مساعي لتدمير مديرية صحة إدلب بعد نجاحها في إدارة الملف الطبي في أول محافظة محررة
مساعي لتدمير مديرية صحة إدلب بعد نجاحها في إدارة الملف الطبي في أول محافظة محررة
● أخبار سورية ٢٣ أبريل ٢٠١٧

مساعي لتدمير مديرية صحة إدلب بعد نجاحها في إدارة الملف الطبي في أول محافظة محررة

تسعى بعض الأطراف للهيمنة على القطاع الصحي في محافظة إدلب، وإنهاء الإدارة الحالية التي نظمت وحققت نجاح كبير في بناء "مديرية الصحة" في المناطق المحررة بإدلب رغم كل الصعوبات التي اعترضتها، والتي حافظت على وحدة القطاع الصحي بشكل منظم و دقيق، تُجدد السعي لذلك مع عقد المديرية مؤتمرها العام الثاني لاختيار مجلس أمناء وآليات انتخاب جديدة في المحافظة، تفضي لمواصلة عمل المديرية وتقديم الخدمات الطبية للمدنيين في كامل المناطق ضمن المحافظة.


وطفت على السطح بالأمس اعتراضات لبعض الأطباء المحسوبين على جهات معينة من مدينة إدلب، حضرت اجتماع المديرية الأول واعترضت على آلية انتخاب مجلس الأمناء بعد تصويت في غرفة خاصة بالمديرية لمدراء المشافي، ساهم في إلغائه، ومن ثم عقد مؤتمر بالأمس للمديرية في باب الهوى، بحث فيه الأطباء "وعددهم أكثر من 50 طبيباً يمثلون المؤسسات الطبية في المحافظة" آلية اختيار مجلس الأمناء أفضت لاقتراح 10 آليات للانتخاب، صوت ما نسبته 42 من أصل 52 على أحد الاقتراحات، إلا أنه عاد وقوبل المؤتمر بالرفض من ذات الجهات، والتي أصدرت بالأمس بياناً رفضت فيه الانتخابات، واتهمت الإدارة الحالية بالعمل على أساس "التثقيل" أولا وحضور أشخاص غير معنيين بالموضوع ودون توصيف تمثيلي لتكون النتائج في أي تصويت وفق منحى معين مسبقاًُ معبرين عن توقفهم في الاستمرارية بالاجتماعات، حيث غادروا قاعة المؤتمر.


شبكة "شام" الإخبارية استطلعت القضية وتواصلت مع عدة مصادر طبية في المحافظة وأشخاص معنيين بالملف الذي وصف بـ "الشائك" وأنه لا يرتبط بأي شكل بقضية انتخابات أو اعتراضات، بل له أبعاد أكبر من ذلك يرمي لإنهاء "مديرية الصحة" في المحافظة وتدميرها، وإعطاء المجال لإعادة تفعيل وإنتاج مؤسسات نظام الأسد في المحافظة، بعد أن نجحت المديرية في إقصاء الهلال الأحمر السوري المعروف بتبعيته لنظام الأسد، وحققت تطور كبير في القطاع الصحي، وأنهت ارتباط نظام الأسد بأي شيء يتعلق بالقطاع، أبرزها ملف اللقاحات.


وتتشعب القضايا الخلافية في القطاع الصحي والتي تبدأ بقضية "الشهادات المزورة" لبعض الشخصيات الطبية المحسوبة على أطراف عسكرية ، تسعى للهيمنة على القطاع، باسم مدينة إدلب، بدافع مناطقي بحت، جعلهم في مواجهة مع المديرية بعد عملها على انهاء هذا الملف ووضع حد للتزوير والتوظيف على أساس شهادات مزورة "نتحفظ على ذكر الأسماء الواردة إلينا" مما دفع هذه الشخصيات المدعومة عسكرياً من فصيل بارز في الشمال السوري، علما ان قيادة هذا الفصيل لا تتدخل في الموضوع وهو خاص بفصيل تابع لها" يعملون على محاولة إنهاء المديرية ومنعها من مواصلة العمل في المدينة، تزامنت مع عمليات وصفت بـ "التشبيح" لبعض الجهات المجهولة من خلال محاولة تفجير سيارة مدير الصحة الحالي، والاعتداء على مقر مديرية الصحة بقنابل متفجرة، والاعتداء على الحرس للمديرية وأطباء وممرضين من خارج مدينة إدلب، وصل الأمر صباح اليوم لإرسال عناصر مسلحة لمقر المديرية، ورفع لافتات ضد شخص مدير الصحة الحالي في مظاهرة شعبية خرجت لأجل المعتقلين في المدينة.


ولعل سعي هذه الأطراف حسب المصادر التي تواصلت معها "شام" له أبعاد أكبر من ذلك تتعلق بنجاح المديرية التي أسست منذ عدة أعوام وبنت قواعد صلبة لها في المحافظة بعد تحريرها، حيث أنها تمكنت من انهاء ملفين معقدين أوجعا نظام الأسد بشكل كبير، الأول هو "ملف الهلال الأحمر السوري" الذي ما زال قائماً في المحافظة رغم تحريرها وهو المعروف بأنه أحد أفرع نظام الأسد في المناطق المحررة، بعد أن تمكنت المديرية من اثبات نفسها بشكل فاعل، وعدم السماح بإعادة إنتاج مؤسسات نظام الأسد في المحرر، ممثلاً بالهلال الأحمر الذي حظي فرعه في إدلب بحماية من بعض الأطراف ومحاولة تثبيت وجوده على حساب مديرية الصحة في المدينة، عبر بعض الشخصيات الطبية والعسكرية، رغم كل الإيضاحات التي قدمتها المديرية عن معنى وجود مؤسسة طبية لنظام الأسد في منطقة محررة وما ستقدمه من خدمات لنظام الأسد أمام الأمم المتحدة ودولياً.


أما الملف الثاني فهو "ملف اللقاحات" التي استطاعت المديرية ولأول مرة من انتزاعه من يد نظام الأسد، الذي كان يتلقى اللقاحات من برنامج الصحة العالمي على اعتبار القوائم التي كان يقدمها للأمم المتحدة أنه يقوم بتغطية 90 بالمئة من المناطق حتى المحررة، في حين كانت تغطيته لا تتجاوز الـ 7 بالمئة، فقامت المديرية بمنع دخول اللقاحات للمحرر من طرف نظام الأسد، والتواصل مع الأمم المتحدة والضغط عبر مؤسسات عدة أفضت لتسليم المديرية اللقاحات عبر تركيا، وبالتالي خروج الملف بشكل كامل من يد نظام الأسد، واعتماد مديرية الصحة كمؤسسة رسمية تتلقى اللقاحات من الأمم المتحدة مباشرة دون المرور على نظام الأسد، تمكنت خلالها المديرية من تلقيح أكثر من 350 ألف طفل، وهذا ما أوجع نظام الأسد بشكل كبير.


وأكد المصدر أن نظام الأسد سعى عبر بعض الشخصيات الدولية منها "مايكل وورد" للضغط على مديرية الصحة في إدلب بعد نجاحها في ملفي اللقاحات وتقويض عمل الهلال الأحمر في المحافظة، الذي تواصل مع مدير الصحة وطلب منه بالتوقف عن التعرض للهلال الأحمر والتحريض ضد وجوده في المحرر، وعمل على وقف دعم مديرية الصحة من عدة منظمات ألمانية لمدة ثلاثة أشهر، ووقف العديد من المشاريع الطبية التي كانت قد قدمت وحصلت على موافقة للدعم من بعض المنظمات الدولية، قبل أن يتم التفاهم مع المديرية على صيغة تفاهم تقضي بوقف التحريض ضد الهلال الأحمر السوري مقابل إعادة تفعيل الدعم وهذا ماحصل.

وأشار المصدر إلى أن نظام الأسد ومن خلفه روسيا يعملان ليل نهار على تدمير القطاع الصحي في محافظة إدلب، من خلال استهداف المشافي والنقاط الطبية في جميع مناطق المحافظة وتدمير المشافي منها المشفى الوطني في معرة النعمان ومشفى الأطفال والنسائية ومشفى المركزي في عابدين ومشفى الرحمة في خان شيخون والجراحي التخصصي في إدلب والإخلاص في شنان والأمل في ملس والعشرات من المشافي الطبية التي تعرض للقصف المباشر، لإنهاء كل مؤسسة تنجح في المناطق المحررة في التخفيف عن المدنيين حالها كحال مراكز الدفاع المدني، وغيرها من المؤسسات الفاعلة بشكل كبير في خدمة المدنيين، في حين تعمل عن طريق جهات تابعة لها في المحرر منها الهلال الأحمر على تقويض عمل هذه المؤسسات، والعمل على انهائها وتدميرها وإعادة المحافظة لأشواط كبيرة للخلف تنهي حالة النجاح التي تحققت في عدة مؤسسات منها القطاع الطبي.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ