مشفى جسر الشغور  ...... بين الحقيقة والترويج الإعلامي
مشفى جسر الشغور ...... بين الحقيقة والترويج الإعلامي
● أخبار سورية ١٠ مايو ٢٠١٥

مشفى جسر الشغور ...... بين الحقيقة والترويج الإعلامي

كثر الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن مشفى جسر الشغور والمحاصرين  فيه من قوات الأسد بعد تمكن فصائل معركة النصر من تحرير مدينة جسر الشغور والمناطق المحيطة فيها وعدم تمكن عناصر النظام المتواجدين في المشفى الوطني من الإنسحاب منه بعد سيطرة الثوار على الطرق المؤدية للمشفى من جهة مدينة جسر الشغور الواقعة شمال شرق المشفى وطريق اشتبرق الواقع جنوبه .

مكونات المشفى

وتعتبر مشفى جسر الشغور من اهم النقاط الطبية في محافظة إدلب كونها من اكبر المشافي المجهزة بالمعدات الطبية وغرف العمليات وهي عبارة عن عدة طوابق ثلاثة منها تحت سطح الأرض تتربع على منطقة جغرافية مرتفعة عن مدينة جسر الشغور على الأطراف الجنوبية الغربية من المدينة  وتحيط فيها عدة مباني تتبع للمشفى ومبان سكنية سيطرت عليها قوات النظام بعد طرد سكانها .

مقراً عسكرياً

 وقد اتخذتها قوات النظام مقراً عسكريا لها بعد سيطرتها على مدينة جسر الشغور في بداية الحراك الثوري وجعلت منها مربضاً للمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ تقصف منها المناطق المحررة بجسر الشغور .

وبعد تحرير جيش الفتح لمدينة إدلب اتخذت قوات النظام من المشفى مركزاً لعلاج مصابيهم من قوات النظام جراء المعارك الدائرة في مدينة إدلب والمسطومة وأريحا .

ومنذ أسبايع قليلة وبعد بدء الثوار بمعركة النصر لتحرير مدينة جسر الشغور لم تتوقع قوات النظام في المشفى الوطني تمكن الثوار من دخول المدينة خلال مدة لم تتجاوز ثلاثة أيام ماجعلها محاصرة بشكل كامل داخل المشفى خصوصاً أن كتائب الثوار سيطرت على دوار اللاذقية قبيل دخول المدينة و الطريق المؤدي للمشفى من داخل مدينة جسر الشغور ، ولم يبق أمامها طريقاً للإنسحاب إلا من جهة الجنوب حيث طريق أوتستراد اللاذقية الدولي الذي يعبر من جنوب مدينة جسر الشغور بالقرب من بلدة إشتبرق الموالية ، ولكن سيطرة فصائل الثوار في سهل الغاب على قرية غانية والسرمانية جعل طريق انسحابها من المشفى الوطني مغلقا في اشتبرق من الجهة الجنوبية فحاولت الإنسحاب من جهة حارة السلايف التي تربطها بالمدينة ، ولكن كتائب الثوار كانت لهم بالمرصاد فأوقعت فيهم عدد كبير من القتلى والأسرى ضمن المزارع ليبقى عدد من العناصر والضباط المشرفين على نقطة المشفى محاصرين من عدة محاور لايمكنهم الإنسحاب من أي جهة كانت .

وبعد سيطرة الثوار على المدينة وانسحاب قوات النظام حتى بلدة فريكة شرقاً تعمدت مواقع التواصل الإجتماعي للنظام عن تبيان مصير قواتها في المشفى الوطني وإن كانت قد انسحبت من مواقعها او انها مازالت محاصرة ولم يكشف أمرها إلا بعد قيام جبهة النصرة بتنفيذ عملية استشهادية على أحد الأبنية التابعة للمشفى بعد رفض الضباط المحاصرين تسليم أنفسهم للثوار ، وهذا ماجعل النظام في حالة إرتباك كبيرة أمام الرأي العام المؤيد الذي اكتشف وجود عناصر وضباط للنظام محاصرين في المشفى الوطني وقد مر أكثر من أسبوع ولم يحرك النظام ساكنا لإنقاذهم وفك الحصار عنهم ، ما اضطر رأس النظام للخروج عبر وسائل الإعلام في حفل أقامه لأبناء قتلاه يعد مؤيديه فيه بفك الحصار عن أبنائهم وأن جيشهم الباسل سيبذل الغالي والنفيس لذلك .

الطريق إلى المشفى

وبعد عدة محاولات للتقدم من بلدة فريكة غرباً للوصول للمشفى الوطني والسيطرة على طريق الأوتستراد الدولي الطريق الوحيد للمشفى وفشلها في ذلك عمدت قوات النظام لتكثيف القصف الجوي على المنطقة وقامت باستدعاء عدة أرتال مدعومة بالعناصر والعتاد من مدينة حماة وأريحا اجتمعت في بلدات فريكة وقرقور وبدأت صباح اليوم بالتقدم باتجاه حاجز العلاوين والمنشرة على طريق "فريكة جسر الشغور" تحت غطاء جوي غير مسبوق من الطائرات الحربية والمروحية وتمكنت من السيطرة على نقاط متقدمة غرب قرية فريكة وهدفهم الوصول لمعمل السكر الواقع شرق مدينة جسر الشغور بغية السيطرة النارية على المدينة ولكن المقاومة الضارية لكتائب معركة النصر تمكنت من وقف تقدمهم وتدمير أكثر من أربع دبابات ومدفعي فوزليكا وعدة سيارات عسكرية بالإضافة لمصرع عدد كبير من العناصر وحتى اللحظة تستمر الإشتباكات حول بلدة فريكة وسط عجز قوات النظام من الوصول للمشفى الوطني .

  حملة فك الحصار

وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع حملة مضادة لفصائل معركة النصر بدأت صباحاً على المشفى الوطني بعملية استشهادية هي الثانية خلال أسبوع استهدفت المباني الرئيسية تبعتها كتائب الإقتحام لتدخل ابنية المشفى وتدور اشتباكات عنيفة مع المحاصرين في المشفى وسط تكتيم إعلامي كبير من الفصائل عن سير المعارك في المشفى قبل ان يقوم الطيران الحربي بقصف المشفى بغارتين جويتين استهدفتا للمرة الاولى البناء الرئيسي وهذا مايؤكد التقدم الكبير للفصائل الثورية في المشفى واقتراب سيطرتهم عليه بشكل كامل .

طبيعة المُحاصرين

وحول أهمية الشخصيات المحاصرة في المشفى أمد ناشطون محلييون أن لاصحة لوجود محافظ إدلب وقائد العمليات سهيل الحسن في المشفى أو أي شخصيات كرؤساء الأفرع الأمنية وأنهم فروا من جسر الشغور في اليوم الأول للمعركة باتجاه سهل الغاب مؤكدين أن المشفى يضم ضباط برتب عالية من رؤساء الأقسام والنقاط العسكرية في جسر الشغور وعناصر يفوق عددهم 300 وأغلبهم من الطائفة العلوية وهذا مايربط النظام أمام مؤيديه لكون اغلب المحاصرين من الطائفة العلوية .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ