"معضمية الشام وحصار خانق" ... المدنيين يتساقطون ويتضورون جوعا
"معضمية الشام وحصار خانق" ... المدنيين يتساقطون ويتضورون جوعا
● أخبار سورية ١٤ يناير ٢٠١٦

"معضمية الشام وحصار خانق" ... المدنيين يتساقطون ويتضورون جوعا

لا يختلف الحال في مدينة معضمية الشام الواقعة في غوطة دمشق الغربية كثيرا عن بلدة مضايا، فكلا المنطقتين تعانيان من حصار خانق يفرضه نظام الأسد على المدنيين فيهما، إذ يهدف نظام الأسد إلى تجويع المدنيين لإخضاعهم وإجبارهم على الاستسلام.

ولا يختلف الحال بين المنطقتين من نواحي أخرى أيضا، إذ استشهد فيهما العديد من المدنيين بسبب الجوع ونقص المواد الغذائية والطبية وندرة مقومات الحياة وفي مقدمتها المحروقات ومواد التدفئة.

ويناشد ناشطون من داخل المدينة كافة الجهات والهيئات المحلية والدولية مطالبين إياهم بالإسراع لتلافي وقوع كارثة إنسانية باتت وشيكة، حيث يستمر نظام الأسد من تاريخ السادس والعشرين من الشهر الماضي بإغلاق المعبر الوحيد للمدينة، وتمنع قواته المدنيين من الدخول والخروج من وإلى المدينة، كما ويمنع إدخال أي مواد غذائية أو طبية أو مواد تدفئة، إذ يعمد لإرسال رسالة "الجوع أو الركوع".

ونتيجة للحصار والقصف استشهد يوسف سعدية ذو الثلاثة أشهر جراء انعدام المواد الطبية ومنع قوات الأسد أهله من إخراجه من المدينة لتلقي العلاج، كما واستشهد الطفل "سعيد كربوج" ذو الخمسة عشر عاماً بسبب سوء التغذية وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقبل أربعة أيام توفي الطفل همام بسبب الجوع نتيجة الحصار الذي يفرضه نظام الأسد على المدينة.

ونشر ناشطون صورا تظهر أطفال يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، حيث تعاني الطفلة "لين" من سوء تغذية شديد، ولا يجد أهلها ما ينقذون به حياتها حتى اللحظة، ويؤكد ناشطون على أن نظام الأسد لا يكترث أبدا للحالات الإنسانية الصعبة.

ولم يقف حد إجرام نظام الأسد عند الحصار، بل يستمر باستخدام كافة أنواع الأسلحة في قصف أحياء معضمية الشام الجنوبية "براميل متفجرة – صواريخ "أرض أرض" – قذائف هاون ومدفعية"، ويحاول بشكل يومي اقتحام المنطقة لفصل مدينة معضمية الشام عن مدينة داريا المجاورة لها، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه بفضل صمود الثوار على الجبهات، ولعل هذا أبرز ما دفع نظام الأسد لفرض الحصار في محاولة منه لإخضاع المدينة وثوارها.

واكد ناشطون على أن مدينة معضمية الشام وأهلها لم يتراجعوا عن الهدف الذي طالبوا به في بداية الثورة، وهو إسقاط النظام، وأشاروا إلى أن الهدنة التي أبرمت مع نظام الأسد كانت من أجل الحفاظ على الأرواح ومن أجل إيقاف شلال الدم الذي سار في شوارع المعضمية منذ أول يوم على انطلاق الثورة.

ولفت ناشطون إلى أن نظام الأسد لم تطأ قدمه مدينة معضمية الشام منذ بدء الهدنة، ولم يسمح له بإنشاء أي حواجز مشتركة داخلها، بخلاف ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، ونوهوا إلى أن نظام الأسد خرق الهدنة في أيامها الأولى، إذ غدر بالمدنيين الذين غادروا المدينة واعتقل العشرات منهم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: محمد الحوراني
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ