مدير "الخوذ البيضاء" يوجه رسالة للعالم حول الوضع الإنساني المتردي في الغوطة الشرقية
مدير "الخوذ البيضاء" يوجه رسالة للعالم حول الوضع الإنساني المتردي في الغوطة الشرقية
● أخبار سورية ٢٢ مارس ٢٠١٨

مدير "الخوذ البيضاء" يوجه رسالة للعالم حول الوضع الإنساني المتردي في الغوطة الشرقية

وجه "رائد الصالح" مدير مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، رسالة مطولة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، يشرح فيها الوضع الإنساني الذي وصلت إليه الغوطة الشرقية في ظل استمرار القصف الجوي وحملة الإبادة بحق 350 ألف مدني تقودها روسيا والنظام.

وقال "الصالح" في رسالته التي حصلت "شام" على نسخة منها "على مدى ٢٤ يوم كنت آمل أن أهل الغوطة سيتمكنون من تنفس هواء نقي خالي من رائحة الموت التي ملأت كل شارع وزاوية ومنزل، كنت آمل أن قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٠١، والذي طالب بوقف إطلاق النار لمدة ٣٠ يوماً، سيعني أن أقوى دول العالم ستتمكن أخيراً من حماية المدنيين في سوريا. ولكن ولمرة أخرى أثبت هذا القرار أنه كغيره من القرارات ليس سوى مضيعة للحبر"

وأضاف "ما يزال الهجوم العنيف على الغوطة متواصلاً لأكثر من شهر، أكثر من ١٣٠٠ مدني فقدوا أرواحهم وأكثر من ٤٠٠٠ تعرضوا للإصابة، تم استخدام جميع أنواع الأسلحة على المدنيين: البراميل والقنابل العنقودية والأسلحة الحارقة والصواريخ، ومما لا شك فيه هو أن أكثر الاستراتيجيات شراسة هي استخدام الغازات السامة كغاز الكلور لإجبار كل من استنشقه في الأقبية على الهرب إلى الخارج كي يتعرضوا عندها للغارات الجوية"

وأكد أن هذا الهجوم هو أشد من قدرة فرق الخوذ البيضاء على استخراج جميع الجثث من تحت الأنقاض، عدا عن الاستهداف المباشر لمراكزنا ولعمليات الإنقاذ أدى إلى تدمير معظم معداتنا، يوم الجمعة استشهد أحد متطوعينا أثناء اتجاهه إلى مكان الإنقاذ بعد أن تعرضت سيارة الإسعاف التي كان يستقلها للقصف، إنه المتطوع العاشر الذي استشهد خلال هذه الحملة الأخيرة، فرقنا على الأرض تعيش ما هو بمثابة يوم قيامة طويل.

وأوضح أن "السيناريو الذي شهدناه في حلب يتكرر اليوم في الغوطة: النظام وروسيا يمارسان سياسة الأرض المحروقة بدعم الميليشيات الإيرانية واللبنانية الحليفة، يخبرون العالم أنهم فتحوا "ممرات إنسانية" لكننا نسمي هذه الممرات في الحقيقة "ممرات الموت" المدنيون الذين يحاولون الهرب من خلال هذه الممرات إلى المناطق التابعة لسيطرة النظام يتعرضون للاستهداف، والعديد منهم فقدوا أرواحهم، واستخدم النظام آلاف المدنيين الهاربين كدروع بشرية أمام الدبابات لاقتحام بلدة حمورية - وقتل الآلاف أثناء هذا الاقتحام"

ولفت "الصالح" بالقول: "ما يزال هناك داخل الغوطة الآلاف ممن ينتمون إلى مجتمعها المدني المعروف بصلابته: الأطباء الذين يعملون على مدى ٧٢ ساعة دون نوم، والمعلمون الذين يستمرون بالتدريس في الأقبية، والخوذ البيضاء الذين ما توقفوا عن إنقاذ الأرواح، جميعهم يتعرضون للاستهداف الممنهح من قبل النظام وحلفائه وهم الآن يواجهون مخاطر جسيمة. إذا ما ظلوا دون حماية فإنهم سيكونون أول من سيتم اعتقالهم أو قتلهم من قبل قوى النظام. علينا أن لا نشك في إمكانية النظام في ارتكاب الإعدامات الميدانية أو الاعتقال على نطاق واسع. في الواقع إنها أهم الصفات المميزة لحكم بشار الأسد"

وختم رسالته "من الواضح أن قرار مجلس الأمن بوقف إيقاف النار قد فشل، والآن أقل ما يمكن للدول التي دعمت هذا القرار أن تفعله هو ضمان أن المدنيين الذين يودون الذهاب إلى مناطق أخرى في سوريا يتمتعون بهذا الخيار وبالحماية اللازمة للقيام به، كل من يريدون "الإخلاء" من الغوطة يجب أن تتم حمايتهم. أتمنى أن ما تبقى في هذا العالم من ضمير سيدفعه للقيام بشيء للسماح للمدنيين بمغادرة هذا الجحيم على الأرض".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ