منذر ماخوس: تدهور الأوضاع هي عملية ممنهجة ومرتبة من الأسد وحلفائه
منذر ماخوس: تدهور الأوضاع هي عملية ممنهجة ومرتبة من الأسد وحلفائه
● أخبار سورية ٢٣ يونيو ٢٠١٦

منذر ماخوس: تدهور الأوضاع هي عملية ممنهجة ومرتبة من الأسد وحلفائه

قال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات وعضو الائتلاف الوطني منذر ماخوس إن تدهور الأوضاع على كل الأصعدة (السياسية والأمنية والإنسانية) في سورية، هي "عملية ممنهجة ومرتَبة من قبل نظام الأسد وحلفائه، لافتاً إلى أن العملية السياسية تشهد حالة "استعصاء كامل"، ففي بيان له ليلة أمس الأربعاء، أوضح ماخوس أن عملية الانتقال السياسي التي تم وضعها في جنيف للتحول من دولة الطغيان والفساد إلى الدولة المدنية التعددية، ودولة القانون والمواطنة، قد أحبطت بطرح مشروع ترقيعي عبر حكومة موسعة أو بما يسمى أحياناً بحكومة "وحدة وطنية" تحت مظلة النظام نفسه وعلى رأسه الأسد.

وأكد ماخوس أنه لن يكون هناك أي انتقال سياسي بوجود قوى وعناصر من نظام الأسد والتي ساهمت بعمليات القتل والإبادة وتدمير الوطن السوري، لافتاً إلى أن بشار الأسد في خطابه الأخير، أكد مرة أخرى رؤيته للخروج من الكارثة بأنه ليس وارداً أي انتقال سياسي وأنه سوف يستمر حتى النهاية بالحسم العسكري "وتحرير حلب" حسب وصفه، وتصفية كل معارضيه.

وأشار ماخوس إلى أن هناك مقاربتين متعارضتين بالمطلق وغير قابلتين للتوفيق فيما بينهما، أولهما بالطبع هي مقاربة الثورة التي تهدف إلى تغيير شامل للنظام الطاغوتي الفاسد، وثانيهما: نظام خارج عن أي سيطرة بما فيها المجتمع الدولي، والذي يهدف إلى عدم إحراز أي تطور في الملف الإنساني لدفع المعارضة السورية إلى مقاطعة المفاوضات وبالتالي الهروب من الاستحقاق السياسي لتحقيق الانتقال السياسي.

ولفت عضو الائتلاف الوطني إلى أن محاولات البحث عن حل سياسي في سورية كانت ولا تزال في حالة استعصاء كامل، مضيفاً إن "الهدنة لم تعد موجودة على الرغم من محاولات وضع هدن قصيرة، محلية ومتفرقة، بينما المعارك وبشكل خاص إلقاء البراميل المنفجرة لاتزال مستمرة، لا بل يزداد عددها في بعض الحالات عما كان قبل بدء الهدنة. ليس هناك أي احترام أو تنفيذ لقراري مجلس الأمن 2254 و2268 من قبل النظام وحلفائه".

وقال: إن "الحل السياسي لايزال في حالة موت سريري"، مضيفاً إن طبيعة الانسداد الحاصلة اليوم في العملية السياسية هي "سياسية ولا يمكن اعتماد وسائل تقنية لفك هذا الانسداد فالإشكالية في العمق هي ليست مسألة خلافات موضعية أو مسألة تفاصيل يمكن تدوير الزوايا الحادة فيها أو حلها بتنازلات متبادلة أو باعتماد حلول وسطية".

وبيّن ماخوس أن النسبة المنخفضة لوصول المساعدات الإنسانية للمدن المحاصرة؛ يعزز الشكوك السابقة والمتكررة بالتزام نظام الأسد بتعهداته وفي مقدمتها الإنسانية.

وأضاف إن نسبة وصول المساعدات بشكل مطلق بحدود 46% فقط، في حين أن نسبتها 12% لسكان المدن التي توصف بصعبة المنال، لكن لمرة واحدة فقط ونادراً أكثر من مرة. واصفاً هذا الوضع بما كانت عليه مدينة لينينغراد خلال الحرب العالمية الثانية.

وتابع ماخوس قائلاً: "يجب الإشارة إلى أن هذه الأرقام مضّللة كون المساعدات المذكورة تخلو بشكل شبه كامل من المساعدات والأدوات الطبية بما فيها الأدوية، لافتاً إلى أن المساعدات الطبية المتضمنة في قوافل المساعدات المرسلة من الأمم المتحدة يتم نزعها بشكل أوتوماتيكي، بما في ذلك المواد الطبية والأدوات الجراحية.

ووفقاً لقراري مجلس الأمن الأخيرين، 2254 و 2268 فإن المساعدات بأشكالها المختلفة كان يجب أن تصل بشكل تام ودوري قبل بدء محادثات جنيف في إطار خلق بيئة مناسبة لنجاح العملية السياسية.

وشدد ماخوس على أن نظام الأسد يستعمل الابتزاز بالمجاعة والمرض حتى الموت لإرغام المواطنين والثوار في المدن المحاصرة على الاستسلام وعقد مصالحات وقبول شروط النظام وكأنه لم تبق هناك أي مشكلة في سورية.

وتابع حديثه: "إن هول الكارثة الإنسانية في سورية قد وصل الآن إلى درجة أن الأمهات تقوم بطبخ أوراق الشجر والأعشاب للتمويه على الأطفال الجائعين حتى حافة الموت. وفي هذا الإطار فقد تم نشر وتوزيع صور مرعبة لمخلوقات بشرية تحولت إلى مجرد هيكل عظمي وجلد من شدة المجاعة والتي تذكر بهولوكوست الحرب العالمية الثانية".

وحول المعتقلين السياسيين في سجون نظام الأسد، أوضح ماخوس أنه لم يحدث أي تطور على هذا الملف، متهماً نظام الأسد بإهانة المعتقلين والتنكيل بهم بشكل ممنهج وبربري.

ونصت قرارات مجلس الأمن وبشكل خاص القرارين 2254 و2268، على الإطلاق الفوري لسراح كل المعتقلين، ونوّه ماخوس إلى أنه من الصعب تقدير عددهم بالضبط والذي يدور حول 250 ألف معتقل. بالإضافة إلى حوالي 100 ألف مفقود بدون أي دلالة على وجودهم على قيد الحياة والذين يبدو أنهم دفنوا في مقابر جماعية سوف يكشف عنها الزمن لاحقاً.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ