معبر بستان القصر ( معبر الموت ... معبر النجاة )
معبر بستان القصر ( معبر الموت ... معبر النجاة )
● أخبار سورية ٢٨ أكتوبر ٢٠١٤

معبر بستان القصر ( معبر الموت ... معبر النجاة )

تعيش حلب منذ قرابة العام انفصال قسميها الشرقي والغربي عن بعضهما بعد أن أغلقت قوات الأسد المعبر الفاصل، ومنعت عبور المدنيين، ما اضطُرّ الموظفين والطلاب والمرضى للسفر ما يزيد عن 10 ساعات برًا للانتقال من مناطق سيطرة الثوار إلى مناطق سيطرة الأسد، لكن مرحلة جديدة بدأت منذ شهر تقريبًا بإدخال المصابين وأصحاب الأمراض المزمنة إلى مناطق الأسد وتقديم العلاج اللازم عبر معبر بستان القصر.
وتعالت الأصوات المطالبة بفتح المعبر بشكل كامل، كما طولب الهلال الأحمر بصفته جهة حيادية تتبع لمنظمة دولية، بالتدخل بالوساطة لحلّ المشكلة، ولكنّ ذلك قوبل بالرفض حتى من قِبل قوات الثوار المسيطرة على المعبر من جهة المناطق المحررة، وهي حركة أحرار الشام وجبهة النصرة.
وعلل الثوار رفضهم بـ "دواعٍ أمنية وعسكرية خاصة"، والخوف على حياة المدنيين بسبب تكرار استهدافهم من قبل قناص المشارقة التابع للنظام أثناء عبورهم على الدوام، إذ أكّد ناشطون أن الأيام الأخيرة للمعبر شهدت ما لا يقل عن 10 حالات قنص يومياً قبل إغلاقه بشكل نهائي.
وتدخّل عندها الهلال الأحمر بالتوسّط للقبول بمرور الحالات الإنسانية على الأقل، وبعد أن رُفض هذا الطلب أيضًا من قبل جميع الأطراف، وافق القائمون على المعبر من جهة الثوار على العبور الإنساني، فيما استمرت المفاوضات مع النظام فترة طويلة إلى أن رضخ في النهاية بعد ضغوطات دولية كبيرة.
وبدأ الهلال الأحمر منذ حوالي الشهر تقريبًا، وبشكل شبه يومي، بعمليات العبور للحالات الإنسانية التي شملت حالات الكسور الكبيرة ككسر عنق الفخذ والحوض خاصة لكبار السن، ومرضى السرطان والقلب، ممن يصعب عليهم تحمل عناء السفر الطويل بين الطرفين، كما سجلت حالة نقل لطفلة مصابة بـ "متلازمة النيفروز الكلوية" وغيرها من الحالات الأخرى.
كما تكفّل الهلال بتأمين كل المستلزمات الضرورية للنقل، كالنقالة والكرسي المتحرك، بالإضافة إلى فرقة إسعاف للحالات الحرجة، والدخول بها عبر المعبر لاستلام الحالات المطلوبة، ونقلها إلى مناطق سيطرة الأسد لتلقّي العلاج المطلوب في المشافي.
و في إنتظار حلٍّ نهائي يعيد ارتباط شطري حلب ببعضهما، تبقى عمليات العبور هذه بمخاطرها ومشقتها، السبيل الوحيد المتاح حاليًا للتخفيف قدر الإمكان من معاناة الناس وآلامهم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ