معاذ الخطيب لهذه الأسباب زرتُ موسكو
معاذ الخطيب لهذه الأسباب زرتُ موسكو
● أخبار سورية ١١ نوفمبر ٢٠١٤

معاذ الخطيب لهذه الأسباب زرتُ موسكو

ردّ الشيخ معاذ الخطيب على المتسائلين عن أسرار زيارته المؤخرة للعاصمة الروسية موسكو، موضحاً جملة من الاستفسارات الدائرة في أذهان السوريين.

وقال الخطيب في مطلع رده: "السؤال عن زيارة موسكو مشروع بل واجب، ولكني مضطر للتمهيد من أجل شرحها من وجهة نظري التي لا أدعي الصواب المحض فيها، ولكن من المدهش أن العديدين يحملون تصورات تخالف الواقع تماماً، ومنها على سبيل المثال ما يشاع عن توافق دولي على تقسيم سورية!".

وأعلن الخطيب أن كلاً من المبعوث الروسي بوغدانوف ثم الأميركي روبشتاين أكدا له "أن بلديهما لا يسعيان إلى تقسيم سورية، ليس هذا فقط، بل ترفض حكومتاهما ذلك"، مضيفاً "سأكون دقيقاً في ذكر الحقائق لأقول: إن المعارضة السورية بكل أطرافها السياسية والعسكرية ومن طورها السلمي الذي كان يدوي بندائه الرائع : واحد.. واحد .. الشعب السوري واحد، ووصولاً إلى بياناتها في طورها المقاتل، ومن آخرها: ميثاق الشرف الثوري الذي وقعته الجبهة الإسلامية ثم مبادرة : (واعتصموا)، كلهم قد أكدوا على وحدة سورية أرضاً وشعباً! فمن يريد التقسيم إذاً؟".

وتابع "لابد أنه النظام! ولكن وللأمانة فإن النظام ما زال يقاتل في كل الأراضي التي بقي فيها وكان يسعه الانسحاب ليتموضع بشكل شرس في أراضٍ يختارها لحصته من التقسيم، وفوق ذلك مازال يقدم الرواتب إلى الموظفين من الحسكة وحتى إدلب، ويمد بالكهرباء وشبكات الاتصالات!! ومن يريد التقسيم لا يفعل ذلك، وقد يكون التقسيم آخر سهم تطلقه الأسرة الحاكمة إذا استعصت الأمور عليها، ولكن ذلك لا تبدو مؤشراته واضحة حتى الآن".

وتسائل الخطيب " هل تسعى تركية أو السعودية وحتى الأردن إلى التقسيم؟ ويمكن التأكيد بالنفي وأنه ليس من مصلحة أحد منهم حصول ذلك! وحتى الكورد المتهمون دائماً بالسعي الخفي للتقسيم يعارض أغلبهم ذلك، ومطالب الأكثرية منهم هي في حقوق ثقافية وسياسية ضمن وطن واحد!"، مضيفاً " إذاً ... فمن هي القوى الخفية التي تسعى إلى ذلك؟ هناك قوتان واضحتان : قوة فاعلةٌ شرسةٌ، وقوةٌ ساذجةٌ تُفعَّلُ بسهولة لتساعد في الواقعة عن حسن نية! ليس الأمر لغزاً بحال، والقوة الشرسة هي عصابات (مافيات) تجارية عالمية متموضعة في مراكز القرار الدولية، وثقل تلك المافيات ينبع من تحالفات لرجال أعمال وسياسيين بلا ضمير، وأصحاب شركاتِ نفط واتصالات ومخدرات ورقيق أبيض وأسلحة وإعادة إعمار، وهم مثل حيتان القرش المفترسة، مشرَّعة الأنياب دائماً لتمزيق الشعوب ولا تتورع عن شرب دماء ملايين الأبرياء من أجل مصالحها الاستراتيجية".

واعتبر الخطيب أن إشاعات التقسيم حول سوريا هي افتراءات على السوريين، وقال: "أريد أن أقول لكل سوري يحب بلده، هذه الخرائط جرائم وطنية وأخلاقية وجنائية بحق بلدك وأهلك.. وإذا أردتَ نشر مثلِ هذا الخبر فضعْ عقيدتك فوقه، وقُلْ بكل شراسة : لا للتقسيم .. لا لا للأصابع الخبيثة في بلدنا".

وأعلن الخطيب أنه لم يذهب لموسكو بخطة انفرادية، بل بعد تنسيق مع "إخوة في الداخل وتيارات مختلفة والتناصح والاتصال مع بعض الأطراف الدولية".

وقال الخطيب بخصوص مجريات اجتماعه في موسكو: "الاجتماعان كانا ناجحين إلى درجة كبيرة، ولم يكن معنا أحد من غير السوريين أو من النظام، وقد كنا واضحين تماماً معهم من أننا نُصر على استقلال القرار السياسي السوري، واستقلال سورية ورفض تقسيمها، ووحدة الأراضي والشعب السوري، ورفض التدخلات الإقليمية والدولية، ونحن ضد الانجرار إلى أي حرب طائفية، ونحن حريصون على ترابط النسيج الاجتماعي السوري، وأننا نريد علاقات نِدية متوازنة مع كافة الدول، وقد كان للروس دور في بناء بعض مؤسساتنا الاقتصادية والعسكرية والتي هي ملك للشعب السوري، ونرحب بمساعدة أي طرف في مهمتنا لإنقاذ سورية".

وتابع "ذكرنا للوزير لافروف أن الحرية ليست هي من يصنع الإرهاب، بل الظلم هو من يُولِّدُه، وأنَّ المسار السياسي لحل الأزمة يجب أن يسير بالتوازي مع موضوع مقاومة الإرهاب الذي تُدندن عليه الدول، ونحن نرفُضه من الأطراف كافة ، وقلنا له صراحة وبكل موضوعية : قد يكون قسمٌ من الشعب السوري مع بشار الأسد، وقسم ضده (ولكنه المسؤول الأول عما جرى) وبالتالي فإنه لا يمكن بأية طريقة قبول أن يكون جزءاً من مستقبل سورية السياسي، وصحيح أن هذا لا يتم خلال يوم وليلة، ويحتاج إلى ترتيبات ما، ولكنه أمر أساسي بالنسبة لمصلحة سورية".

وأشار الخطيب في كلمته إلى أن "النظام اليوم ليس نظام الأمس، وربما يستطيع أن يتابع قليلاً ولكنه خاسر في النهاية، وستخسر سورية المزيد من زهَرات شبابها؛ لذا فالتفاوض هو خير الطرق"، وأوضح "لست أشترط أي شرط سياسي، ولا أطلب أي شيء خاص، بل سأكرر ما ذكرته منذ سنتين : من أجل إيجاد أرضية تلم كل أبناء سورية، وتمهد للحل السياسي، ورفعاً للعناء عن شعبنا وأهلنا، فقد بادرنا مرات رغم كل الحرب علينا وكبادرة حسن نية إلى طرح التفاوض مَخرجاً للإنقاذ، ونريد خطوةَ حُسنِ نية من النظام ستكون بوابة تفاعلنا في التفاوض السياسي، وهي خطوة إنسانية محضة، تتمثل في تمديد جوازات السفر للمواطنين السوريين بدل تركهم لعصابات البحر وأمواج الظلام ومافيات التهريب والتزوير، والأهم من كل ذلك إطلاق سراح النساء والأطفال من سجون النظام، وعلى رأسهم الدكتورة رانية عباسي وأطفالها الستة، وكل الحالات المشابهة".

المصدر: صفحة: أحمد معاذ الخطيب الحسني الكاتب: صفحة: أحمد معاذ الخطيب الحسني
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ