مصور بوتين الخاص ينقلب عليه وينتج فلما يفضح دكتاتورية الرئيس الروسي
مصور بوتين الخاص ينقلب عليه وينتج فلما يفضح دكتاتورية الرئيس الروسي
● أخبار سورية ٢ نوفمبر ٢٠١٨

مصور بوتين الخاص ينقلب عليه وينتج فلما يفضح دكتاتورية الرئيس الروسي

إنقلب فيتالي مانسكي الذي أخرج أفلاما دعائية مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أخرج فلما أخر ضد بوتين يصور تعطشه للسلطة وسعيه لاستعادة مجد الحقبة السوفيتية للبلاد، حسبما يراه.

وقال مانسكي لموقع The Daily Beast الأميركي إنَّ غرائز فلاديمير بوتين الديكتاتورية، وسجل نشاطه في الكرملين يعنيان أنَّه «ليس أمامه خيار» الآن سوى التمسك بالسلطة إلى الأبد.

في فيلم Putin’s Witnesses الوثائقي "شهود بوتين"، المرشح للحصول على جائزة غريرسون لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان لندن للأفلام هذا الأسبوع، نرى تفسيراً صريحاً للرئيس الروسي حول كيفية فرضه السيطرة الكاملة على روسيا، واستعادة نهج الاتحاد السوفيتي في إعطاء الأولوية للدولة على حساب الفرد.

في محادثة واحدة صريحة في المقعد الخلفي من سيارته الرسمية، تحدَّث عن حدود السلطة الديمقراطية.

يشرح بوريس يلتسن الرئيس السابق لروسيا في فلم "شهود بوتين" أمام الكاميرا أنَّه اختار بوتين من بين 20 مرشحاً لخلافته في الأيام الأخيرة من القرن الماضي. كان مانسكي مع يلتسن في منزله ليلة الانتخابات، في مارس/آذار عام 2000، عندما صادق الشعب الروسي على اختياره من خلال دفعه إلى السلطة في الجولة الأولى من الانتخابات التي عُقِدَت بعد ثلاثة أشهر من تعيينه قائماً بأعمال الرئيس.

كان ذلك بمثابة تذكير لسبب اختيار يلتسن خليفته بعناية شديدة، لكن على الرغم من أن فلاديمير بوتين كان يدين له بكل شيء تغيَّرَت السلطة منذ اللحظة التي أعلنت فيها نتائج الانتخابات.

وفي الفيلم، نرى أحد رفاق غورباتشوف القدامى يتساءلون عن سبب عدم اختياره لفترة رئاسية مدتها 15 سنة للنظام الرئاسي الجديد. أجاب بجدية: «لأنني سأكون سكرتيراً عاماً في الخفاء».

بعد سنوات من الاضطراب الاقتصادي لم يتحدث بوتين مع غورباتشوف عن هواجسه في العودة إلى جوانب من الحقبة السوفيتية، وهو التاريخ الذي كان يحاول إعادة كتابته بهمة. من بين أول أعماله كرئيس كان استعادة العلم الأحمر كاملاً -بالمطرقة والمنجل- للفوج الرئاسي في الكرملين. وبحلول نهاية العام، أعاد العمل بالنشيد الوطني السوفيتي، الذي تم التخلي عنه في عام 1990.

كان مع المخرج مصور محترف طوال معظم جلساته، بالإضافة إلى كاميرا فيديو محمولة كان يحملها في كل مكان. في هذا الحديث الخاص، الذي التقطته فقط كاميرا الفيديو، أوضح بوتين أنَّه «من الضروري إعادة ثقة المواطنين» في المؤسسة. وقال إنَّنا عندما نفكر في الاتحاد السوفيتي ينبغي علينا أن نفكر في الانتصار العظيم في الحرب العالمية الثانية، وليس فقط في الغولاغ (معسكرات السخرة والاعتقال السوفيتية).

وقال فلاديمير بوتين إنَّه تحدث مؤخراً في إحدى جولاته في البلاد إلى امرأة في منتصف العمر، توسلت إليه قائلة: «أعد إلينا حياتنا القديمة بالطريقة التي كنت أحياها قبل 20 عاماً».

تدخل المخرج خلال رواية الفيلم قائلاً: «هل ترك أحداً لم يقنعه؟». بوتين الذي جاء إلى السلطة واعداً بـ «قبضة قوية»، أعاد بالفعل تشكيل فريقه من المستشارين لضمان عدم تحدي أي شخص لرؤيته، ربما هذا ما يفسر لماذا كان لا يزال يحاول إقناع مانسكي، الصوت الوحيد المعارض له في دائرته الداخلية.

وكان يلتسن أيضاً من بين أولئك الذين ظلّوا بحاجة إلى الإقناع. انضم مانسكي إلى عائلته في ليلة رأس السنة، بعد مرور أول سنة لبوتين في السلطة. وسُئل عما إذا كان بوتين قد أعاد النشيد دون استشارته. أومأ إيماءة ملحوظة برأسه. وقال هل يعتقد أن هذه الكلمات الجديدة ستحفظ ماء وجه الاتحاد السوفيتي؟ ثم هزّ رأسه قليلاً، وردَّ «شيوعي أحمر».

ما مِن إشكالية قانونية بشأن المشاهد المصورة بهذا القرب من بوتين؛ لأنَّ حق النشر يخص شركة إنتاج مانسكي، لكنَّه يواجه سياسياً مخاطرةً هائلة بخرق ثقة بوتين. انتقل مانسكي من روسيا في عام 2014، ولكنَّ إقامته في لاتفيا لا توفر له حماية واقعية من غضب الرئيس الروسي.

كان مانسكي يتحدث إلى موقع The Daily Beast في فندق فاخر في لندن على الجانب الآخر من الفندق الذي تسمم فيه الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو، بفنجان من الشاي مزوَّد بمادة البولونيوم-210 المشعة.

كان وضع بوتين في سياق تاريخي هو أحد ضربات مانسكي النابغة. يركز الفيلم على يلتسن وغورباتشوف وهما يُزاحان من الخطاب العام، لكن معظم الزعماء الروس السابقين كانوا قد لُفِظوا أيضاً من الذاكرة العامة. قال مانسكي: «هذا ينطبق في الأساس على جميع الحكام الروس، ربما باستثناء آل رومانوف».

قال مانسكي: «لقد درس بوتين حياة وتاريخ أسلافه بشكل جيد للغاية»، مشيراً إلى أنَّه سيُحاول البقاءَ في السلطة خلال العشرين أو الثلاثين سنة المقبلة، وأضاف: «ليس لديه خيار الآن. إنَّه لا يريد فقط ألا يسير على خطى تشاوشيسكو وميلوسوفيتش، بل إنَّه لن يرغب حتى في مواجهة مصير بينوشيه، الذي كان من الممكن أن يخضع للمحاكمة في بلده».

كانت دوافع بوتين الاستبدادية واضحةً حتى قبل أن يصعد إلى الرئاسة. كان مانسكي في مسرح التفجيرات، المزعوم تدبير الشيشان لها، والتي قتلت المئات في مجمعات سكنية في موسكو، في سبتمبر/أيلول 1999، عندما وصل بوتين، الذي كان رئيساً للوزراء آنذاك، إلى مكان الحادث.

قال بشكل قاطع: «لا يمكننا مواجهة هذا إلا بالقوة». يعرض فيلم Putin’s Witnesses في مشهد مبكر عائلة مانسكي وهي تشاهد الفيديو في المنزل. في اليوم الذي نُصِّبَ فيه بوتين رئيساً للبلاد قالت ابنة المخرج: «إنَّه مثل ماو تسي تونغ، كان أيضاً ديكتاتوراً».

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ