مدرسون ما بين مطرقة الفصل وسندان العمل التطوعي
مدرسون ما بين مطرقة الفصل وسندان العمل التطوعي
● أخبار سورية ٢٦ ديسمبر ٢٠١٥

مدرسون ما بين مطرقة الفصل وسندان العمل التطوعي

كثرت خلال السنة الماضية هجرة المدنيين من ريف حماة بعد معارك عنيفة اندلعت بين الثوار وقوات النظام ، وبعد دخول الطيران الروسي الذي لا يكاد يمر يوم الا ويقوم باستهداف مناطق الريف الحموي بغاراته وصواريخه .

ومع مرور السنة الرابعة من عمر الثورة السورية وحرمان اغلب الطلاب من مدارسهم التي توقفت بسبب استهداف النظام لها، وفصل النظام للمعلمين والمدرسين في المناطق الخارجة عن سيطرته، عمد المدرسون الى انشاء مدارس محلية تطوعية تقوم على إعادة بناء الفكر التدريسي لدى أبناء القرى والنازحين.

ولكن المشكلة الكبيرة كانت ان اغلب العمل الذي قام به هؤلاء المدرسون هو عمل تطوعي مع ان مشاريعهم واحلامهم التي قاموا بتطبيقها على ارض الواقع هي الان مدارس تخرج طلابا منهم بدرجة امتياز مع انها مدارسهم تفتقر الى كثير من الدعم والتأهيل من بينها المقاعد والقرطاسية وسبورة الكتابة وترميم الجدران و و و وغيرها من الأمور.

وطيلة تلك الفترة كان مجلس محافظة حماة الحرة يقوم بالتواصل الحثيث والسعي لتأمين الدعم المادي للمعلمين من اجل تطوير مشاريعهم الصغيرة وتضخيمها من اجل احتواء أكبر عدد من الطلاب، حيث قام مجلس المحافظة برفع مشروع رواتب للمدرسين العاملين في ريف حماة .
وبعد تواصل وسعي حثيث تم رفع مشروع الدعم الى '' برنامج إدارة '' وتم الاتفاق على ارسال لجنة لتفحص الوضع الأمني ووضع النازحين في الريف الحموي.

علاء الموسى رئيس مجلس محافظة حماة افاد لـ شبكة شام ان المنظمة كانت قد طلبت توقيع مديرية التربية .. وعندما زاد إصرارهم وفي منتصف الشهر العاشر من هذا العام ابلغناهم بقبولنا أن توقع المديرية على المشروع، وعبروا عن رضاهم وأخبرونا أن الميزانية المخصصة لمحافظة حماة هي 80 ألف دولار وهي موجودة .. وأن المسألة مسألة وقت فقط، لكننا تتفاجأنا بعد أسبوعين حيث تم عقد اجتماع مع MEBI داعمي '' إدارة '' وتقرر فيما بعد إلغاء المشروع لحماة وحمص .. بسبب الوضع الأمني على الأرض !!!! وذلك من خلال تقارير باحثيهم على الأرض حسب ما اوردوا ..

وتابع رئيس المجلس : نحن ما زلنا نتواصل معهم إلى الآن، ونحاول بكل ما اوتينا من جهد ان نوصل لهم الصورة الحقيقة للواقع والحاجة الماسة لدينا لتأمين رواتب المعلمين .

ويعول إبراهيم الرحال مدير مدرسة غراس الامل التي أنشئت من اجل احتواء نازحي ريف حماة الى ريف ادلب الجنوبي، دعم مدرسته على المشاريع المرفوعة من قبل مجلس المحافظة ومكاتب التعليم في المجلس الى المنظمات والهيئات الداعمة، عسى ان يأتي أحد المشاريع ويسد حاجات مدرسته التي تفتقر الى أدنى مقومات الدراسة من مقاعد وقرطاسية وتجهيز للصفوف.

ويتابع الرحال: لو ان منظمة '' إدارة '' وافقت على مشروع دعم المعلمين الذي رفعه مجلس محافظة حماة، لكان حالنا أفضل من ذي قبل فنحن رغم جميع ما نفتقر اليه من مقومات الدراسة يبقى لدينا راتب المعلم الذي يعيل لعائلته أقسى واشد حاجة.

ففي بداية تأسيس المدرسة كنا ككادر تدريسي للمدرسة نقتسم مسؤوليات المدرسة ومصاريفها بيننا ونقوم بتأمين حاجيات الطلاب، ومع مرور الوقت وتكاثر اعداد النازحين لم تعد لدينا الطاقة لسد متطلبات المدرسة ونتأمل خيرا من المشاريع المرفوعة عبر مجلس المحافظة.

عمران احد المدرسين في مدارس ريف حماة الشمالي قال لـ " ": بعد خروج هذه المناطق عن سيطرة النظام وفصلنا من قبل مديرية التربية التابعة للنظام وعجز مديرية التربية الحرة عن تأمين رواتب تؤمن قوت يومنا ومصاريف عوائلنا لم تسمح لنا ضمائرنا بترك شهاداتنا والعمل بأي شيء لكسب المال، وخصيصا عندما ننظر للأطفال وهم محرومون من الدراسة، فنظرة المدرس تختلف عن باقي النظرات باعتباره هو الذي أفنى حياته من اجل إيصال رسالته وتحقيق حلمه بتدريس طلاب الجيل القادم وتحسين الوضع الدراسي الى حال أفضل مما هو عليه.

وأكمل عمران: نحن نتقاسم مع الكادر التدريسي ساعات العمل ونقوم بعدها بأعمال فردية من اجل سد رمق عائلاتنا، نعم نتأمل خيرا من مساعي مجلس المحافظة مع المنظمات والهيئات الداعمة لمشاريع التدريس في المناطق المحررة وننتظر بحرقة المشروع الذي يضمن لنا تأهيل الكادر التدريسي وجعله مكتفياً.

ويبقى المدرسون في المناطق المحررة ما بين مطرقة الفقر وسندان فصل مديرية التربية الخاضعة للنظام لهم، وكأنهم يعاقبون على أداء واجبهم التدريسي تطوعيا...

يقول رئيس مجلس المحافظة: نحن نحمل '' إدارة المسؤولية ''
ونطلب من الداعمين إعادة النظر في حاجة المعلمين وأهمية هذا المشروع ..
ونطالب بتعويضهم وتأمين رواتبهم ، وأن لا يتسببوا بشرخ وشق في صفوفنا بسبب هذا التمييز ! .

المصدر: شبكة شام الكاتب: أبو شادي الحموي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ