محمد حمشو ... فقد صديقيه وقدميه بقصف طيران الأسد وطرفين صناعيين حلمه المنشود
محمد حمشو ... فقد صديقيه وقدميه بقصف طيران الأسد وطرفين صناعيين حلمه المنشود
● أخبار سورية ١٧ يوليو ٢٠١٨

محمد حمشو ... فقد صديقيه وقدميه بقصف طيران الأسد وطرفين صناعيين حلمه المنشود

وجدناه مستلقياً على سريره يتصفح أحد مواقع تعليم اللغة التركية, استقبلنا بابتسامة عريضة وعزيمة لا تعرف اليأس, إنه ابن قرية الموزرة في ريف إدلب الجنوبي محمد الحمشو الشاب العشريني الذي أمضى عامين من حياته يعارك الحياة في رحلة علاج لم تنته فصولها بعد.

أكثر من 13 عملية أُجريت لمحمد بعد أن فقد أعز صديقين لديه وفقد قدميه في قصف جوي لطيران الأسد في سهل الغاب أثناء زيارة أصدقائه هناك.

بعد أن أُصيب محمد بتاريخ 6-10-2016 بالقصف الجوي والذي أدى إلى بتر قدمه اليمنى من فوق مشط القدم وبتر قدمه اليسرى من فوق الركبة تماماً وكسر في يده اليمنى وتقطعات في الأمعاء وسقوط في غشاء الطبل, نُقل على إثرها إلى احدى مشافي مدينة إدلب حيث أخبرنا أبو محمد بأنه "لم تكن العناية بالمستوى المطلوب من قبل الأطباء الذين أخبروني أن نسبة شفاء ابني محمد شبه معدومة وأنه شبه ميت وسيتم تحويله إلى تركيا كتحصيل حاصل"، وفق ما تحدث لشبكة "شام".

نُقل محمد بعد أربعة أيام من إصابته وبعد أن ضمدت جراحه دون أن يتم تغيير الشاش الطبي إلى إحدى مشافي مدينة غازي عينتاب التركية حيث أخبره الأطباء هناك بأن هناك انتان في الجروح ويتوجب عليه إعادة بتر قدميه ليتم بتر القدم اليمنى من فوق الركبة وبتر قدمه اليسرى تحت الحوض بقرابة ال 5 سم.

"أول لحظة فتحت عيوني فيها سألت أبوي وين أنا قلي بالمشفى بغازي عينتاب وقتها كنت مخدر وماني حاسس أن رجلي راحوا, بعدها نقلوني على مشفى بكرخان, هنيك راح التخدير وحسيت لأول مره أنه اجري مبتورات وقتها حسيت بصدمة وصرت استفسر شو صار معي".

بهذه الكلمات يخبرنا محمد عن أول مرة يفتح فيها عينيه بعد أن أمضى قرابة ال 20 يوماً بغيبوبة، أمضى بعدها محمد عامين في رحلة علاج مستمرة أضنت والده الذي لم يدخر جهداً في تأمين مستلزماته وحمله بين ذراعيه ورعايته على أمل أن يجد من ينتشل محمد ويساعده على تحقيق أحلامه.

كل ما يحلم به محمد اليوم أن يمشي على طرفين صناعيين بعد أن فقد قدميه, حيث يحتاج إلى أطراف ذكية من نوع خاص بسبب حالة البتر الموجودة لديه, بالإضافة إلى من يعين والده على اكمال ما تبقى لديه من عمليات: عملية زرع صفيحة في ساعده الأيمن وعملية ترقيع غشاء الطبل في أذنه اليمنى.

ما حصل مع محمد لم يثن عزيمته وإصراره على تحقيق أحلامه حيث يحلم بإكمال دراسته وأن يتخصص في هندسة الحاسوب كونها تتلائم مع وضعه الحالي, ليثبت محمد كما بقية السوريين أنه بالرغم من أن الحرب أغلى ما يملك لكنها لم تقتل الأمل في قلوبهم والعزيمة على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.

الكاتب: مهند محمد

المصدر: شبكة شام الكاتب: مراسل شام - مهند المحمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ