مصر “الانقلاب” .. دور مشبوه في الملف السوري و انحياز تام للأسد و حلفاءه عبر البوابة الايرانية
مصر “الانقلاب” .. دور مشبوه في الملف السوري و انحياز تام للأسد و حلفاءه عبر البوابة الايرانية
● أخبار سورية ٢١ أكتوبر ٢٠١٦

مصر “الانقلاب” .. دور مشبوه في الملف السوري و انحياز تام للأسد و حلفاءه عبر البوابة الايرانية

انقلبت الصورة المأخوذة عن مصر ، بعد الانقلاب الذي قام به وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ، على الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، انقلاباً حمل في طياته نظاما اضافيا متعاونا مع الأسد ضد الشعب السوري، وبات دوره المتصاعد والعابث في الملف السوري ، يثير الريبة و يؤكد الشكوك بأنه سيكون اليد الفاعلة في العلن في تجميل بقايا نظام الأسد.

ما قبل و بعد الانقلاب

لم يكن للثورة السورية في الحقيقة نصير جيد في العلن و السر ، أكثر من الأشقاء في مصر ، سيما أن الثورة السورية جاءت كامتداد للموجة التونسية التي مرت على ليبيا فمصر وصولاً إلى سوريا، و عمدت الحكومة المصرية المنتخبة على تقديم الدعم و المساندة السياسية للشعب السوري، و كذلك فيما يتعلق بالجوانب الانسانية، فكانت الأبواب مشرعة للسوريين للولوج إلى آمان مصر ، هرباً من آلة القتل الأسدية المدعومة حينها من ايران جهراً و روسيا سراً.

و لكن هذه الصورة باتت من نسج الماضي الجميل، و تغيرت الصورة تماماً مع انقلاب عام ٢٠١٣ ، الذي أطاح بالرئيس المنتخب و جاء بمجموعة من الضباط يرأسهم وزير الدفاع المثير للجدل عبد الفتاح السيسي، الذي تحول ليس لكابوس للمصريين (وهذا أمر يتعلق بهم)، و إنما لخطر محدق بالسوريين و ثورتهم، مع قلب الدعم السياسي بشكل كامل إلى جانب الأسد، و اغلاق المنافذ كافة باتجاه مصر ، الأمر الذي تسبب بتشتت العوائل السورية، التي لم تكن لاجئة في مصر و إنما عنصراً فاعلاً في الحياة الاقتصادية و الثقافية .

دفء شجّع الايرانيين

عودة الدفء للعلاقة الايرانية - المصرية لم ينجح اطلاقاً (وفق موقع «المونيتور» الأميركي)، خلال الزيارة التاريخة للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاة إبان حكم “مرسي”، عام ٢٠١٣، “مرسي” الذي أثار غضب الايرانيين في  كلمته التي ألقاها في قمة أغسطس 2012 لحركة عدم الانحياز في طهران، بعد انتقاداته الشديدة لنظام الأسد، و نقل الموقع الأمريكي عن دبلوماسي إيراني رفيع المستوى “إن مرسي قال إنه سيأتي فقط إلى طهران لبضع ساعات، وأنه لن يقضي الليل هناك، وأنه لن يجتمع مع المرشد الأعلى”.

وتابع موقع «المونيتور» الأميركي أنه : منذ أن سيطر الجنرال عبدالفتاح السيسي على الحكم في 2013، نأت مصر نفسها تدريجيا عن موقفها السابق بشأن سوريا. وفي الوقت نفسه، حاول السيسي التقارب مع روسيا، وهي الخطوة التي لاقت ترحيبا حارا من قبل موسكو، كما يتفاوض الكرملين حاليا حول إمكانية استخدام القواعد العسكرية في مصر.

ويرى الموقع أن سلسلة الاجتماعات بين كبار المسؤولين الإيرانيين والمصريين قد تكون مؤشرا على بداية تعاون غير مسبوق بين البلدين. هذا التقارب قد يؤدي إلى تطبيع نهائي للعلاقات وتحرك منسق تجاه الأزمة السورية، وهذا ما حدث في اجتماع لوزان، الذي جمع الدول المؤثرة في الملف السوري بينها إيران، التي اشترطت حضور مصر كـ”سند” لها، الأمر الذي تم بالفعل.

استقبال القتلة

قبل أيام و بشكل مفاجئ أعلنت وكالة نظام الأسد عن حصول زيارة رسمية لرئيس مكتب الأمن القومي الارهابي “علي مملوك” إلى القاهرة ، بدعوة من الأخيرة للبحث في تنسيق المواقف الأمنية والسياسية بين النظامين، في خطوة لم تكن الأولى و لكنها هي الوحيدة المعلنة.

بعد الزيارة بدأت التسريبات تتحدث عن مشروع طُرح من مجموعة حلفاء الأسد و على رأسهم (ايران و روسيا) يتضمن أن تلعب مصر دور المنفذ، حيث تقوم القاهرة (وفق المقترح) على جمع معارضة القاهرة (ومن يقبل ببقاء الأسد) مع قيادات أمنية من نظام الأسد لبحث حلول سياسية ، و يمهد لذلك بعقد اجتماعات و اتصالات مع كل معارضة توصف بـ”المعتدلة”، وتقوم شروط المفاوضات التي ستجري بين الأطراف على خطوط حمراء كوحدة سوريا و “الجيش السوري” الذي سيستخدم لمواجهة “الارهاب”، مع الحصول على ضمانات بعدم ترشح الأسد لولاية اضافية و التنازل عن بعض الصلاحيات بشكل تدريجي ، و الأهم   تحجيم دور المعارضة السورية التي تتمسك بالحل العسكري .

بوادر ما ذكر آنفاً بدأت بالظهور بالاعلان المصري بالأمس عن استجابة نظام الأسد للطلب المصري ، بادخال المساعدات إلى حلب ، الذي سيجري بالقريب العاجل جداً عبر المبعوث المصري في سوريا ، الذي سيشرف شخصياً على الأمر بحضوره لحلب، كما سبق و أن حدث عندما توسط لادخال شاحنات مساعدات إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية، والتي تم تمويلها من سوريين مقيمين في مصر.

“مملوك” من سيلتقي .. ؟

مع طرح الخطة و آلية التنفيذ يبدو أن المعارضة السورية المتواجدة في مصر ، قد دخلت في دائرة الاتهام الاستباقي ، و الهمس و اللمز قد بدأ حولها، الأمر الذي دفعها للمسارعة بنفي حدوث أو إمكانية حدوث أي لقاء مع “مملوك” ، وفق ما يقول عدد من المتواجدين في مصر و الذي يشكلون ما يعرف بـ”منصة القاهرة”، و إن كان  الدكتور أنور المشرف، عضو منصة القاهرة للمعارضة السورية قد صرح بوجود هذه الخطة مع الترحيب بها شريطة وجود ضمانات مصرية، إلا أن رأي المشرف قوبل برد حازم من تيار الغد” الذي يرأسه أحمد جربا الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني في بيان صدر عنه بالأمس .الذي وصف "علي مملوك" بأنه مجرم يعمل لصالح الأسد و الذي ارتكب و مازال يرتكب جرائم حرب و جرائم ضد الإنساينة في سورية۔ ، مطالباً بنقل رأيه بشكل واضح إلى مملوك و ذلك عن طريق مصر.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ