مناهج تعليمية تتصارع في مناطق سورية
مناهج تعليمية تتصارع في مناطق سورية
● أخبار سورية ١٨ سبتمبر ٢٠١٧

مناهج تعليمية تتصارع في مناطق سورية

يتصارع الجميع لتلقين الطلاب في سوريا، الفكر الذي يؤمن به، والضحية في النهاية هي طالب المدرسة الذي فقد حقه في التعليم الطبيعي، فمن جهة يفرض نظام الأسد منهجا دراسيا، ومن جهة أخرى يفرض تنظيم الدولة مناهج في مناطق خاضعة سيطرته، وفي جهة ثالثة تفرض قوات الحماية الشعبية الكردية اللغة الكردية ومنهاجها الذي يتناسب وأفكارها.

وأعلن وزير تربية نظام الأسد، يوم السبت، عن إصدار 50 كتاباً مدرسياً، حسب المنهاج الجديد والمعدّل للعام الدراسي 2017-2018، دفعة واحدة، ومن بين التغييرات التي قام بها نظام السد هو إلغاء قصيدة في منهاج الابتدائي لا لأنها تخالف التربية والتعليم، بل لأن كاتبها المعارض السوري، "ياسر الأطرش".

وركّزت المناهج الجديدة التي عدّلها نظام الأسد، على استخدام فكرة الخوف من الألغام المزروعة في مناطق الصراع العسكري، والتأثير غير المباشر على التلاميذ باتجاه فهم الألغام على أنها من مخلّفات خصوم نظام الأسد فقط، لصناعة صورة سلبية عن الثوار وقوى المعارضة السورية، في نوع من زرع الطائفية بين السوريين وفق طريقة لا تخطر على بال بشر، دون التمييز بين الأطفال والكبار.

من جهته فرض تنظيم الدولة منهاجاً تعليمياً يتناسب وأفكاره المتطرفة، في الرقة شرق سوريا، بعد أن قامت لجنة مؤلفة من 50 شخص، على مدار 9 أشهر بإعداد المناهج الدراسية، والتي حملت توقيع ديوان التعليم، وحوت مواد شرعية وفقهية، كما حرم الاختلاط بين الذكور والإناث وكان يرسل عناصر للتنظيم للاختيار بين الطلاب لتجنيدهم في صفوفه، ما جعل حجم إقبال الطلاب على الدراسة ضعيف، لا سيما مع زيادة خوف الأهالي من تجنيد الأبناء.

وكذلك سعت قوات الحماية الشعبية الكردية في الشمال السوري إلى فرض منهاجها على التلاميذ في المناطق التي تخضع لسيطرتها، وباللغة الكردية، الأمر الذي دفع معظم العرب في تلك المنطقة إلى رفض هذا القرار، وأصدرت القوات الكردية قراراً بتسمية جميع المدارس بأسماء قادتها الذين قتلوا في المعارك، وإخضاع جميع المعلمين لدورات لغوية وفكرية، ووصل عدد المدارس في مناطق "قوات الحماية الشعبية" إلى 1500 مدرسة، وتمنع القوات تعليم العربية للطلبة الأكراد، والنتيجة تعثّر انطلاق العام الدراسي في مئات المدارس، وتخبط في أوساط المعلمين وأولياء الأمور والأطفال.

هذا التحول والاستراتيجيات ذات أهادف بعيدة المدى، تعمل على ممارسة الدعاية السياسية والعقائدية كل حسب مرجعيته القومية أو الدينية، بعيداً عن صنع جيل يدرك معنى التعليم واللغة العربية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ