مسؤول أمن ادلب : الأسد و تنظيم الدولة و المخابرات العالمية تزعزع الأمن
مسؤول أمن ادلب : الأسد و تنظيم الدولة و المخابرات العالمية تزعزع الأمن
● أخبار سورية ١٨ يناير ٢٠١٧

مسؤول أمن ادلب : الأسد و تنظيم الدولة و المخابرات العالمية تزعزع الأمن

حصر أبرز مسؤولي الملف الأمني في محافظة ادلب ، مسؤولية الاغتيالات التي تطال الفصائل و المدنيين في المحافظة ، بثلاث جهات هي تنظيم الدولة، والمخابرات العالمية عن طريق جيش الثوار، ونظام الأسد، معتبراً أن هذه الجهات لها مصالح في زعزعة الأمن في المحافظة المحررة.


وتصاعدت في الآونة الأخيرة حدة العمليات الأمنية التي استهدفت فصائل الثوار من مختلف التشكيلات في محافظة إدلب، أوصلت المحافظة لحالة من الخلل الأمني الكبير، وسط سعي الجهات الأمنية النافذة في المحافظة لأداء عملها وملاحقة الخلايا التي تعمل على خلق هذه الحالة من الفوضى ضمن المحافظة.


ثلاثة يجمعهم هدف واحد

و سرد "أبو الحارث شنتوت" (أمير القوة الأمنية) لجيش الفتح في إدلب، في حديث مطول مع شبكة “شام” الاخبارية ، الأهداف المشتركة التي تجمع بين نظام الأسد وتنظيم الدولة وجيش الثوار ، و المتمثلة في السعي لزعزعة الأمن في مناطق جيش الفتح، حتى يضيع الأمان ويعطى صورة أن مناطق جيش الفتح تعاني من الفوضى والخطف والقتل، وهذا الأمر يخدم تنظيم الدولة كون الناس ستتوجه لمناطقها، حيث أنها تتمتع بضبط أمني، وتجعل المخابرات العالمية ترى أن الثوار غير صالحين لإقامة دولة، وفق “شنتوت” فإن نظام الأسد أيضا له دور في سعيه لكسب الحاضنة الشعبية في إظهار الفرق بين النظام إبان سيطرته وبين سيطرة الثوار اليوم ، وحالة الأمن التي كانت تسود في المنطقة على زمنه، فالجميع حسب "أبو الحارث" مشترك في السعي لزعزعة أمن المناطق الخاضعة لجيش الفتح، ولا يهمهم من قتل عنصر كان أو قيادي فهدفهم زعزعة الأمن فقط.


لا جهة رابعة

واستبعد "أبو الحارث" أن يكون هناك جهة رابعة تعمل على خلخلة الوضع الأمني في ادلب ، موضحاً أن “للمخابرات العالمية كان لها أتباع وهم ممن قاتلتهم فصائل عسكرية و اتهمتهم بالفساد، فأصبح لهم ردة فعل ومعظمهم ذهب لمناطق جيش الثوار وشكلوا هذا الجيش وتعاونوا من الأكراد”، مستطرداً بالقول “ وهذا الكيان معروف بتبعيته للمخابرات العالمية، وعن طريقه يتم ارسال مجموعات او عن طريق التواصل يتم عبره تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات معينة أو شخصيات مطلوبة لجيش الثوار، والهدف من ذلك زعزعة الأمن في مناطق جيش الفتح".


خلية كل شهرين

و مسؤول القوة الأمنية لجيش الفتح ، أن القوة ، على مدى أشهر عدة ، ألقت القبض على العديد من الخلايا المتورطة بالعمليات الأمنية ، و التي كشفت التبعية متعددة لهذه الخلايا ، بين جيش الثوار و تنظيم الدولة و نظام الأسد، أردف “شنتوت “ في حديثه لـ”شام” أنه ومنذ قرابة ثمانية أشهر حتى اليوم تم القاء القبض على خلية لجيش الثوار مؤلفة من مجموعتين ، وخمسة خلايا تابعة لتنظيم الدولة كل خلية تتألف من خمسة عناصر، بمعدل كل شهرين خلية، مشيراً إلى أن آخر خلية تم القبض عليها كان منذ قرابة الشهر.


أما الخلايا التي تتبع لنظام الأسد فأكد " أبو الحارث" أن لدى القوة الأمنية ما يقارب 17 - 20 حالة بين أفراد ومجموعات، منهم سبعة أشخاص نفذ الحكم بحقهم في ساحات مدينة ادلب، فيما ينتظر 11 شخصاً تنفيذ الحكم بحقهم بعد أن ثبت تورطهم بالتعامل مع نظام الأسد، وتم البت في الحكم من قبل القضاء، وجميعهم أقروا على جرمهم بإعطاء إحداثيات للنظام والتعامل معه.


مريدين و محبين

أما عن خلايا تنظيم الدولة فأوضح "أبو الحارث" أن التنظيم يعمل في مناطق جيش الفتح لوجود مريدين ومحبين له فيستخدم هؤلاء عن طريق العاطفة أو المال او عن طريق الضغط بالتهديد وما شابه ولدى القوة الأمنية عدة حالات منها، وفق كلامه.


رغم الرفق و اللين

وبعد دخول جيش الفتح وتحرير المدينة وريفها خلال مدة قصيرة ، و الحديث لـ”شنتوت” كان يوجد أعداد كبيرة من محبي نظام الأسد ، وكانوا يسعون للذهاب والالتحالق به، ولكن عندما جاء جيش الفتح وتعامل مع معظم الشبيحة وأعطى العفو العام وتعامل باللطف والرفق ما أدى لبقاء هذه الشخصيات ولكنها تسعى جاهدة لإعطاء معلومات وتقارير لمناطق نظام الأسد.


زرع مساعدين

تتعامل القوة الأمنية في ادلب ، وفق قائدها ، مع هذه الخلايا عن طريق أمنيين وأجهزة مراقبة عن طريق الجوالات ووسائل التواصل ، اضافة لوجود شخصيات يتعاملون مع القوة الأمنية داخل هذه الخلايا، وتستند القوة التنفيذية في مراقبتها على المعلومات والشكوك ، التي يتبعها القاء القبض على أعضاء الخلايا و التحقيق معها، ومن ثم يتم عرضهم على مجلس القضاء التابع لجيش الفتح ، بعد أن يثبت عليهم الجرم ، تتراوح العقوبة بين السجن او القتل او غير ذلك.


صيد ثمين مفيد

وكشف “شنتوت” عن تمكن القوة التنفيذية القاء القبض على خليتين لتنظيم الدولة في الفترة الأخيرة مكونة من اشخاص مدربين وذا خبرة عالية ، الأمر الذي دفعه للتفاؤل بأن تنخفض حدة العمليات التي تنفذها هذه الخلايا.


اجراءات منظمة

وقامت القوة التنفيذية بعدة مشاريع ، في اطار اجراءاتها للحد من هذه الظاهرة ، كمشروع الحواجز حيث تم تدريب العناصر على الوقوف على الحاجز و طرق التعامل، كما تضمن توحيد اللباس واغلاق الطرقات الفرعية وبات لدى القوة تشديد في مسألة الدخول والخروج من مدينة إدلب، اضافة إلى تنظيم دوريات وتم التواصل مع جميع الجهات العسكرية والمدنية، حيث تم تنظيم دوريات يومية في مدينة ادلب، والفعاليات المدنية من خلال تنوير الطرقات، وزرع اشخاص في مناطق عدة للمراقبة وجميع المعلومات الأمنية، ويوجد إجراءات أخرى لايمكن كشفها حسب "أبو الحارث".


انتشار السلاح معضلة

أما عن أسباب حالة الخلل الأمني ، فبين "أبو الحارث" أن هناك العديد من الأسباب التي تساعد على حالة الخلل الأمني ، فهي بالدرجة الأولى مناطق بالأصل مناطق حرب ويوجد فيها فصائل عسكرية ولا يجمعها كيان واحد، إضافة لانتشار السلاح مع الجميع مدني وعسكري، والنزوح القادم من محافظات عدة والتهجير القسري وهذه الأعداد الكبيرة والتي يصعب على القوة ضبط الامن فيها لأسباب عديدة، مشيراً إلى أنه من الصعب جداً منع هذه العمليات وإنما يتم العمل على الحد منها والتقليل منها ووقاية وتصعيب هذه العمليات.


مال وقلة خبرة

أما المعوقات التي تواجه القوة الأمنية فكثيرة وفق "أبو الحارث" ، منها المال فلدى القوة ضعف مالي كبير، وقلة في الخبراء الأمنيين، ومن المعوقات حالات النزوح بأعداد كبيرة وعدم القدة على إحصاء من دخل، والسلاح المنتشر في المناطق المحررة دون ضوابط.


و لفت مسؤول القوة الأمنية تسعى جاهدة عن طريق الفعاليات المدنية والعسكرية والمشاريع التي تقوم بها، وعن طريق مساعدة المدنيين في الإبلاغ عن أي حادثة، إضافة للصدق في العمل والإخلاص من أجل النجاح وضمان امن البلد، ولكن لو وجد المال الي يشكل عائق كبير لحلت قضايا كبيرة برأيه.


وختم "أبو الحارث" حديثه لـ "شام" أن أعداء الثورة كثر منهم مخابرات عالمية ومنهم تنظيم الدولة ونظام الأسد، وجميعهم يملكون مقومات أمنية كبيرة منجهة العتاد والسلاح والخبرات والعدد والعدة والتنظيم ويمتلكون كل أساليب التطوير، وأن القوى الأمنية في المناطق المحررة وعلى ضعف إمكانياتها وقلة أعدادها وخبراتها، إلا أنها استطاعت بشكل كبير ضبط العشرات من هذه الخلايا وكشف العديد من محاولات خلق الفوضى، والكشف عنها واعتقال الفاعلين، وأن عمل القوة الأمنية متنوع فهي تعمل على ضبط الأمن من كل الجوانب، حيث أن لديها أكثر من مئتي سجين بتهم متعددة منها السرقة والقتل وجرائم عدة منها أخلاقية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ