ميركل تجني ثمار سياستها تجاه اللاجئين
ميركل تجني ثمار سياستها تجاه اللاجئين
● أخبار سورية ٧ مايو ٢٠١٩

ميركل تجني ثمار سياستها تجاه اللاجئين

بعد حوالي أربع سنوات من قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بفتح حدود البلاد أمام التدفق الهائل لطالبي اللجوء إلى أوروبا، ظل السواد الأعظم من حوالي 1.5 مليون شخص وصلوا منذ ذلك الحين خارج القوى العاملة، وكان الكثير منهم يحضرون دورات الاندماج واللغة المطلوبة، وسُجل حوالي 200 ألف شخص عاطلين عن العمل.

لكن بعد إنفاق المليارات لاستيعاب القادمين الجدد، بدأت ألمانيا تجني بعض المكاسب؛ إذ ارتفعت أعداد الذين يعملون أو يشاركون في برنامج التدريب على العمل، ووصل عددهم إلى أكثر من 400 ألف بنهاية عام 2018. ومن بين هؤلاء، سجل 44 ألف شخص في التدريب المهني، وفقاً للشركات الألمانية.

وقال غونتر هيرث، وهو خبير اقتصادي في الغرفة التجارية في مدينة هانوفر بوسط ألمانيا «لدينا معيار نحدد به كيفية تطويره، وبعد ثلاث سنوات ونصف، نحن على المسار الصحيح». وقال إنه في هذه الحالة، سيتمكن حوالي 80% من الراشدين الذين بلغوا سن العمل من الحصول على وظائف بعد ثماني سنوات

وقال هيرث إن الجيل الحالي من اللاجئين يستفيد من حقيقة أن ألمانيا تتمتع بـ «بيئة اقتصادية مثالية»، حيث يقل معدل البطالة عن 5%.

وفي الوقت نفسه تستفيد ألمانيا من التركيبة الديموغرافية للوافدين الجدد، إذ كان حوالي 60% منهم في عُمر الـ 25 عاماً أو أقل.

وقال: «لم يكن كبار السن هم مَن فرّوا، بل الشباب، وهذا رائع بالنسبة لنا».

ومع تقلُّص عدد السكان الألمان الأصليين، فإن ألمانيا بحاجة ماسة إلى هؤلاء الشباب.

وقال وولفغانغ كاشوبا، المدير السابق لمعهد برلين للاندماج التجريبي وأبحاث الهجرة: «إذا أراد الألمان الحفاظ على رخاء اقتصادهم، فإننا نحتاج إلى حوالي نصف مليون مهاجر سنوياً. إذ إننا بحاجة إلى ضمان بقاء مجتمعنا شاباً، لأنه يتقدم في السن بصورة كبيرة».

معوقات أمام اللاجئين

ولم يكن إدخال الوافدين الجدد إلى القوى العاملة أمراً سهلاً؛ إذ كان السواد الأعظم منهم لا يتحدثون الألمانية -وهي لغة تشتهر بصعوبتها- ولا يتمتعون بالمهارات اللازمة التي تسعى إليها الشركات الألمانية.

وكان الكثيرون من العاملين منهم يعملون في وظائف منخفضة الأجر في المطاعم أو في المستودعات أو في الوظائف المؤقتة، أي يعملون عند الطلب.

ويحاول سيغمار والبريشت، الذي يدير مشاريع دمج القوى العاملة في مجلس هانوفر للاجئين، إقناع اللاجئين الذين يقابلهم بأنه من الأفضل لهم التدرب على وظيفة تتطلب مهارات أعلى، حتى لو كان أجرها أقل في الوقت الحالي، لكن جاذبية الراتب السريع قوية.

وقال: «إنهم يعانون ضغوطاً؛ إذ يتعين عليهم إرسال الأموال لعائلاتهم في الوطن، وربما لمهربيهم وهم يريدون الحصول على شقق خاصة بهم. من الصعب أن نوضح لهم أنه من الأفضل لهم على المدى الطويل أن يلتحقوا بالتدريب المهني».

خريجون بالآلاف سنوياً

يتخرج في البرنامج كل عام مئات الآلاف من الحرفيين البارعين وغيرهم من المحترفين الذين اجتازوا اختبارات صارمة تديرها الدولة. ويقول الخبراء إن النظام، ومعاييره الصارمة، كان عاملاً رئيسياً في جعل ألمانيا قوة صناعية.

لكن العديد من الشباب الألمان يفضلون تجنب هذا المسار التقليدي لحياة الطبقة الوسطى ويفضلون مسار الشهادات الجامعية. في العام الماضي، قالت ثلث الشركات الألمانية إن لديها وظائف تدريب لم يشغلها أحد فيما بلغت الوظائف الشاغرة أعلى مستوى لها منذ 20 عاماً، بحسب الصحيفة الأمريكية.

قالت ميلاني فليج، التي تشرف على تدريب كلاريوس Clarios، وهي إحدى أكبر الشركات المصنعة لبطاريات السيارات في العالم.: «إنها حرب على المواهب. الكل يريد الذهاب إلى الجامعة وجني الكثير من المال. لا أحد يريد أن يعمل في المهن الحرفية».

المصدر: عربي بوست الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ