام الأسلحة الكيماوية بحق المدنيين فيتم تجريم سلاح الجريمة من المجرم وإبقائه يقتل بأسلحة أخرى".

ولفت المعارض السوري إلى أن "مصلحة الغرب في سوريا تقوم على المصلحة أو الخير النسبي، فالعدالة والديموقراطية غير قابلة للتصدير والتداول من العالم الغربي إلى بلادنا".

ويبين أنه "عندما اقتربت قوات النظام من حقل المصالح الأمريكي في دير الزور قامت القوات الأمريكية بسحق الرتل كاملاً، في حين تقوم قوات الأسد بممارسة جرائم حرب بحق المدنيين وسط ردة فعل غربية خجولة لا تكاد تذكر بوقف حلفاء النظام معه".

من جهته علق الإعلامي والمفكر السياسي عزمي بشارة، على الأمر في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" قائلاً: "تتوالى أخبار طرد الدبلوماسيين الروس من دول غربية بسبب جريمة قتل فرد روسي على أرض بريطانية، أما مقتل آلاف السوريين الأبرياء بقصف الطائرات الروسية، فلم يطرد بسببه دبلوماسي روسي واحد من أي دولة. ازدواجية المعايير مصطلح لا يفي بالغرض".

ومنذ بداية الثورة، تلكأ المجتمع الدولي في اتخاذ قرار حاسم بشأن دعم الشعب السوري، ودأب الإعلام الغربي منذ الأشهر الأولى للثورة، وقبل أن يكون السلاح عاملاً فاعلاً في المعادلة الميدانية على الأرض على الدندنة على وتر الحرب الأهلية التي يمكن أن تحصل.

ثم تطور الأمر إلى الحديث في بدايات العمل المسلح عن "الجماعات المتطرفة" التي قد تأتي إلى سوريا لتنفيذ مشروعها، وكان كل الناشطين يدفعون بهذه الشبهة دائما ويؤكدون أن الشعب خرج بكل أطيافه يرفض الظلم.

وهذه ليست المرة الأولى للموقف الغربي الصارم بوجه روسيا في دولة غير سوريا، فخلال مظاهرات أوكرانيا عام 2014 سارع الغرب إلى التدخل على مستوى وزراء الخارجية، لصالح المعارضة الأوكرانية خاصة أن روسيا كانت تدعم الحكومة الموالية لها حينها وبقوة، في خطوة رئآها مراقبون اهتماماً أوروبياً بتأثر كميات الغاز التي تمر إلى أوروبا.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ