أنهى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المرحلة الأولى من إرساء الاتفاق مع روسيا من خلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، يوم أمس - فجر اليوم ، حول الضغط على تنظيم الدولة وجبهة النصرة، على يتم استكمال التوضيحات بلقاء ثنائي يجمعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف .

ثلاث ساعات خلف الأبواب المغلقة

استغرق لقاء بوتين كيري ثلاث ساعات وانتهى صباح اليوم ، كان نحوره أهمية اتخاذ خطوات واقعية وبذل جهود دبلوماسية حول سورية، وفق بيان الخارجية الأمريكية.

وقال كيري إنه لا يمكن أن تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف الحرب في سوريا، إلى أمد غير محدود، ومن دون "خطوات معينة".
وقبيل اللقاء قال بوتين إن محادثته الأخيرة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقنعته بأن الجانبين مخلصان في جهودهما لإيجاد حل في سوريا.

و نقلت "رويترز" عن أحد الصحفيين المختارين للتغطية أن بوتين قال لكيري مع بدء المحادثات "أتمنى بعد محادثات اليوم أن تكون قادرا على تقديم المشورة له بشأن ما تحقق من تقدم والسبل المتاحة التي يمكن أن نسلكها للمضي قدما."

في حين رد كيري "نأمل أن نتمكن من تحقيق بعض التقدم الحقيقي القابل للقياس والتطبيق والذي يمكن أن يشكل فارقا في مسار الأحداث في سوريا."

اتفاق يقوم على ثمان نقاط

وتشير الوثيقة المنشورة في واشنطن بوست ، حول الاتفاق الذي يحمله كيري إلى موسكو، إلى تبادل معلومات المخابرات لتحديد أهداف القيادة ومعسكرات التدريب وخطوط الإمداد ومقرات جبهة النصرة، ووفقا للوثيقة ربما تنفذ طائرات أمريكية أو روسية ضربات جوية على تلك الأهداف ، في حين اشارت الوثيقة التي كشفتها سكاي نيوز وجود بند حول وضع اطار جديد لانتقال سياسي في سوريا ..

وأضافت الوثيقة ، التي كشفتها الواشنطن بوست، أن التنسيق الموسع بين الولايات المتحدة وروسيا يمكن أن يتم من خلال مجموعة عمل مشتركة يكون مقرها في محيط العاصمة الأردنية عمان.

وستقيم كل من الولايات المتحدة وروسيا مقرا منفصلا للعمليات ومكتبا للتنسيق ترسل كل منهما إليه مسؤولين كبار ورجال مخابرات وخبراء في تخطيط الضربات والاستهداف.

وأضافت الوثيقة أن الجانبين سيتخذان القرار بشأن موعد بدء الضربات الجوية المتزامنة ضد أهداف جبهة النصرة ووقف كل الأنشطة العسكرية الجوية من قبل الأسد في مناطق محددة يتم الاتفاق عليها ما عدا الأغراض غير القتالية.

ويسمح الاقتراح بأنشطة عسكرية جوية من قبل الأسد ضد النصرة خارج المناطق المحددة إذا ما سيطرت النصرة على مناطق هناك.

كما يسمح أيضا لروسيا باستخدام القوة الجوية دفاعا عن قوات الأسد من هجمات النصرة من منطقة محددة إذا تم الاتفاق سلفا على ذلك مع الولايات المتحدة.

في حين نصت الوثيقة التي أماط اللثام عنها قناة سكاي نيوز أنه تم تحديد تاريخ ٣١ تموز الجاري موعداً لاستكمال الاتفاق من أجل مزيد من التعاون العسكري و الأمني ووضع خطة شاملة لوقف اطلاق النار ووضع اطار جديد لانتقال سياسي في سوريا .

ضبابية و عدم تفاؤل

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية لرويترز إن كيري سيناقش كيفية التعامل مع تنظيمي الدولة والقاعدة في سوريا وجهود الحد من العنف والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وسبل التحرك نحو الانتقال السياسي.

وقال المسؤول "في الوقت الراهن لا ننفذ أو ننسق لعمليات عسكرية مع روسيا. وليس واضحا ما إذا كنا سنصل لاتفاق بهذه الشأن."

وقال مسؤول أمريكي آخر إن هناك مشكلتين كبيرتين أدتا إلى انهيار اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا وهما عدم احترام نظام الأسد للاتفاق وأنشطة جبهة النصرة.

وأضاف أن الوقت ينفد أمام إحياء الجهود التي تقود لحل سياسي.

وقال المسؤول "نحن هنا لنختبر ... ما إذا كان ذلك سيفلح لبذل محاولة مع الروس ومعرفة ما إذا كان بمقدورنا حل المشكلتين الكبيرتين أمام وقف الأعمال القتالية وإعادة الأمر إلى مساره."

وقال مسؤول أمريكي ثالث إن التوقعات "محدودة للغاية".

لكنه أضاف "إما أن نجد سبيلا لفعل شيء تجاه ذلك أو لا. وإذا لم نتمكن فإن كل الأمور ستنهار. سيكون ذلك نهاية لوقف الأعمال القتالية ولن يكون هذا جيدا لروسيا ولا للولايات المتحدة ولا العالم والأهم ولا للشعب السوري."

الجيش الأمريكي متخوف

وعبر قائد قوات التحالف ضد تنظيم الدولة اللفتنانت جنرال شون ماكفرلاند عن مخاوف الجيش الأمريكي من نوايا روسيا في سوريا.

وقال للصحفيين في بغداد "سأكون حذرا قليلا حيال إعطاء الكثير من المعلومات للروس لكنني أثق تماما بأن مسؤولينا الحكوميين يدركون هذا الأمر ويعرفون أنهم سيتوصلون إلى أمر ما منطقي."

اليوم يرسخ كيري عرضه

وكان كيري وصل إلى موسكو مساء الخميس ليعرض على الجانب الروسي زيادة التعاون في مجال الاستخبارات، لمكافحة تنظيم الدولة داعش وجبهة النصرة.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي في مؤتمر صحفي، أن محادثات بوتين وكيري من شأنها دفع المحاولات لاستئناف نظام وقف الأعمال القتالية في سائر سوريا وإقامة ظروف ملائمة لاستئناف المفاوضات بين النظام والمعارضة حول الانتقال السياسي في البلاد.

ووفقا لكيربي، فإن الوزير الأمريكي حمل خلال اللقاء مع بوتين نظام الأسد المسؤولية عن انتهاك نظام وقف إطلاق النار، معربا على قلقه حيال هذه التطورات.

وأضاف أن المحادثات الروسية الأمريكية حول سوريا ستتواصل يوم الجمعة خلال لقاء بين جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.