" مورك مقبرة الدبابات " اسم استحقته ونالت به حريتها
" مورك مقبرة الدبابات " اسم استحقته ونالت به حريتها
● أخبار سورية ٥ نوفمبر ٢٠١٥

" مورك مقبرة الدبابات " اسم استحقته ونالت به حريتها

ما إن تذكر مدينة مورك القابعة في الشمال الحموي على الألسن حتى يتبع اسمها بصفة لازمتها منذ عامين ألا وهي " مقبرة الدبابات " فمورك التي شهدت معارك طاحنة على مدار الأعوام السابقة بين الثوار وقوات الأسد دامت لأشهر طويلة في سعي الطرفين للسيطرة عليها لما تتمتع به من موقع هام على طريق حلب دمشق الدولي الطريق الرئيسي الذي يربط حماة بإدلب حيث كان هناك لنظام الأسد معسكرات عدة في وادي الضيف وخان شيخون وعلى امتداد الطريق الدولي خسرتها قوات الأسد مؤخراً وتراجعت الى مشارف مدينة حماة قبل أن تحشد قواتها وتزحف شمالاً لتفرض سيطرتها على مدينة مورك في الشهر العاشر من العام الماضي بعد معارك طاحنة مع فصائل الثوار تكبدت فيها قوات الأسد أكثر من خمسن دبابة وعربة مصفحة خلال المعارك على ربوع مورك والتي لم تتمكن من السيطرة عليها إلا بعد اتباع سياسة الأرض المحروقة واستهداف المنطقة بمئات الغارات الجوية والصواريخ البعيدة المدى لتجبر الثوار على التراجع لأطرافها الشمالية ومنطقة خان شيخون.


وعملت قوات الأسد بعد سيطرتها على مدينة مورك وكتيبة الدبابات القريبة منها لمحاولة التوسع شمالاً والوصول لمدينة خان شيخون لكن مقاومة أبناء المنطقة من الكتائب والفصائل المرابطة هناك منعت ذلك وأوقفت تقدمها عدة مرات واستطاعت السيطرة على كتيبة الدبابات في معارك كر وفر بين الطرفين تكبدت فيه قوات الأسد المزيد من الخسائر في صفوفها لتبدأ بمرحلة تثبيت دعائمها وبناء معسكرات لها في المدينة فاشتهرت من مواقع قوات الأسد النقاط " الخامسة - السادسة - الثامنة - السابعة - حاجز الكسارات - حواجز العبود - حاجز الكتيبة - حاجز الحرش " وعشرات الحواجز جعلت منها خطاً دفاعياً قوياً تمنع الثوار من التقدم أكثر بعد طرد أهلها منها وسرقة منازلها وأثاثها ومحاصيل الفستق الحلبي الذي تشتهر بزراعته وتنتشر حقوله على كامل ترابها عن طريق ضباط من النظام عملوا على قطافه وبيعه في الأسواق لصالحهم.


واليوم وبعد عام كامل ودخول الحليف الروسي لقوات الأسد على خط المواجهة في قصف المناطق المحررة والتمهيد الجوي المكثف بأحدث التقنيات الجوية من طائرات حربية واستطلاع ومروحيات حديثة عدا عن القصف المدفعي الذي ساند القوات البرية ظنت قوات الأسد أن الوقت حان لتثأر لدباباتها المدمرة في مورك وتتقدم شمالأ الى خان شيخون وكفرنبودة فبدأت معركة واسعة النطاق على طول خط التماس من معان شرقاً حتى مورك وكفرنبودة ولطمين وسهل الغاب غرباً محاولة بكل إمكاناتها وتحت غطاء جوي روسي التقدم والوصول لمنطقة الخزانات في خان شيخون لتوسع رقعة نفوذها في المنطقة ووتحكم سيطرتها على كفرنبودة والهبيط وخان شيخون ثم تتقدم غرباً لاستعادة السيطرة على سهل الغاب بالتزامن مع عمليات مماثلة على الجهة الغربية من سهل الغاب في الجب الأحمر وريف اللاذقية ولكن هذه الأحلام لقوات الأسد غدت بعيدة المنال بعد أن وقفت فصائل جيش الفتح وجيش النصر وكتائب الجيش الحر الأخرى في خندق واحد لوقف هذا التقدم لتدور معارك كبيرة في المنطقة على جبهات عطشان ولطمين وكفرنبودة ومورك استطاع الثوار إعادة الاسم لمورك من جديد بمجزرة دبابات هي الأكبر في تاريخ الثورة السورية بعد أن دمرت أكثر من سبعين دبابة وعربات مصفحة على ربوع مورك وأطرافها خلال أقل من أسبوع فعاد الاسم من جديد لمورك واستبشر الفستق الحلبي التحرير فكانت بالأمس المعركة الحاسمة والتي مكنت الثوار بعد أن غلب الخوف والهزيمة على قوات الأسد المنهارة على أطراف مورك من التقدم ودخول مدينة مورك بعد تمهيد مدفعي كثيف جعل نقاط التمركز لقوات الأسد تنهار تباعاً وبدأت قيادات المنطقة بالهرب باتجاه مدينة صوران جنوباً لتستفيق مورك وقت طهر الثوار ربوعها من رجس قوات الأسد بعد عام واحد من اغتصابها وتعود لها حريتها ليطقطق الفستق الحلبي في مورك أنغام النصر قائلاً لنواعير حماة ها هم الثوار باتوا على موعد مع التحرير فتجملي وتهيئي لاستقبالهم فموعدنا قريب في ساحات العاصي لتعود لها بهجتها وحريتها المسلوبة منذ أعوام ويعود صوت القاشوش يصدح في أزقتها وشوارعها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ