منظمة العفو الدولية توجه رسالة .. "فلنفتح قلوبنا لأزمة اللاجئين السوريين"
منظمة العفو الدولية توجه رسالة .. "فلنفتح قلوبنا لأزمة اللاجئين السوريين"
● أخبار سورية ٩ فبراير ٢٠١٥

منظمة العفو الدولية توجه رسالة .. "فلنفتح قلوبنا لأزمة اللاجئين السوريين"

في رسم ساخر لتوضيح التحدي العالمي الذي تمثله أزمة اللاجئين المتصاعدة في سوريا، يصور علي فرزات، رسام الكاريكاتير السوري المعروف والناشط المعارض، شخصية صغيرة ضئيلة تحمل مفتاحاً صغيراً في مواجهة قفل هائل، مكتنز.

ويلتقط هذا الرسم بدقة التفاوت الهائل بين واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في التاريخ، والاستجابة غير الكافية، بشكل صارخ، من جانب المجتمع الدولي.

ففي سوريا، تتحدث الإحصائيات عن نفسها. إذ شرَّد الصراع الدموي 7.6 مليون شخص على الأقل داخل البلاد. بينما فر حوالي 4 ملايين إلى الخارج كلاجئين.

ويعيش 95 بالمئة منهم حالياً في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. وحددت وكالة الأمم المتحدة للاجئين ما لا يقل عن 380,000 من اللاجئين في تلك البلدان بأنهم بحاجة ماسة إلى إعادة التوطين في بلدان أخرى، حيث يمكنهم بدء حياتهم من جديد، إذا ما توافر لهم الدعم الذي يحتاجونه. ويشمل هؤلاء المستضعفين الذين نجوا من الاغتصاب والتعذيب، والأطفال غير المصحوبين بقريب، وأولئك الذين لا يستطيعون الحصول على الرعاية الطبية اللازمة لهم.

مع مأساة بهذا الحجم، يمكن بسهولة أن ننسى الناس وراء الأرقام، ومن الأفضل قراءة كلمات اللاجئ نفسه: نادية، امرأة سورية بعمر 47 سنة هربت إلى الأردن وحدها مع ابنها. حيث توفي زوجها قبل 10 أعوام. وهذا هو ما قالته لمنظمة العفو الدولية:

“غادرنا حمص بسبب النزاع. الأحوال ليست آمنة هناك. ما كنت أستطيع أن أرسل ابني إلى المدرسة … إذ كنت خائفة جداً. صوت القنابل كان يجعل ابني يرتعد من الخوف … خشيت على ابني فأخذته وجئت به إلى الأردن … كان أخي يعمل في الأردن وساعدني على المجيء [إلى الأردن] لكنه مات بسبب السرطان …

كانت الحياة في سوريا جميلة. كان لدينا منزل جميل.

ولكن الحياة مكلفة للغاية هنا. لا أستطيع حتى تحمل دفع ثمن فواتير الكهرباء. إن العيش هنا أمر سيء للغاية… أحيانا حتى لا أملك المال لإعطائه الأجرة للانتقال بالحافلة [إلى المدرسة] فيظل حبيس المنزل. نحن فقراء جداً. وأحياناً ليس لدينا ما نأكله.

أود لو أذهب إلى بلد آخر لأنها سوف تساعدني في تأمين مستقبلي ومستقبل ابني. سوف أذهب إلى أي مكان. أريد أن أذهب إلى مكان حيث لا أضطر إلى الاعتماد على الصدقات على الإطلاق. أنا أبكي حياتي القديمة، عندما كانت كرامتي محفوظة. أنا مجبرة على التسول طوال الوقت [تنهار في البكاء]. أريد أن أغادر من أجل مستقبل ابني. ليس لديه أصدقاء، ولا حياة.”

في باقي أنحاء العالم ، تتحدث الإحصائيات أيضاً عن نفسها. فمن آسيا إلى أوروبا، أدارت البلدان الغنية الكبيرة ظهرها للاجئين السوريين.

فدول الخليج الست وروسيا واليابان لم تقم بإعادة توطين ولو لاجئ واحد. والأرقام الواردة من عدة دول في الاتحاد الأوروبي تافهة – وفي أحسن الأحوال مجرد محاولات لحفظ ماء الوجه: 140 في الدنمرك،، و130 في أسبانيا، و90 حتى الآن في المملكة المتحدة.

وفي العديد من البلدان، استغل القادة السياسيون المخاوف بشأن ارتفاع معدلات الهجرة للتغطية على التقصير في الاستجابة للاعتبارات الإنسانية.

وباستثناءات قليلة لغاية، مثلما هو في ألمانيا، التي تقوم بتوطين 30,000 لاجئ سوري، كانت الاستجابة العامة مخزية.

وعلى العموم، ما هو معروض من فرص لإعادة التوطين من قبل المجتمع الدولي أقل من خُمس ما هو مطلوب. ما يترك الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين المحتاجين نهباً للصقيع.

لقد ظل الصراع في سوريا يعرض بتشويق وإلحاح من على شاشات تلفزيوناتنا، وفي الصحف وعلى شبكة الإنترنت، منذ ما يقرب من أربع سنوات حتى الآن. وهذه أزمة لا يمكننا تجاهلها. وفي وجه هذه المأساة، تفيض دموعنا في بعض الأحيان، دون أن نعرف كيف يمكن لنا أن نساعد. ولكن ثمة ما يمكننا القيام به.

نادية وابنها مجرد شخصين من بين 380,000 لاجئ يحتاجون إلى إعادة التوطين ويحلمون بشراء منزل جديد، ويأملون في أن يعيشوا حياة كريمة في بلد آخر.

وليس ثمة وقت أكثر أهمية من اليوم كي يفتح العالم أبوابه أمام اللاجئين السوريين.

المصدر: منظمة العفو الدولية الكاتب: شريف السيد علي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ